الكاتب محمد احمد العفري

(معركة التغيير ، في إثيوبيا )

 يبدو بأن رئيس الوزراء الجديد ، في إثيوبيا ، بدء يعاني من مخلفات التغيير الذي حدث في إثيوبيا أخيرا ، حيث الدولة العميقة التي تمتد أطرافها الى الآقاليم والمحافظات ، بدأت تنشط بقوة ، وكنا نتوقع ذالك ، لكن نشاطها السريع ، جاء بعد تسرع رئيس الوزراء في بعض الملفات الحساسة ، والقرارات ، التي أوجدت ثغرثة في جدار السياسة الحديثة ، كاملف إرتريا الذي كان يحتاج الى تفاهمات وحوار حوله ، وبالرغم بأن الملف محسوم من قبل مجتمع الدولي ، ولم يكن هو من وقعه أصلا ، بل كان رئيس وزراء السابق ملس ، ولكنه كان بحاجة إلى نقاش وشرح حتى لايستغل من قبل بعض الأطراف كمشكلة ،اوخطأ ، لكي يستخدمو ذالك كذريعة ، لإفشاله ، لكونه ملف حساس ، كذالك ملفات إقتصادية ، مثل خصخصة الشركات الكبرى ، في عطاع الخاص ، وإلغاء بعض القوانين ، التي كانت نافذة من قبل ، بعضها أمنية ، وبعضها إقتصادية ، وهذا أزعج تلك الأطراف التي مازالت لديها زراع نفوذ قوي داخل الدولة ، وتستغل تلك الملفات الجدلية ، وبدأت تتحرك لإفشاله مبكرا ، ورئيس الوزراء أبى أحمد ، قراراته الإصلاحية تصطدم بجدران قوية من الفساد المتراكم لعقود ، و الذي لديه خبرة طويلة ، وتغلل داخل كل مؤسسة من مؤسسات الدولة ، على مدى ٢٧ عاما مضت ، وبدء يشعر بصعوبة ذالك ، لإن الفساد السياسي ، والإقتصادي ، كبير جدا ، مواجهته ليست سهلة ، وتحتاج الى بعض الإستراتيجية ، في إتخاذ القرارات ، والتعامل المرن ، وعدم التسرع في بعض الملفات ، حتى لاتستغلها تلك الأطراف ، ولايمكن القضاس ،و لاينتهي من خلال تغيير المناصب ، والشخصيات ، بل تبقى ازرعته النافذة وهي : الأخطر ، داخل كل مؤسسة ، تعمل بشكل خفي حتى تتمكن مرة أخرى ، وتسيطر على النظام الإصلاحي الجديد ، وهذا مايحدث ، حاليا في إثيوبيا ، لدكتور / أبى أحمد الذي يبذل جهود جبارة ، في سياسة الإثيوبية ، الداخلية ، والرجل على مايبدو ترك وحيدا ، من قبل حزبه الذي تعطلت بعض مصالحه ، من خلال التغييرات التي قام به رئيس الوزراء ، أخيرا ، والحزب أيضا يعيش على وقع أزمة التي حلت به قبل الحراك ، وأثناء الحراك الشعبي ، ورغم بعض الإصلاحات التي قام به رئيس الوزراء لكونه رئيس الحزب ، مازالت أزمت ثقة ، تلوح في الأفق بين الأطراف الأربعة التي كانت ، تريد أحقية قيادة المرحلة ، بنفسها وتنافست على ذالك ، وجاء القدر عكس ماتتنمناه ، تلك الأحزاب ، ومن هنا يبدء الإحتكاك ، وخطاب رئيس الوزراء أمام البرلمان ، قبل أيام ، يدل على أن الرجل يواجه ، صعوبة بالغة في جهوده ، كماجاء في حديثه الطويل ، والرجل كان خطابه مسىولا ، ومدروسا ، وموجه للأطراف ، للاأحزاب السياسية ، وللشعب ، حيث قال بصورة مباشرة ، على الجميع أن يقف أمام خطر حقيقي يواجه وحدة إثيوبيا ، وضرب عدة أمثلة على ذالك ، وكلامه كان تعبوي ، وتجييش ، ضد الدولة العميقة ، ودعوة الجماهير الإثيوبية ، ١٦ من شهر سني (حسب تقويم الإثيوبي ) دليل قاطع على تلك ، وعلى الشعب الإثيوبي أن يساند رئيس الوزراء ، الذي تخلى عنه حزبه بصورة غير مباشرة ، وأن يحمي وحدته التي بدات تواجه خطرا حقيقيا ، لحساب بعض الأطراف ، أو مخلفات ، ماقبل التغيير ، والرجل قوي ، وذكي ، ولديه خبرة ، سياسية مسنودة بالعلم ، ولديه طموح ،و افكار يستطيع من خلاله إحداث نقلة نوعية في البلاد ، ولكنه لايستطيع أن يتحرك لوحده ، يحتاج الى مساندة جماهيرية ، وسياسية ، من الكتل السياسية ، وهو : طلب ذالك رسميا ، ليس الميدان الموجهة فقط ، عند الحكومة المركزية ، بل تبدء ميدان المعركة، ، في الأقاليم ، على الحكومات المحلية ، هي : رئس الفساد ، وبعض القوميات ، والآقاليم أدركت ذالك مبكرا ، وبدئت تتحرك ، ضد الحكومات المحلية وأحزابها الفاسدة ، كاقومية عفر ، وأمهرة ، حيث هناك حراك قوي يحتاج الى دعم من رئيس الوزراء شخصيا ، في إقليم عفر هناك ثورة ، (المثقفين ) التي تتسع يوما بعد يوم ، ونفس التحركات ، والأصوات المنادية للتغيير ، بدء في أمهرة ، ضد الحكومة ، (وحزب أهدد ) وعلى رئيس الوزراء ، أن يدعم بقوة تلك الحراك الشعبي ، الذي سوف ينعكس عليه وعلى نظامه إيجابيا ، وعليه أن يستخدم صلاحياته الدستورية ، لكي ترضخ تلك الأحزاب الى إرادة الجماهير وتقبل التغيير ، وتتحاسب ، وعليه أن يبني قاعدة جماهيرية ، من خلال ربط الأحداث في بعضها ، ومن خلال دعم الثوار الذين سوف يدعمونه ، في مشواره ، ويكون له زراع قوي يستطيع أن يعمل من خلاله بأريحية ، وهذا يعتمد على دعمه للثوار ،
بقلم / محمد أحمد العفري

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.