الأمم المتحدة .. ملاك للسلم العالمي ، أم آلة تدمير الأوطان ، ومخابئ العهر السياسي.

✍ كتب : م. أنور العامري

لا يخفى على المتابع للشأن اليمني مايحدث من ضغوط دولية لايقاف معركة الحديدة ، يقودها حلف أممي بذراع إنساني مشوه ، ولوبي فساد أممي يسعى إلى عرقلة تحرير محافظة الحديدة ، متذرعاً بحماية المدنيين ، والخشية من تفاقم الأوضاع الإنسانية
ومتناسياً بأن مليشيات الحوثي وإرهابه هو أكبر وأقسى الكوارث الإنسانية التي من الممكن أن تحل على أي دولة في العالم .

كلما قاربت معركة الوطن من الإنتهاء ، وظهرت بوادر للتخلص من الكارثة الإنسانية، المتمثلة بعصابة كهنوتية ظلامية. تسمي نفسها جماعة الحوثي
حتى تظهر الأصوات الأممية الداعية لإيقاف المعارك التي من شأنها إنهاء معاناة اليمنيين.

هكذا تقود الأمم المتحدة حلفها الداعم لتدمير الأوطان من أجل بقائها كبديل حتمي بعطايا المخيمات ،والمساعدات الغذائية التي تجنيها من الأموال الطائلة عبر الدول المانحه
فكلما أشتدت الأزمات واستمرت الحروب في الأوطان ، كلما إزدادت فرصة بقاء هذه المنظمات الأممية للاسترزاق من وراء الكوارث الإنسانية .

إشدت المعركة ضد عصابة الكهنوت الإمامية والظلامية مع بداية شهر نوفمبر الجاري وإتحدت المقاومات الوطنية لتحرير الوطن من هذة اللعنة الشيطانية الإرهابية ، والكارثة الإنسانية التي حلت على الوطن
وأصبح الخلاص منهم قاب قوسين أو أدنى ،.حتى تعالت أصوات الأمم المتحدة بضرورة إيقاف المعارك ، وبدأت الدول التي لديها مصالح إقتصادية تقتات من هذه الحرب،. بالتحرك والضغط ، وتبني مشاريع أممية تحت حجة السلام ، وإستخدامها للمعاناة الإنسانية كفزاعة تغطي بها دعارتها وعرها السياسي على دماء اليمنيين وإرهاب الحوثي السلالي .

يمثل الإبتزاز لدول الخليج نهج مرتبط إرتباطاً وثيقاً بتحركات هذه الدول ، لجني صفقات أكثر لبيع الأسلحة ، وضخ الإستثمارات لهذه الدول ، وبقاء قدرتها على التحكم بالسيطرة في المنطقة.

وقد ظهر ذلك جليا منذ إنطلاق معركة الحديدة في أواخر شهر يونيو ، عقبها إيقاف تقدم زحف قوات المقاومة المشتركة في أواخر شهر سبتمبر ، لتستكمل الأمم المتحدة دعارتها السياسية بالضغط لإيقاف معركة الحديدة مطلع هذا الأسبوع،.
كل هذه الضغوط ، تعطي الفرصة لمليشيا الحوثي الإرهابية لإلتقاط أنفاسها ، ولملمة صفوفها ، ومحاولة إعادة ترتيب نفسها بعد الهزائم والإنكسارات القاسية التي مُنيت بها.

ولا يخفى على أحد من المحاولات الدائمة للأمم المتحدة لإنقاذ جماعة الحوثي ، ومحاولتها التستر على جميع الجرائم التي يرتكبها الحوثي بحق المواطنيين.

وتأكد ذلك بتقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان في اليمن أواخر سبتمبر الماضي والذي يعتبر بعيداً عن الموضوعية ، بل وإستمد معلوماته من أشخاص جندتهم قطر ، واوكلت لهم مهمة تسليم هذه الوثائق للجنة المكلفة من المفوض السامي.

لم تعد هذه الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإنقاذ المليشيا خافية على أحد ، لإبقاء سيطرة المليشيا على ميناء الحديدة كونه يعد أبرز منافذ حصول الحوثيين على الأسلحة الإيرانية المهربة ، واكبر مصدر للإيرادات التي تستخدمها المليشيا في مجهودها الحربي ، الأمر الذي من شأنه إستمرار الحرب.

وكشفت تحركات وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت مطلع الأسبوع الماضي،. نية بريطانيا في إنقاذ الحوثي مرة أخرى ،

كما أكدت على ذلك أيضاً الزيارات الأممية الأمريكية (بجدارة) للحديدة ، يوم الثلاثاء الماضي لكلً من : ليزا غراندي – منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ، وديفيد بيزلي – المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ، ومهند هادي – المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمية ، وستيفن اندرسن – المدير الُقطري للبرنامج باليمن ، والتي تظهر بإنها زيارات تحمل بعد سياسي أكثر منه إنساني.

وليتضح للمتابع بأن مواقف هذه الدول تصب في إتجاه إطالة أمد الحرب وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لتلك الدول عبر الابتزاز الذي تمارسه في الملف اليمني على دول الخليج ، وتحقيق اجندات خاصة بها على حساب إستمرار معاناة اليمنيين

كما يتضح التناقض حينما يتذرع مندوبو بريطانيا وفرنسا بالجانب الإنساني في الجلسة الاستثنائية لمجلس الأمن الدولي التي عُقدت يوم الجمعة الماضية بطلب بريطاني
بينما تتغافل هذه الدول عن جرائم المليشيا ، بل وتغافلها عن المجاعة التي يعيشها أبناء الحديدة في ظل بقاء ميناء الحديدة بأيدي المليشيا ، التي نهبت إيراداته وتبيع المساعدات الإنسانية والطبية ، دون أي مساعي أممية للضغط عليها لإيقاف هذه الممارسات.

بل إن المجتمع الأممي لم يكلف نفسه عناء إدانة الحوثيين عن الإرهاب الذي يمارسة بزرع الألغام ، وإطلاق قذائف الهاون على الأحياء السكنية ، والقمع والإعتقالات والإخفاءات القسرية ، والقتل التي تستخدمه المليشيا ضد المناهضين لسياساتها

ولا يكاد يمر يوم إلا ويسقط فيه مواطنين أبرياء ، جراء الألغام والعبوات الناسفة التي تزرعها المليشيا الاجرامية الحوثية في القرى وحدائق المنازل ، والمدارس ، والمزارع التي تفر منها ، بل وحتى في المصانع والمستشفيات لتصل أخيراً لتلغيم ميناء الحديدة نفسه ، وبرغم كل ماتبذله الفرق الهندسية لقوات المقاومة لنزع هذه الألغام ، إلا انها لا تزال تحصد عشرات الأرواح من المدنيين اغلبهم من النساء والأطفال
ما يعني ان زراعة الألغام تحولت #لعملية_إرهابية ، ولم تعد #عملية_عسكرية فقط

كل هذا يؤكد دون أدنى شك تورط الأمم المتحدة وامريكا والإتحاد الاوربي في اطالة الحرب. وعلى الباغي دوماً تدور الدوائر.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.