في اليوم العالمي للإذاعة.. إذاعة صنعاء.. أنموذج مصغر لليمن..

بقلم / فيصل الشبيبي

عام 2001 تشرفت بالالتحاق في إذاعة صنعاء – البرنامج العام، الإدارة العامة للأخبار، على أمل أن يتم نقلي إلى التلفزيون بعد 4 أشهر.

وصلت إلى الإذاعة، وتشرفت بالعمل والتعلم على يد كبار الإعلاميين المخضرمين في اليمن، خاصة وأن الجانب العملي يختلف كثيراً عن النظري.

كانت أجمل أيام العمر، وأنت تتلمذ على يد تلك الهامات في صياغة الأخبار وقراءتها، وإعداد وتقديم البرامج، وغيرها من المهارات.

طاب لي المُقام فيها، وآثرت أن أستمر، لِما وجدت من تجربة تستحق الحفاظ عليها، كيف لا وأنت تستقي كل يوم معلومات لا حصر لها على يد هؤلاء الجهابذة؟؟.

كبار مذيعي اليمن ومحرريها وأساتذة إعلامها، كانوا متواجدين في هذا الصرح الشامخ، عباس الديلمي، عبد الملك العرشي، يحيى الدرة، محمد عبد الرزاق المحبشي، عارف الدوش، أحمد محيي الدين، عقيل الصريمي، علي السياني، عبد الباسط المبرزي، عائدة الشرجبي، محمد علي الشرفي، سامية العنسي، عبد العزيز شائف، عبد الملك العيزري، عبد الله شمسان، عز الدين تقي، فاتن اليوسفي، فايدة اليوسفي، سلطان فارع، هائل أنعم، شرف الويسي، عبد الوهاب الذاري، عبد الرحمن عبسي، حسين فايع، عبد الله الكهالي، عبد الرحمن الحداد،، أحمد فضل العبسي، طه سعيد دبعي، د. محمد ناصر حُميد، عبد الله السوسوة ، جمال الرميم، د. عبد الرحمن هجوان، محمد شرغة، عبده الكميم، إسحاق المنتصر، علي الطشي، عبد الصمد المبرزي، محمد سالم با حمران، علي عيسى، عبد الله هديان، طاهر الحرازي، جميلة العزام، انتصار نعمان، أمل فايع، نوال عاطف، عبد الرقيب شرف، عبد الكريم الشيباني، محمد الردمي، توفيق الحرازي، محمد المحمدي، علي العجري، محمد القمراني، محمد منصور، عارف الصرمي، سعاد الويسي، سمر الحاضري، جميلة عبيد، محمد سعيد إسماعيل، عبد الرحمن النويرة، عصام النوبي، عبد الله الوشلي، وغيرهم العشرات والعشرات من المبدعين والكتاب والمهندسين والفنيين والإداريين.

أسماء لا حصر لها من المميزين، بعضهم غادر دنيانا – رحمهم الله – ، وبعضهم لا يزال يصدح بالكلمة – أطال الله في أعمارهم – والكثيرون عادوا إلى منازلهم، بعد ما حل بالبلد من كارثة وبلوى.

احتلت الإذاعة مكانة خاصة لدى الناس، وأصبحت جزءاً من حياتهم، نظير ما كانت تقدمه من وجبات، إخبارية وبرامجية متنوعة، تغذي العقول والقلوب، وحافظت على مكانتها، رغم التطور الرقمي الهائل، وظلت تحتفظ بجزء كبير من جماهيرها.

القيمة الكبيرة، والجمال الذي كان يُزين المكان والزمان، هو ذلك النسيج الاجتماعي المتماسك، رغم تنوعه، ففي إذاعة صنعاء، تجد كل المحافظات بدون استثناء، وكل الأحزاب والتنظيمات السياسية، والمستقلين، وكلهم يعمل بروح الفريق الواحد، رغم التباينات في بعض المواقف السياسية.

كان النظام والقانون، هو الذي ينظم علاقات العمل، إضافة إلى الالتزام الأخلاقي، بالعمل والمحبة الكبيرة له، إلى جانب العلاقات المتميزة بين الزملاء والأساتذة، التي كانت الرابط المتين بين الجميع، حتى حلّت نكبت 2011 و2014، التي حرفت الإذاعة عن مسارها، وأفقدتها تلك الهيبة والقيمة، وفرقت الزملاء، شذر مذر، وإن كان لا يزال رابط العلاقة الأخوية والاحترام المتبادل، موجوداً وإن في حدوده الدنيا، على أمل أن تنجلي هذه الغمة، وإن كانت تحتاج معجزة لتضميد الجراح، وإصلاح ما أفسدته السنوات الثمان العجاف.

قاتل الله دُعاة الفتنة والتفرقة حيثما حلّوا ، كيف كُنّا وأين أصبحنا؟؟!!.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.