آل سعود و القضية الفلسطينية تمثيل الدور و رذالة المؤامرة ……

” أسمع جعجعة و لا أرى طحينا ” هذا المثل العربي هو ما يمكن أن نصف به موقف مملكة طمس الهوية المنسوبة إلى آل سعود من القضية الفلسطينية ؛ فموقف آل سعود من تلك القضية يعد موقف تمثيلي بحت و يهدف إلى احتواء حركة المقاومة الفلسطينية و إفسادها بالمال لإبعادها عن العمل الثوري الصادق وشق الصف الفلسطيني و العربي و امتصاص غضبهم لتفادي أي تصرف أو قرار قد يضر ببني صهيون ودولتهم السرطانية المزروعة في جسد الأمة الإسلامية . ولكي لا أكون بذالك متحاملا على بني سعود فسأسرد للقارئ الكريم دلالات تكشف حجم التأمر من قبلهم على فلسطين . فعلى الرغم من أن الخلافة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد كانت تعاني من عجز مالي حاد إلا أن السلطان رفض بيع فلسطين لليهود مقابل المال الذي يسد ذالك العجز بل و يفيض ؛ ونظرا لأن فلسطين عربية فقد سعى اليهود و عن طريق بريطانيا للبحث عن أي موافقة اعتراف من قبل بعض العرب اللهثين وراء الزعامة و الطامعين بالسلطة ؛ و لكي يكون لذالك صفة الشرعية عملت بريطانيا على إيجاد كيانات عربية ذات بعد سياسي في جسد الرجل المريض و هو ماتم بالفعل مع عبد العزيز بن سعود الذي تواصلت معه أثناء زيارته للكويت ومن ثم دعمته بالسلاح ضد أعداءه آل الرشيد و غيرهم ؛ الأمر الذي نتج عنه معاهدة القطيف أو دارين عام ١٩١٥ م و التي وقعت من قبل ابن سعود و السير برسي كوكس المقيم البريطاني في الخليج حيث اعترفت فيها بريطانيا باستقلال عبد العزيز بنجد و الأحساء و ما يتبعهما من مواني ليعلن من نفسه سلطان نجد كما نصت تلك المعاهدة على أحقية أسرة ابن سعود في توارث سلطنة نجد وأيضا تعهد بريطانيا بحمايته من أي إعتداء ؛ وهذا هو ماظهر من بنود المعاهدة في حينه أما الجانب الخفي منها و الذي أظهرته الأيام فهو موافقة عبد العزيز بن سعود خطيا بأن تكون فلسطين لليهود وهذا هو نص الموافقة : ” أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أقر و اعترف ألف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى لامانع عندي من أن أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم و كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة ” . وهذه الوثيقة قد ظهرت في الأونة الأخيرة ومقابلها حصل ابن سعود على راتب شهري يقدر بخمسة ألاف جنيه و قيل أكثر تدفعه بريطانيا لإدارة شئون سلطنته وكذالك و عدته بإعادة صياغة تاريخ آل سعود المشبوه نسبا و أخلاقا و أهداف وجود و ذالك بشراء المخطوطات و الكتب التي تحدثت عنهم و جرائمهم و أفعالهم الشنيعة منذ ظهورهم و إتلافها و استبدالها بكتب جديدة تتحدث عنهم و كأنهم ملائكة و منقذين و هو ماتم بالفعل عن طريق بعض الكتَّاب المأجورين كحافظ وهبة و أمين الروحاني و الرافعي و الزركلي و غيرهم . وبالتزامن مع إتفاق بريطانيا مع ابن سعود كانت بريطانيا تعقد اتفاقية أخرى مع كل من فرنسا و روسيا وذالك لتقسيم الشرق العربي إلى مناطق نفوذ و عرفت بسيكس بيكو تلاها وعد بلفور عام ١٩١٧ م الذي نص على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و عندما رفض الشريف حسين و الذي كان من أهم حلفاء بريطانيا و عد بلفور تخلت عنه بريطانيا تدريجيا أمام أطماع ابن سعود لتنتهي بسيطرة الأخير على الحجاز ليعلن نفسه سلطانا لنجد و الحجاز . وعلى إثر و عد بلفور بدأ اليهود بالهجرة إلى فلسطين من كل أطراف العالم الأمر الذي بسببه دعا مفتي فلسطين و رئيس المجلس الإسلامي الأعلى للقدس أمين الحسيني عام ١٩٣١ م دعا لعقد مؤتمر إسلامي في مكة لشرح القضية الفلسطينية و توضيح المطامع الإستعمارية و الصهيونية في فلسطين لكن ابن سعود رفض انعقاده في مكة وعندما تقرر عقده في القدس اعتذر ابن سعود عن إرسال مندوبين عنه وكان ذالك اذعان منه لطلب بريطانيا وجه إليه بعدم المشاركة . و تمهيدا لإعلان دولة إسرائيل أوعزت بريطانيا إلى ابن سعود و فاروق مصر فكرة إنشاء جامعة الدول العربية لتظهر تلك الجامعة في مارس ١٩٤٥م و بها اكتمل مخطط تمزيق البلاد العربية إلى عدد من الدويلات لتعلن بريطانيا عام ١٩٤٨ م قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين . وهناك وثائق أمريكية و بريطانية تحدثت عن الزيارة التي قام بها الأمير سعود بن عبد العزيز إلى الولايات المتحدة الأمريكية و التي كان هدفها المعلن عنه هو عرض وجهة نظر عبد العزيز بن سعود تجاه القضية الفلسطينية و الاحتجاج على الموقف الأمريكي المؤيد للصهيونية و بالفعل طرح الأمير سعود المسألة على الرئاسة الأمريكية و لكن بالصيغة التالية : ” إن والدي يقول أنه لن يسمح لأي قضية مهما كانت أن تؤثر على علاقات الصداقة المتينة بينه و بين صديقته الولايات المتحدة و بريطانيا العظمى حتى و لو كانت تلك القضية هي قضية فلسطين ” ! وفي نهاية المقابلة طلب سعود قرضا من أمريكا بقيمة 40 مليون دولار . ومن العجب العجاب أن الصهاينة في عام 1967 م قصفوا بطائراتهم كل الدول المجاورة لفلسطين كمصر و الأردن و لبنان و سوريا ماعدا السعودية و قد أورد صاحب كتاب عقود من الخيبات رسالة من الملك فيصل بن سعود إلى ملك الأردن حسين بن طلال موثقة بتاريخ ٣ يناير ١٩٦٩ م وفيها يحذر فيصل ملك الأردن من المقاومة الفلسطينية المتواجدة في الأردن و بأنها ستستغل ضد الأردن و السعودية . وعن معاهدة كمب ديفيد فإن كثير من السياسيين يؤكذون أنها ما كانت لتتم أو تظهر إلى حيز الوجود لولا دعم آل سعود و تأييدهم . و ما دعم آل سعود لثورات الربيع العربي و التي خطط لها الصهيوني برنار ليفي إلا لخلق فوضى عارمة في البلدان العربية لتجعل من أمر التطبيع مع بني صهيون أمرا واقعيا و ضرورة حتمية وهاهو ترمب يصرع علنا بأنه سينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس التي ستكون عاصمة إسرائيل الأزلية بينما آل سعود منشغلين بتدمير الدول العربية و تمزيقها . وخلاصة القول هو رسالة نوجهها لكل أذناب العمالة و الخيانة و الإرتزاق و هي أن الذيل مهما زاد طوله و كساه الشعر الملون فلا يمكن أن نطلق عليه غير مصطلح ذيل .

 

…. ✒: أحمد مدفع

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.