هذه اللوحة التي نحتها الفنان السوداني محمد حسين بهنس – رحمه الله -، يلاحظ فيها ان آخر ما تبقى هي الحقيبة، وهي دلالة عميقة على تلاشي الانسان مقابل المادة في الغربة.
المغترب يحمل احلامه في جعبته ويسعى لتحقيقيها ،فتبقي الاحلام ويتلاشى حاملها هذا ما جسده المبلد بنهش الذي التهمته الغربة كما صورها .
وكان الراحل محمد حسين بهنس (1972-2013) فنان متعدد المواهب، فهو روائي وشاعر وتشكيلي وعازف غيتار ومغنٍ ومصور، وبعض لوحاته تزين قصر الإليزيه في فرنسا، وقد شارك في عدد من المعارض في السودان وفي الخارج.
وعثر على الفنان السوداني (42 عاما) ميتا عام 2013 في ميدان مصطفى محمود بالقاهرة، وتم نقله إلى قسم الدقي ثم إلى مشرحة زينهم دون أن يعرفه أحد، وكتب اسمه في خانة المجهولين حتى تعرف عليه بعض أصدقائه.
وكان بهنس قد ذهب إلى القاهرة ليقيم معرضا تشكيليا ومعرضا آخر لصور تعكس الثقافة والفلكلور الأفريقيين، وذلك بعد أن أصابته حالة من الاكتئاب، لإبعاد السلطات الفرنسية له، حيث كان متزوجا من فرنسية وأنجب منها ابنا في 2005 ثم طلقها ليعود إلى الخرطوم مكرها، ويصدم برحيل والدته، ثم رحيل شقيقه في بريطانيا، وعليه ظل مشردا في شوارع القاهرة، مصابا بحالته النفسية حتى مات.
وكتب بهنس أغنية مشهورة تصور بعض حاله بعنوان “أهديك الفوضى” يقول فيها:
أهديك الفوضى
شجار طفلين في ساحة روضة
أهديك الغربة
ضجيج الموتى
وصوت التربة
أهديك إحباطي..
أهديك مرهم النجمة
يداوي جراحك..