يبدو بأن رئيس الوزراء الجديد ، في إثيوبيا ، بدء يعاني من مخلفات التغيير الذي حدث في إثيوبيا أخيرا ، حيث الدولة العميقة التي تمتد أطرافها الى الآقاليم والمحافظات ، بدأت تنشط بقوة ، وكنا نتوقع ذالك ، لكن نشاطها السريع ، جاء بعد تسرع رئيس الوزراء في بعض الملفات الحساسة ، والقرارات ، التي أوجدت ثغرثة في جدار السياسة الحديثة ، كاملف إرتريا الذي كان يحتاج الى تفاهمات وحوار حوله ، وبالرغم بأن الملف محسوم من قبل مجتمع الدولي ، ولم يكن هو من وقعه أصلا ، بل كان رئيس وزراء السابق ملس ، ولكنه كان بحاجة إلى نقاش وشرح حتى لايستغل من قبل بعض الأطراف كمشكلة ،اوخطأ ، لكي يستخدمو ذالك كذريعة ، لإفشاله ، لكونه ملف حساس ، كذالك ملفات إقتصادية ، مثل خصخصة الشركات الكبرى ، في عطاع الخاص ، وإلغاء بعض القوانين ، التي كانت نافذة من قبل ، بعضها أمنية ، وبعضها إقتصادية ، وهذا أزعج تلك الأطراف التي مازالت لديها زراع نفوذ قوي داخل الدولة ، وتستغل تلك الملفات الجدلية ، وبدأت تتحرك لإفشاله مبكرا ، ورئيس الوزراء أبى أحمد ، قراراته الإصلاحية تصطدم بجدران قوية من الفساد المتراكم لعقود ، و الذي لديه خبرة طويلة ، وتغلل داخل كل مؤسسة من مؤسسات الدولة ، على مدى ٢٧ عاما مضت ، وبدء يشعر بصعوبة ذالك ، لإن الفساد السياسي ، والإقتصادي ، كبير جدا ، مواجهته ليست سهلة ، وتحتاج الى بعض الإستراتيجية ، في إتخاذ القرارات ، والتعامل المرن ، وعدم التسرع في بعض الملفات ، حتى لاتستغلها تلك الأطراف ، ولايمكن القضاس ،و لاينتهي من خلال تغيير المناصب ، والشخصيات ، بل تبقى ازرعته النافذة وهي : الأخطر ، داخل كل مؤسسة ، تعمل بشكل خفي حتى تتمكن مرة أخرى ، وتسيطر على النظام الإصلاحي الجديد ، وهذا مايحدث ، حاليا في إثيوبيا ، لدكتور / أبى أحمد الذي يبذل جهود جبارة ، في سياسة الإثيوبية ، الداخلية ، والرجل على مايبدو ترك وحيدا ، من قبل حزبه الذي تعطلت بعض مصالحه ، من خلال التغييرات التي قام به رئيس الوزراء ، أخيرا ، والحزب أيضا يعيش على وقع أزمة التي حلت به قبل الحراك ، وأثناء الحراك الشعبي ، ورغم بعض الإصلاحات التي قام به رئيس الوزراء لكونه رئيس الحزب ، مازالت أزمت ثقة ، تلوح في الأفق بين الأطراف الأربعة التي كانت ، تريد أحقية قيادة المرحلة ، بنفسها وتنافست على ذالك ، وجاء القدر عكس ماتتنمناه ، تلك الأحزاب ، ومن هنا يبدء الإحتكاك ، وخطاب رئيس الوزراء أمام البرلمان ، قبل أيام ، يدل على أن الرجل يواجه ، صعوبة بالغة في جهوده ، كماجاء في حديثه الطويل ، والرجل كان خطابه مسىولا ، ومدروسا ، وموجه للأطراف ، للاأحزاب السياسية ، وللشعب ، حيث قال بصورة مباشرة ، على الجميع أن يقف أمام خطر حقيقي يواجه وحدة إثيوبيا ، وضرب عدة أمثلة على ذالك ، وكلامه كان تعبوي ، وتجييش ، ضد الدولة العميقة ، ودعوة الجماهير الإثيوبية ، ١٦ من شهر سني (حسب تقويم الإثيوبي ) دليل قاطع على تلك ، وعلى الشعب الإثيوبي أن يساند رئيس الوزراء ، الذي تخلى عنه حزبه بصورة غير مباشرة ، وأن يحمي وحدته التي بدات تواجه خطرا حقيقيا ، لحساب بعض الأطراف ، أو مخلفات ، ماقبل التغيير ، والرجل قوي ، وذكي ، ولديه خبرة ، سياسية مسنودة بالعلم ، ولديه طموح ،و افكار يستطيع من خلاله إحداث نقلة نوعية في البلاد ، ولكنه لايستطيع أن يتحرك لوحده ، يحتاج الى مساندة جماهيرية ، وسياسية ، من الكتل السياسية ، وهو : طلب ذالك رسميا ، ليس الميدان الموجهة فقط ، عند الحكومة المركزية ، بل تبدء ميدان المعركة، ، في الأقاليم ، على الحكومات المحلية ، هي : رئس الفساد ، وبعض القوميات ، والآقاليم أدركت ذالك مبكرا ، وبدئت تتحرك ، ضد الحكومات المحلية وأحزابها الفاسدة ، كاقومية عفر ، وأمهرة ، حيث هناك حراك قوي يحتاج الى دعم من رئيس الوزراء شخصيا ، في إقليم عفر هناك ثورة ، (المثقفين ) التي تتسع يوما بعد يوم ، ونفس التحركات ، والأصوات المنادية للتغيير ، بدء في أمهرة ، ضد الحكومة ، (وحزب أهدد ) وعلى رئيس الوزراء ، أن يدعم بقوة تلك الحراك الشعبي ، الذي سوف ينعكس عليه وعلى نظامه إيجابيا ، وعليه أن يستخدم صلاحياته الدستورية ، لكي ترضخ تلك الأحزاب الى إرادة الجماهير وتقبل التغيير ، وتتحاسب ، وعليه أن يبني قاعدة جماهيرية ، من خلال ربط الأحداث في بعضها ، ومن خلال دعم الثوار الذين سوف يدعمونه ، في مشواره ، ويكون له زراع قوي يستطيع أن يعمل من خلاله بأريحية ، وهذا يعتمد على دعمه للثوار ،
بقلم / محمد أحمد العفري