احمد جبهة

غير أن الفتي يلاقي المنايا ** كالحات ولا يلاقي الهوانا

Asaa yasuule’urrow,beera weeqe liton

كيف تنظر الحكومة الجيبوتية وأعوانها الي المناضلين الذين تركوا مصالحهم لأجل مصالح عامة الناس؟وما هو تعريف النضال أصلا؟والنضال هو أن يعلن الإنسان رفضه للفساد والأنظمة الشمولية والإستبداد والتطرف والقمع والظلم والعنصرية والقبلية.ويقولون الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الإستبداد لا تستحق الحرية.ونظام جيبوتي يحارب مفهوم النضال كما يحارب المناضلين طوال أربعين عاما، ونظام جيبوتي يحارب المناضلين بجنوده وجهاز المخابرات في المقدمة،وكل ما تملكه الدولة من القوة سخرت لمواجهة المناضلين،سواء كانوا سياسين أو غير سياسيين،وكما نعلم ليس كل المناضلين سياسيين،بل الواعز الديني والإنساني هو الذي يجعل البعض متحدثا بإسم الفئة المهمشة من المجتمع.والمناضل الحقيقي هو الذي لا تسوقه لميادين النضال الا الإيمان بالله الذي حرم الظلم علي نفسه،والمناضل الحقيقي لا يريد من نضاله حمد الناس ولا مودة النظام الذي يقمع الجماهير ولا يخشي مذمتهم ولا يرغب بالباطل ولا يتوخي مكسبا أو مغنما في الحياة،إنما عمله ينطوي علي الدفاع عن الإنسان وحقه في الحياة الكريمة.وهذا الصنف من المناضلين تراه سعيدا أمينا علي المصلحة العامة،شغوفا بالحق نصيرا للمظلومين،راغبا في كل ما من شأنه سعادة مجتمعه بل سعادة البشرية جمعاء. وكلنا نعلم مكانة الإنسان عند الله تعالي كيف خلق الإنسان وكرمه وقدره ونفث فيه من روحه قال تعالي ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) وقال تعالي ( الذي خلقك فسواك فعدلك ) وكيف ميزه الله تعالي بالعلم وعلمه الأسماء كلها وأسجد له الملائكة وسخر له المخلوقات من حيوانات ونبات وغير ذلك،ثم يأتي إنسان آخر ويتجبر ويعتدي علي الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالي.ومعلوم أن القاتل حكمه خالدا مخلدا في نار جهنم قال الله تعالي ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) وقوله تعالي أيضا: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق) والقتل من الموبقات السبع ففي الحديث الشريف : إجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق) أخرجه البخاري.ومن عظم دم المسلم فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ” لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون من قتل المسلم”.. والرجل الذي يحرم رجلا آخر من حريته هو سجين الكراهية والتحيز وضيق الأفق.يقال أن أعرابيا وقف علي حلقة الشافعي بعد وفاته فقال ” أين قمر هذه الحلقة  وشمسها؟” فقالوا له إنه قد مات. فبكي بكاء شديدا ثم قال : ” رحم الله وغفر له.كان يفتح ببيانه منغلق الحجة،ويسد علي خصمه واضح المحجة،ويغسل من العار وجوها مسودة،ويوسع بالرأي أبوابا منسدة” ثم أنصرف.ومن خلال هذه السطور نترحم علي روح المرحوم المناضل المعروف ”بالجبهة” قمر الثورة،الذي فشل النظام في كسبه بالمال والوظيفة.رفض كل شيئ ليرضي نفسه وضميره قبل أن يرضي الله سبحانه وتعالي.لكن فهل نستطيع أن نرضي ضمائرنا،قبل أن نرضي الله؟وهل يرضي الله من لا يرضي ضميره؟فالقتل دائما له إفرازاته وسمومه،ومن غير المعقول أن تقتل الناس متي شأت وتسجنهم متي شأت،وفي نهاية المطاف تتوقع منهم أن يستسلمو ويعودوا كما كانوا نفسيا وسياسيا وإجتماعيا.ومتي كان الإنسان يستسلم للظلم ويرفع الرآية؟وكان المناضل العفري محمد أحمد المعروف بالجبهة،فتي عفريا،ولم يكن قبول الهوان في طبعه،والآن قد تركنا ورحل بجسمه،لكن مواقفه وذكرياته ستبقي في ذاكرة الشعوب المحبة للنضال والحرية،ودربه سوف يزداد قوة وإتساعا الي أن ينتصر الحق ويزهق الباطل.وفي الختام أختم مقالي هذا بقصيدة المتنبي التي يقول فيها: غير أن الفتي يلاقي المنايا ** كالحات ولا يلاقي الهوانا.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.