فرصة ذهبية لليمن خلقتها حرب الناقلات..

بقلم منير الماوري

أرجو أن تعذرني أخي الكريم لأني لا استطيع أن أخاطبك بكلمة سيدي فأنا لا أؤمن بسيادة لأحد في وطن مسلوب السيادة ومقهور الإرادة.
باختصار شديد أيها الأخ الكريم أود لفت نظركم إلى بعض القضايا الوطنية المهمة التي قد تساعد بلادنا على استعادة سيادتها والاستقلال بقرارها ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولا: من خلال خبرتي المتواضعة في فهم العلاقات الدولية أعتقد أن المخاوف العالمية من هيمنة إيران على مضيق هرمز قد خلق فرصة ذهبية تاريخية لا تعوض لتحقيق الاستقرار في اليمن وتحقيق رغبة الشركات الأجنبية لاستخراج ثروة نفطية وغازية لا تمر من مضيق هرمز وهو مالا يتوفر إلا في بلادنا، مع العلم أن تهافت الشركات لاستخراج النفط من اليمن أوائل الثمانينيات من القرن الماضي لم يكن ليتم لولا اندلاع حرب الناقلات بين إيران والعراق في تلك الفترة لكن قيادة البلاد حينها لم تحسن القراءة بما فيه الكفاية وساهمت في خلق العراقيل أمام الشركات الأجنبية لخدمة مصالح ذاتية ضيقة.
ثانيا القوى الكبرى – ولا كبير إلا الله – لن تسمح على الإطلاق أن تتحكم إيران بمضيق باب المندب ومضيق هرمز في آن واحد مهما كانت الظروف. وبحكم أن باب المندب جزء لا يتجزأ من أراضي الجنوب الذي تعتبرونه محتلا فإني أنصحكم صادقا أن تعتبروا المضيق محتلا وألا تحاولوا تحريره إلا إذا تمكنتم من تحرير عدن وليس العكس.
ثالثا: أتمنى أن تدركوا أن تقدم قواتكم نحو المضيق سيفهم عالميا على أنه استيلاء إيراني عليه وبالتالي استدعاء لإسرائيل لتأمين الملاحة الدولية، ولذا أنصحكم صادقا أن تصرحوا للعالم أجمع أنكم مع حرية الملاحة الدولية في كافة مضائق الدنيا دون استثناء وان تتجنبوا ما استطعتم تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر مهما كانت قوة الضغوط الواقعة عليكم.
رابعا: أرجو أن تدركوا أن الذخائر التي تقصفكم بها الطائرات السعودية هي ذخائر منتهية الصلاحية يعود بعضها إلى الحرب العالمية الثانية تم بيعها لأشقائنا من مخزون الجيش الأميركي بغرض تجديد ذلك المخزون، وبالتالي فإن استدعاء القصف الأميركي أو الإسرائيلي لبلادنا لن تكون نتائجه مخملية كنتائج القصف السعودي أو السوداني.
خامسا: لا أود التقليل من شأن التضحيات التي قدمتونها حتى الآن ولكن يجب التنبيه إلى أن نسبة كبيرة من انتصاراتكم يعود الفضل فيها إلى الشرعية الرخوة وإلى اختطاف إرادة الرجل المريض عبدربه منصور هادي فضلا عن كره العالم لأنانية الإخوان المسلمين وعدم اطمئنانه لزمرة أبين وشبوة، ومع إدراكنا لصعوبة تغيير هذا الوضع إلا أننا بدأنا نلمس أن الفساد والرخاوة والأنانية من الأمراض المعدية وأن العدوى قد بدأت تنخر مفاصل الدولة في صنعاء إن لم تكن صنعاء هي مصدر انتشار هذه الأمراض من الأساس.
سادسا: ما يتعلق بالقنوات التي يرغب الأشقاء أن يمدونها عبر أراضينا لتصدير نفطهم وهو أمر يمكن تطمينهم بأن المواطن اليمني منفتح تجاه تبادل المنافع مع كافة الأشقاء والأصدقاء بما لا يتعارض من سيادته الكاملة على كامل أراضيه ومع مصالحه العليا التي يريد بيعها جلال هادي وأحمد عوض مبارك لمصلحة ذاتية خاصة بهما دون أي مشروعية لهما في ذلك.
سادسا: أود تذكيركم بأن السياسة الدولية قائمة على حسابات ومصالح دنيوية ولا تقوم على حسابات الآخرة، فإن كان هدفكم هو الانتصار في الدنيا فأنصحكم بتجاوز الضغوط الإقليمية إلى أصحاب القرار في أميركا وأوروبا، وإن لم يرق لكم الأمر فأمامكم الصين والهند وروسيا والكوريتان واليابان وهي دول ذات مصلحة عليا في استخراج ثروات لا تمر عبر مضيق هرمز. أما إذا كان جل همكم هو الآخرة فإن حرمانكم لشعبكم من حق الحياة فيه حرمان لكم من حق الموت وإثم عظيم قد تخسرون به نصيبكم في الدنيا والآخرة معا. وبما أن الشعب اليمني الصابر قد قدم لآخرته الشئ الكثير فإنه الآن يريد نصيبه من الدنيا التي حرم منها طويلا، فإذا عملتم من أجل رخاء هذا الشعب في الدنيا فسوف تنالون نصيبكم في الآخرة والدنيا معا.
أتمنى من الله العلي القدير أن يحقق لهذا الشعب ما يصبو إليه بكم لا بغيركم.
أخوكم منير الماوري

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.