فالإتحاد الجديد أمامه الكثير من التحديات.

“شيطان يأخذ جميع هؤلاء الرهبان،فليس لديهم سوي مظهر خارجي إكتسبوه عبر قرون،أما في الحقيقة فليس ذلك سوي دجل وهراء”دوستويفسكي-الإخوة كارامازوف.
***
يشار الي ان سعادة وزير الخارجية- السيد محمود علي يوسف رجل دولة مميز في عهد الرئيس غيلي،وتربطه علاقات مميزة بالحزب الحاكم بصفة خاصة’كما يعتبر من المدافعين باستماتة عن سياسة غيلي في الداخل والخارج.شخصيا اعتبره من المخلصين للرئيس وثلته،ومعروف بالحنكة والكفاءة.وقبل أن يتولي الوزارة شغل منصب سفير بلاده لدي جمهورية مصر العربية.واليوم يعتبر محمود من الشخصيات المرشحة لتولي منصب كبير في الإتحاد الأفريقي الذي لا يعبئ كثيرا بمشاكل إفريقيا.وهذه المنظمة لا تعتني بمشاكل شعوبها،كما لا تهتم بمعالجة مشاكل القارة التي تعاني من الحروب القبلية والعشائرية،وزد علي ذلك الأمراض بكل أنواعها-الملاريا والأيدز والسل الرئيوي الذي يموت بسببه طفل كل نصف دقيقة.وهنا اتذكر مقولة وزير الخارجية المغربي سي عبد اللطيف الفيلالي عن الجامعة العربية الذي اعتبرها “مصيبة” قائلا: منذ ان نشئت لم تقم باي شيء لصالح التكتل العربي،وكذلك الاتحاد الافريقي الفاشل لم يقم بأي عمل مفيد لقضايا هذه القارة،،كقضية السودان والصومال مثلا.تشهد قارتنا الافريقية مشاكل متنوعة وعويصة،وأستحضر هنا ما قاله السفير السوداني في القاهرة الدكتور أحمد عبد الحليم:(فالإتحاد الجديد أمامه الكثير من التحديات،أهمها مواجهة الأشكال المختلفة للإستعمار الجديد للقارة بعد زوال الإستعمار المباشر،فضلا عن مواجهة الحروب الأهلية التي تستنزف موارد الكثير من دول القارة،مثل السودان الذي ينفق ما يزيد عن 40 مليون دولار شهريا علي الحرب الأهلية.وهنا أشير الي أن الإقتصاد الأفريقي لا يخدم الأفارقة ويسعي لرفاهيتهم،إنما يخدم الحروب الأهلية في شكل إنفاق متزايد علي الحرب وشراء الأسلحة*) ومع ذلك لا يهتم قادتها بمناقشة سبل وادوات تفعيل هذه المنظمة الأفريقية.
*وضع غريب يستدعي من القادة التفكير بعمق في مخرج لا اراه في ظل انظمة فاشية إستبدادية قبلية تدفع شعوبها نحو الفقر والحروب العبثية،انها وصمة عار في جبين هذه المنظمة وقادتها التي لا تثق ببعضها،ولا تفكر بمنطق،ولا أحد يستطيع فهم سياستهم،إنهم أكثر الناس خداعا علي الإطلاق.يشغل الوزير محمود وزارة الخارجية اكثر من 20عام،وبدا مساره بالعمل موظفا في وزارة الخارجية ثم سفيرا،ووزيرا للخارجية دون منازع.ظل الوزير ثابتا بلا تغيير!علي مسار عمل واحد!ويصر علي الإستمرار علي رأس وزارته،مثل سيده!بصرف النظر عما إذا كان في الخطأ،أو علي الصواب.وفي الختام أقول:هذه المنظمة بحالتها التي هي عليها لا تطاق،ولن يغيرها المرشح الجيبوتي ولا الصومالي،ولا غيرهم،إن لم تتغير العقول الأفريقية المتحكمة في مسير شعوبها في القارة السمراء.
*المصدر:مركز البحوث الأفريقية،الإتحاد الأفزيقي ومستقبل القارة الأفريقية.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.