من فضلك لا تطلق النار!

من السجن الي السلطة،ومن السلطة الي السجن،هكذا هي الدنيا،تعز من تشاء وتذل من تشاء،وليس كل من وضع في السجن مذنبا في عالمنا،وقصة سيدنا يوسف عليه السلام تثبت لنا صحة ما نقوله.وضع الصديق في السجن ظلما وعدوانا من غير جريمة إقترفها،وكذلك المناضل العفري كاكوا حمد لم يرتكب أي جريمة،لكن إنتماؤه الي العفر،ونضاله الي جانب البؤساء كان سببا في رميه في السجن!من السلطة الي السجن،كما جري لحسن البشير في السودان ولحسني مبارك في مصر،ومن الحكم الي المنفي كما جري للسيدة ليلي وبن علي الذي وافته المنية في المملكة العربية السعودية.ومن سدة الحكم الي مزبلة التاريخ كما حصل لمعظم قادة العرب إبتداء من بن علي إنتهاء بملك ملوك إفريقيا الذي إنتقل من قصور الجماهيرية الليبية الي أنابيب الصرف الذي كان يختبئ فيه مع حشرات الأرض،فإن ملك ملوك إفريقيا قال لحظة القبض عليه:من فضلك لا تطلق النار!وطلب العقيد من الثوار عدم ضربه أو قتله،مات وهو ينزف من رأسه جراء طلقة نارية،مات وهو يقول:حرام عليكم،وكل ذلك لم يشفع له.وبعد سقوط ممالك العرب تغير مزاج الحاكم عندنا،يترقب قدره،وهو غير مستقر علي حال،ولا يدري ماذا يفعل،وماذا يقول،ولا يدري من يرضي،ومن يغضب،فهو شبه مريض،ويحمل نفس الأعراض التي كان يحملها العقيد وبن علي الذي فر نحو الكعبة،ليقضي بقية عمره في طاعة الله ورسوله بعد أن أشغله الشيطان ردحا من الزمن في جمع المال وظلم العباد،وسقوط هؤلاء الكبار ترك أثرا من الحسرة والإرتباك والأسي والإكتئاب في نفس سيدنا،ولهذه الأسباب وغيرها يتصرف مع مواطنيه مثل مجنون طار عقله!يسجن هذا ويعذب هذ،ويقتل ذاك!هكذا سيتصرف الي أن يلحق به غضب الرب ويخرج من الحكم كما خرج من كان قبله من القادة،وهناك شيئ غير مألوف يدور في نفس سيدنا، وهو لا يصغي الا الي شيطانه،ومن إستشار الشيطان هلك.ثلاثة واربعون عاما هو عمر جمهورية جيبوتي،الا ان هذه المدة الطويلة مليئة بالمفاجآت وحافلة بأحداث مؤلمة وفظيعة بالنسبة للمواطن الجيبوتي،فعلي مدي هذه السنوات تغيرت الحكومة مرة واحد!وتعيش البلاد تحت قيادة حكم قبلي بحت،والقبلية عمرها ما بنت الدول،بل تفتت وتهدم وتحرق وتخرب كما هو الحال في الصومال وليبيا واليمن.. دار العالم ظهره لحكم القبيلة والقبلية،وفي الختام أختم كلمتي بقصة يوسف عليه السلام الذي إنتقل من السجن الي حكم مصر:وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي،ورأينا فيما بعد كيف سلم الملك ليوسف خزئن مصر وسلطانه كله،وجعل إليه القضاء:وكذلك مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ.صدق الله العظيم.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

فالإتحاد الجديد أمامه الكثير من التحديات.

“شيطان يأخذ جميع هؤلاء الرهبان،فليس لديهم سوي مظهر خارجي إكتسبوه عبر قرون،أما في الحقيقة فليس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.