الشيخ ياسين العلوي

الشيخ ياسين العلوي من رواد التعليم في ارتريا

عندما كان الظلم والظلام ومحاربة المتعلمين والعلم والتعليم يسود ارتريا في كل العهود الأستعمارية ، فهناك شموع قليلة بدأت بسعيها الدؤوب نشر التعليم وتشجيعه وتحبيبه ، وهؤلاء الرواد الذين بدأوا نشاطهم التعليمي في ظروف غير مواتية يستحقون منا التكريم ولو بأثر رجعي وتسليط الأضواء عليهم وابراز ادوارهم . وقد سبق لي ان كتبت اسطر قليلة عن بعضهم اذكر منه سراج محمد كامل في جزيرة دهلك ، والشيخ سعدالدين محمد من كرن ، وكيكيا باشا في حرقيقو ، وبالطبع هناك كثيرون في شتى انحاء ارتريا كانت لهم مساهمات في هذا الحال لم اكتب عنهم ولم يكتب عنهم غيري حتى الآن ، فالمرجو ان نعطيهم حقهم في صفحات التاريخ . واليوم اتناول شخصية اخرى من حقها علينا ان نذكرها ولو بشكل مختصر جدا حتى ياتي من يتولى الكتابة عنها بتوسع انه فضيلة الشيخ/ياسين محمد عثمان العلوي وهو من قومية العفر. وينمتمي الى اسرة دينية معروفة في دنكاليا ويطلق عليها اسرة العلوي وهم من الأشراف لأنتسابهم الى سيدنا / علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ولد الشيخ ياسين في بوري باقليم جنوب البحر الأحمر وذلك عام 1920م . ودرس القرآن الكريم كما درس الفقه واللغة في منطقته ، وبعدها هاجر الى (زبيد) بارض اليمن حيث كان هناك مركز علمي مشهور درس فيه كثيرون من الأرتريين من قبله فالتحق به . وبعدها توجه الى مكة المكرمة ثم الى المدينة المنورة للأستزادة من العلم ، واستمرت سياحته العلمية اثني عشر عاما عاد بعدها الى وطنهارتريا بعد ان تسلح بالعلم ليقوم بالرسالة التعليمية التي نذر نفسه لها . بدأ نشاطه التعليمي في منطقة (امتاري) بمدينة مصوع عندما بدأ بفتح الخلاوي القرآنية وعدد من المدارس وبنى منازل ومساكن لطلاب العلم الذين يرتادونها ، ومنذ بداية نشاطه التعليمي فقد شمل الجنسين من الذكور والأناث . وكانت تلك خطوة متطورة . ولتمويل هذه المدارس وطلابها من الجنسين واعاشتهم فقد اعتمد على اسلوب (الأعتماد على الذات) حيث كان يرفض اي مساعدة مادية من اي جهة . فقد كان يعتمد على الزراعة وممارسة التجارة ، ويصرف من ربع كل ذلك على الدارسين والدارسات وشراء مستلزمات المدارس من كتب وكراسات واقلام ، انه كان داعية العلم بل كان مصلحا اجتماعيا ويحارب العادات الضارة بالأنسان وبالمجتمع عموما ، والطالبات والطلاب الذين يتولى تعليمهم وتأهيلهم في المدارس . فقد كان يقوم بتزويجهم بعقد القران بينهم بعد موافقة ذويهم ، ثم يقوم بعد ذلك بارسالهم الى المناطق الريفية بالأقليم ليقوموا بدورهم بالتعليم ونشره ، فتقوم الزوجات بتعليم النساء في الأرياف ويقوم ازواجهن بتعليم الرجال وفي نفس الوقت يمارسون الزراعة والتجارة للتكفل بمعيشتهم حسبما تعلموه وحسب توجيهات شيخهم ، انه كان اسلوبا مبتكرا خاصة وانهم لم يكونوا يتقاضون اي اجر مقابل ما يقومون به من تعليم الرجال والنساء . كان الشيخ / ياسين يحظى بالأحترام والأعجاب من الجميع لما يقوم به من عمل جليل ، ولذا تم اختياره ليكون اماما وخطيبا في مسجد الأمام الشافعي في مصوع . وسواء كان الأيطاليون ومن بعدهم البريطانيون واخرهم الأثيوبيون فانهم كانوا ينظرون للنشاطات التي يقوم بها الشيخ / ياسين بعين الشك والريبة . الا ان الأثيوبيين كانوا ينظرون لأنشطته التعليمية وكأنها جزء من انشطة الثورة الأرترية التي كانت قد اندلعت ، وعليه اشتدت الرقابة والتضييق عليه من قبل السلطات الأثيوبية مما اضطره لترك نشاطه التعليمي في مصوع فتحرك الى منطقة بوري ، الا السلطات العسكرية الأثيوبية قامت بملاحقته هناك ايضا ، وعليه ترك بوري وتحرك منها الى منطقة (عدي) فاستمرت الملاحقة الأثيوبية له مما اضطره الى ترك ارتريا والتجأ الى سلطنة اوسا حيث وجد كل الترحيب من قبل السلطان علي مرح الذي سمح له بممارسة الزراعة بالقرب من نهر هواش وممارسة التجارة التجارة ايضا حسب برنامجه المألوف مع الأستمرار في التعليم ، وقد توفي في عام 1970م بأوسا وهو مستمر في رسالته التعليمية .

بقلم : فضيلة الشيخ اسماعيل العلوي هذا المقال من ناود للكتاب

مشاركة من ادريس علي احمد

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.