جريدة السلام أخبار القرن الإفريقي
”كلما إنتابني مرض مر في خيالي طيف ضعيف هضمت حقه،وفقير سخرت منه،وهزيل لمته علي هزاله” ( Tarhini,Aks al-sayr
الحياة جميلة وحلوة،وحلاوتها تكمن في صحة المرء.وكلما داهمك المرض تتحول الحلاوة الي مرارة،والنعمة الي نقمة.وهكذا يهجر الإنسان سلواه المؤنسة التي ظل يمارسها لسنوات،أو يزيد.ولا تستقيم الحياة ان لم يصبر الانسان علي قسوتها..وصعاب الحياة هي الحياة.وكأن الحياة تقسوا علينا لتنبهنا علي سر وجودنا فيها.عندما يمرض الإنسان تتغير نظرته الي الدنيا ومشاغلها ومشاكلها،ويتغير كل ما بداخله، من أفكار وأحلام ورغبات ومرح،وكذلك تقل الطلبات،وحتي المدينة التي كانت تسحر المرء بناسها ومكتباتها وندواتها ومقاهيها لم تعد تعني له شيئا..وكل ذلك يحدث للإنسان بسبب مرض بسيط غير معقد.هنا أكتشفت كم هو الإنسان ضعيف.وقبل ان يجتاز المريض باب غرفة العمليات تجري له عدة فحوصات،وبعد ذلك تخلع ملابسه لتضع في كيس من نيلون.وفي كل قسم تستقبلك مجموعة فتيات،ولا من بينهم فتي،وهذا علي الأقل يجعلك تتفاءل خيرا وتمعن النظر الي الممرضات الشقراوات.وكأنهم جلبوا من السماء لخدمة البشر.وهؤلاء الفتيات لا يعرفون عنك غير الإسم،وأنت بدورك لا تعرفهم،وكل واحدة منهم تحمل اسمها علي مستطيل معدني صغير مثبت عند صدرها.ومتي ما يجتاز المريض عتبة غرفة العمليات يحس وكأن شيئ مجهول محلق في سماء الغرفة له مخالب وعلي إستعداد للإنقضاض عليك.ومع ذلك يعقد الإنسان أمله بخالقه الي آخر رمق،وهو مستعد لكل الإحتمالات،بما فيه احتمال الموت.الصحة هبة الله فينا.الحمد لله الذي وهبنا الصحة والصبر والعافية.
همسة أخيرة:أقعدتني وعكة صحية أيام،ثم عافاني ربي.فنصحني الأطباء بطاعة ولي الأمر،فأمتثلت.
إبراهيم علي
