الإمارات والسعودية تبلسمان الجراح اليمني بعد توسيعه من حكومةالإصلاح،.بإتفاقية الرياض،وفتح قنوات التواصل مع الحوثيين.

منذ أكثر من شهرين ومملكة سعود تلملم الجراح المبعثر الدامي في الجنوب اليمني،.بين حكومة هادي والمجلس الإنتقالي الجنوبي،.
ومن إتفاقية جدة التي لم تشهد لها صلاح،.إلى إتفاقية الرياض الموقعة 5/11/2019 ،من الجانب الحكومي نائب رئيس الوزراء (سالم الخنبشي) ومن جانب المجلس الإنتقالي الدكتور( ناصر الخبجي)،عضو مجلس النواب، وكلاهما تحت سلطة الشرعية،.
وتمت مراسم التوقيع على إتفاق الرياض،، بحضور ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان)،.وولي عهد أبوظبي (محمد بن زايد)،.والرئيس اليمني(عبدربه منصور هادي)ورئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي(عيدروس الزبيدي)وممثلي جميع المكونات الجنوبية والشمالية،.

أيد تلك الإتفاقية، المجتمع الأقليمي والعربي والدولي،وباركها ممثل الأمم المتحدة لدى اليمن السيد( مارتن غريفيث)والتي كان الهدف الرئيسي منها رأب الصدع بين حكومة الشرعية التي ترعيها المملكة السعودية،.والمجلس الإنتقالي المدعوم إماراتيا ً وترتيب الصفوف ضد ما أسموه الإنقلاب الحوثي على الشرعية ومؤسسات الدولة،.
الحوثي الذي لم يعط أي أهمية لهذة الإتفاقية،لإنشغاله بتجهيزات الإحتفاء بالمولد (النبوي عليه الصلاة والسلام)،
لكن لم يتجاهل جناح الصقور لدى أنصار الله هذا الحدث،فقد تزامن هذا الإتفاق مع الرسالة التي بعث بها رئيس اللجنة الثورية العليا عضو المجلس السياسي الأعلى(محمد علي الحوثي) عبر تغريدة في حسابه الرسمي تويتر،. للسلطات الجديدة في السودان، يكشف فيها زيف هذة السلطة على شعبها بالقول “لماذا لم يذهب السودانيين للدفاع عن مكة أو المدينة بدلاً من عدن وتعز والحديدة؟ ثم لماذا يخفون مصير المشاركين من أبناء السودان في العدوان إن كانوا بمهمة الدفاع لا الغزو؟”.

في الوقت نفسه خصص العميد (يحيى سريع)، الناطق الرسمي باسم قوات الجيش واللجان الشعبية التابعة لحركة أنصار الله (الحوثيون ) مؤتمراً لأول مرة للحديث عن القوات السودانية، وتحديد تواجد أماكنها وأعدادها ،وهو ما وصفه مراقبون إنذاراً أخيراً للحكومة السودانية لإنهاء مشاركتها في الحرب على اليمن،.وفي المؤتمر أعلن سريع عن إرتفاع خسائر الجيش السوداني منذ بداية الحرب إلى أكثر من ثمانية آلاف، منهم 4253 قتيلاً.
**************
-كانت تلك هي أهم الأحداث التي طوتها صفحة الأيام الماضية في اليمن ،والتي جعلت من المراقبين والمحللين والمتابعين أن يقذفوا بأرائهم المختلفة والمتباينة.

**فثمة من أرتئ أن إتفاقية الرياض بمثابة الإعتراف الرسمي بقضية الجنوب وتقرير مصيره،.تحت توقيع الشرعية وإعتراف عربي وأقليمي ومباركة أممية وتأييد دولي ،.لتأسيس نظام قوي يضاهي نظام الحوثي في الشمال الذي يشهد تهدئةً مع السعودية،.وخاصة ما يلوح في الأفق هذة الأيام إحتضان الرياض حوار مباشر بين حكومة المملكة والتيار السياسي الناعم للحوثيين،.لإنهاء الحرب في اليمن.تلبيةً لدعوة رئيس المجلس السياسي لإنصار الله( الحوثيون) مهدي المشاط الذي دعى لها قبل أسابيع .

