حديث الوضوح والصراحة … أحمد أبو سعده … مصور الثورة الإرترية يفتح عقله وقلبه لـ ( ناود للكتاب ) (2/4)

*سألته باستغراب : وسبي لم يقدم شكوى ضدك أو ضد البنك ؟ كيف سارت الأمور فيما بعد؟ أجاب : وصل سبي إلى دمشق وقدم شكوى للسلطات ، وتم سؤالي وتم ألقائي في السجن لمدة أسبوع بعد تحقيق مطول ، وكنت أؤكد أن هؤلاء ليسوا بمقاتلين وليس لديهم تنظيم أصلا . *قلت وكانت أمارات الدهشة بادية على : على الإطلاق لم أفهم ، حقد ، قرصنة ، مؤامرات ، لماذا كل هذا ؟ هل هذه هي الثورية !!! وهل كان الأمر يتطلب كل ذلك الجهد الغير مقبول وغير الأخلاقي ؟ رد أبو سعده وبتنهيدة : تجربة الجبهة كانت بالنسبة لي أقرب إلى المعتقد ، كنا شباب ، وكنا متهورين ومندفعين ، وقلت لك في مرة سابقة أن سبي كان يجسد لنا الفساد والرجعية ، والتشرذم والانقسام في الساحة الوطنية ، وأعمال من هذا النوع كنا نعتقد أنها ستضعفه وتردعه وتردع توجهه ، وكم كنا أغبياء وسذج ، أيضا تجربتنا تلك أي الجبهة كنا نفعل المستحيل لتغذيتها ولرفدها خاصة وأن صعوبات مالية وتموينية كانت تعيقها ، والمبالغ التي استوليت عليها من سبي كان لها أثر كبير في رفد المؤتمر الوطني الأول وأمنت لنا مواد تموينية من سكر وشاي وتعلم أنهما زاد المقاتل . أيضا وأنا أسرد لك تلك التفاصيل ، أحس بنوع من تأنيب الضمير ، وخيانة الأمانة ، وأليك قصة أخرى توضح مدى التهور الذي كنا نعيشه : وأنا في طريقي إلى عدن لإنجاز الفيلم الذي لم يتم إنجازه ، حملني المرحوم سبي رسالة مكتوبة لأحمد جاسر وكان وقتها ممثلا لقوات التحرير الشعبية في اليمن الديمقراطي ( الجنوبي ) ، ومع الأسف فتحت تلك الرسالة وكانت تتعلق ببعض المتعاونين مع قوات التحرير الشعبية من بعض قيادات جبهة التحرير الإرترية ، وفي تلك الرسالة يوصي سبي ، أحمد جاسر بهم خيرا مع بعض التفاصيل ، وبالطبع قمت بتصوير الرسالة وتسليم صورة منها إلى رفيقي ( المتآمر ) أيضا المرحوم صالح أياي ، وكان كشف تلك المجموعة أنقذ الجبهة من محك خطير كان يمكن أن تهوى أليه ، ولا شك أعتبر ذلك التصرف من جانبي تجاه المرحوم سبي بمثابة خيانة للأمانة . وفي مرحلة قادمة عرضت تلك الرسالة على القيادة العراقية من قبل الجبهة كوثيقة تثبت جريمة كان يمكن أن ترتكب بحق الجبهة من قبل سبي والمتعاونين معه من بعض أعضاء القيادة العامة المندسين . *( ذكر لي أسماء هؤلاء المتعاونين وهم لازالوا على قيد الحياة ، وفضلت عدم إيراد الأسماء ) *قاطعته : ولماذا القيادة العراقية ؟ رد : القيادة في العراق دعمت قوات التحرير الشعبية بشكل كبير بالمال والسلاح والعتاد ، عبر كل المراحل ، وتعلم أن العراق كان سخيا في ذلك ، والمرحوم سبي ربطته علاقات خاصة مع عدد من أعضاء القيادة العراقية ، ومن بين أعضاء تلك القيادة الأستاذ علي غنام وهو سعودي الجنسية وعلاقته مع سبي كانت كبيرة . *قلت : ومن بين المتنفذين في القيادة العراقية ” أسعد الغوثاني ” أبو علاء ” وهو عضو مكتب فلسطين والكفاح المسلح في القيادة القومية للحزب والذي كان تحت أشراف الأستاذ طارق عزيز ، ودون شك هذا المكتب كان يشرف على كل نشاطات التنظيمات الإرترية ، والمرحوم سبي أيضا جمعته مع ” أبو علاء ” علاقة متميزة . وأضفت : إن السخاء العراقي حتى تجاه جبهة التحرير الإرترية لم يكن محدودا ؟ أجاب : صحيح ، ولكن أمكانية قوات التحرير وحجمها لم يتطلب تلك المساعدات غير المحدودة . *سألت : وهل كانت غير محدودة بالفعل ؟ أجاب : أكثر من جزيرة في البحر الأحمر كانت بمثابة مستودعات للذخيرة ، هناك جزيرة ” كمران ” اليمنية وهناك جزر عديدة كانت تكدس فيها الأطنان من الأسلحة. *قلت : و ( بعملتك ) الأخيرة انتهت العلاقة مع سبي ؟ أجاب : لا ، فقد كلفني بعمل فيلم والدخول للميدان ، وفعلا توجهت إلى ارتريا ، وقد استقبلني في الخرطوم محمد سعيد ناود ، وسلمني للمناضل محمد علي حرميتاي الذي رافقني على طول الرحلة ذهابا وإيابا.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.