اليمن كما سردتها رواية الشاطبي رواية “يا قمر قميرة”..سقوط عوالم القهر والإستبداد وإندماجها بأرض اليمن.

بقلم / مريم نشا السيد.
كاتبة مغربية تقيم -السويد-.

مازلت ومنذ نعومة أظافري عاجزة عن مفارقة خيال،. يراودني بأن زيارة اليمن تختلف عن زيارة بقية بلدان الرب.. بلد تاريخي بمجرد ما أطاة أجد نفسي في متحف كبير.
لم تتسنى لي زيارة اليمن بسبب حروبه والمخاطر المثبطة لزيارة الأجانب وخصوصاً الخوف ” الفوبيا” من الجماعات الدينية كالقاعدة..هذا حلم يراودني وكان لازم أحققه في قادمات الوقت ،.ولكن الآن ما عدت بحاجة لزيارة اليمن،.فبعد قراءاتي لرواية الأديب سامي الشاطبي “يا قمر قميرة” تسللت دمعاتي حزنا على شخصيتها التي تسقط في عوالم عجائبية من القهر والاستبداد اليمني ..وكتبت على الصفحة الداخلية لغلاف الرواية .
لماذا يعذب الكاتب بطل روايته رغم انه آخر من تبقى في اليمن بقسوة وبلا رحمة ؟
خمس شخصيات يمنية وبطل ..خمسة يمارسون وسائل تعذيبية بحق البطل “دنا” في اليمن التي وقعت بها حرب قتلت كل الناس..ليس مكافئ موضوعي هنا بين الخير والشر ..الشر قابض بقوة على اليمن والخير ضعيف بلا حول او كما قال يسوع عليه السلام ” الشيطان بقوة سبعة رجال”

– تدمرت اليمن ليجد (دنا) نفسه وحيدا..يعثر على رسالة غامضة تقول بأنه أن أراد النجاة،. عليه أن يصل إلى جزيرة تقع بقرب سقطرى ويسير حاملاً رأس جارته الشابة وهو مقطوع من باب اليمن إلى سقطرى.

-رحلةً طويلةً سيراً على الأقدام،. في منتصفها يجد أربع شخصيات آخرى بقت على قيد الحياة ..يقدم (سامي) في الرحلة تعريفاً مبهراً عن اليمن ..قراها ،مدنها، باب اليمن ،حرير، ذمار، إب، تعز، عدن، سقطرى..ما يعكر صفو قراءة الرواية رؤؤس اليمنين المقطعة والمنتشرة على طول الطريق .

– أعتقد بأن الكاتب أخفق في توضيح فكرته عن رمزية هذه الرؤؤس المقطعة. فإذا كان قصده أن الحرب قتلت كل اليمنيين، فمن هو الطرف المنتصر؟

ليس في الرواية طرف منتصر .يصل (دنا) إلى سقطرى والتي أكدت له تلك الرسالة،. أن فيها حياة ،ولأنه لا يجد تلك الحياة ويكتشف بأن الرسالة كانت مجرد كذبة فلا أحد حي سوى ثلاث شخصيات عثر عليها في منتصف الطريق وماتت فجاءة ..يتزوج برأس الشابة جارته وهو يرجو الرب بأن ينجب منها أطفالا بهم يبدأ بهم بناء اليمن.
– رؤوس اليمنيين المقطعة لم تعني بأن آثار اليمن تدمرت بل على العكس بقت على ما هيا عليه.
سامي الشاطبي ..صاحب حيلة قلمية. يفزعك لكنه يربت على كفيك بأن ثمة نور في نهاية الطريق..يربكك بكثرة معلوماته عن مختلف مناطق اليمن من قرى ومدن ورجالها المفكرين أو الطاغين لكنه يكذب تلك المعلومات متصادما من واقع اليمن الغريب ..واقع يحكي -شفويا – قصصا ماضية ويسرد معلومات عظيمة عن عظماء وآثار ولحظة سردية تحكي حاضرا تناقض المحكي شفويا.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.