**وهنا رأي يؤيد الرأي السابق ،أن هذا الإتفاق فتح مرحلة جديدة في الجنوب، من الصراع الجنوبي الجنوبي، وإحياء الفتنة القديمة بين (الزمرة والطغمة) بثوب جديد باسم الشرعية التي تدعمها السعودية،.. والإنتقالي الذي تدعمه الإمارات العربية المتحدة،. ليصل الطرفان إلى طريق مسدود،. وقد تم إنهاكهما تماماً بعد فترة من الزمن،ليطرئ نظام جديد وقوي يحمي مصالحه الذاتية، ويضاهي نظام الحوثي في الشمال، وهذا ما سعت إليه وتسعى إليه السعودية دوماً ،..ويكون بمثابة الحديقة الخلفية لنظام آل سعود، حتى يسهل إقتلاعهم متى ما تعارض مع إرادتها وكانت الإنظمة السابقة القوية، خير مثال على ذلك والتي نخر في نظامها الحركات الدينية منذ ثورة 26 سبتمبر 1962م ضد النظام الكهنوتي الإمامي،.
ومن أهم أهداف تلك الأحزاب الدينية، القضاء على أهداف ثورة 26 سبتمبر، وإقامة دولتهم الإسلامية التي لا تبني أسس الدولة المدنية الحديثة والقوية، وإنما نظام قوي يخدم حركتهم الدينية
وتمجيد أشخاص بذواتها ،.وكان نتاج تلك الأهداف الخفية والخبيثة إقتلاع النظام في نكبة 2011م باسم ثورة الشباب السلمية،.تحت غطاء المؤامرة الإقليمية والدولية،.وباتت السعودية تسعى دوماً إلى إنشاء أنظمة قوية وليس بناء دولة مكتملة الأركان يصعب زعزعتها .

**وهنا من يرى أن اتفاقية الرياض محاكة بدقة وإحكام لإزاحة حزب الاصلاح (تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن) المسيطر
على الحكومةالشرعية والذي عمل جاهداً لعرقلة الإتفاق من خلال حملته الإعلامية المناهظة قبل وبعد الإتفاف- على القوى السياسية كالناصري والإشتراكي والمؤتمر الشعبي العام والقوى الفاعلة بالميدان كقوات السلفيين ( قوات العمالقة )وطارق عفاش (حراس الجمهورية ) حتى لا يحل أي فصيل ينافسه في الحكومة أو الميدان ويسحب البساط من تحته ،..وتبقى الحرب قائمة مع الحوثي ،.ويبقى حزب الإصلاح أمام التحالف هو الأقوى ويتم تسليم زمام الأمور والدولة والشرعية إليه،.
لكن جائت هذة الإتفاقية بمثابة هدم المعبد الذي ظل يبنيه حزب الإصلاح طوال فترة الحرب في اليمن،..من خلال تحديد الأهداف النهائية لكل من ولي عهد مملكة سعود وولي عهد ابوظبي.
-(فمحمد بن سلمان) شرع في هذة الإتفاقية وجمع كل الأطراف اليمنية لخلق قوة يمنية جديدة متنوعة ومتماسكة ،بدلاً من القوة الحالية المسيطر عليها حزب الإصلاح الذي أوقف كل الجبهات،خوفاً من أن تأتي قوى آخرى تجني ثمار إنتصاراته
ضد الحوثي-
الحوثي الذي أدرك الخطر القائم من الثورات الشعبية في لبنان والعراق ضد إيران الحليف الإستراتيجي لإنصار الله .

-(ومحمد بن زايد) عمل جاهداً لإنجاح هذا الإتفاق من أجل سحب البساط من تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين في الشرعيةحزب (الإصلاح) أو على الأقل تحجيم دورهم وتقليص نفوذهم ،..وذلك بواسطة زراعة الإنتقالي في الجنوب، وطارق عفاش والحوثي في الشمال.

* وأخيراً: نقول مهما كتب المحللون والمتابعون في الداخل والخارج من أراء وتباينات وتداعيات حول القضية اليمنية ومآسيها،.إلا أنه سيبقى شيء إسمه حجم التنازلات التي ستقدم المصلحة الوطنية على المصلحة الذاتية ،.إذا وجدت إرادة لدى المتحاربين وجدية الدول الراعية للحرب -إخراج اليمن من الهاوية التي أنزلقت فيه!!!!

والله من وراء القصد
الكاتب والإعلامي
عبدالرزاق الباشا
الساحل الغربي – اليمن.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.