أهل مكة أدري بشعابها.

دخول الحرب في حالة الهجوم المباغت ضروري،لكن الأهم منه هو الإستعداد للسلام والدخول في المفاوضات السياسية.والخوض في المفاوضات وتهيئة الشخصيات المناسبة لخوض عملية السلام أصعب من الدخول في الحرب أيضا.وفي نفس الوقت من حق القيادة التيقراوية اللجؤ الي المفاوضات،سواء كانت سرية أو علنية،لكن ليس من حقهم التقليل من شأن الطرف المتفاوض معهم،سواء كانو عفر أو غيرهم.إذن في حالة دخول إثيوبيا في المفاوضات مع قيادة الجبهة في ميكلي مثلا،من هي الشخصية المناسبة للجلوس مع الطرف الصعب الناكر للمعروف؟يقولون (أهل مكة أدري بشعابها)والعفر بلا شك أدري بمشاكلهم مع الجارة في الشمال،وهذه المسؤولية تقع أولا وأخير علي عاتق أعيان العفر قبل أن تقع علي عاتق الساسة الجدد في إقليم العفر.ولا بد للإستعداد الجيد للمفاوضات المقبلة التي تدار لحد الساعة في المطبخ الغربي والأمريكي،وعلي القيادة العفرية أن تفكر مليا للبحث عن شخصية عفرية مناسبة كارزماتية تحسن قراءة تاريخية للمجتمع التيقراوي الطامع بأرض العفر،وزد علي ذلك إحتقارهم للعفر وتقييمهم كبدو لا يعرفون ما لهم،وما عليهم!!!وإذا كان هذا هو تقييم القيادة التيقراوية للعفر،فإن المجتمع العفري ينتقل شيئا،فشيئا الي بناء مجتمع متماسك وموحد تحت قيادة سياسية واعية تقرأ التاريخ القديم والحديث في المنطقة.وإذا كانت القيادة العسكرية حققت مكاسب إستراتيجية عسكرية في اقليم العفر،فكيف يمكن للمفاوض العفري أن يستفيد من هذه المكاسب المحققة في الميدان؟وهذا ما لفت أنظار العالم الخارجي في منطقة القرن الإفريقي،والذي فوجئ بالتغييرات الميدانية التي حققها العفر في إثيوبيا،رغم التحليلات الضبابية التيقراوية التي تحاول النيل عن دور العفر في إثيوبيا بعد سقوط نظام وياني بعد 27 عام من القمع والإستبداد والإقصاء.
*أولا هل تم تحديد المشكلة بدقة،بين اقليم العفر والقيادة التيقراوية في ميكلي؟وهل هناك مشكلة حدودية بينهما؟وهل تم دراسته بطريقة جيدة ليتم فيما بعد البحث عن الحلول،للإستعداد لطي صفحة النزاع؟وهل المفاوض العفري سيكون علي قدر المكاسب التي حققتها قيادة الحرب في الميدان؟لا تكفي الغزوات والإنتصارات الحربية الا إذا أعقبها إصلاح سياسي وإداري وأمني وإقتصادي وديمقراطي في عموم إثيوبيا.في بداية معاركها العسكرية خطط قادة التيقراي الي الرجوع الي سدة الحكم في إثيوبيا من البوابة العفرية،وعندما فشلت الخطة، بدأو يطلقون علي العفر صفات عدوانية،أو خيانة،أو معادة الشعب التيقراوي!وهل العفر كما يصفهم قادة التيقراي في إعلامهم المضلل؟

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.