المناضلين الكبار يتعرضون دائما للإبتلاءات والمحن والخداع والمكر،وفي بعض الأحيان تأتيهم السهام من أقرب الناس اليهم.وأتعس خلق الله في الذل أمة ** لها من بين أبنائها لأعدائها جند.والثورة العفرية المعروفة ب ( ARDUF ) تعرضت لإنقسامات داخلية في التسعينات وإنقسمت الي جناحين،الأول رضخ لشروط التيجراي وأستسلم، بينما الجناح الآخر فضل البقاء في الميدان لمواصلة طريق الكفاح والنضال.وهذه الثورة ورجالاتها يعتبرون قدوتنا وأسوتنا في النضال،وتعرض هذا الجناح كما هو معروف للإبتلاءات والمحن في السنوات الآخيرة وحاصرهم القريب قبل العدو،وتآمر عليهم بعض العفر التابعين لنظام وياني في الإقليم،وذلك بسبب تمسكهم بحقوق العفر المشروعة.وهذه الثورة بشهادة أبنائها يقولون أنها أبدعت في تقديم التضحيات وبذل الغالي والرخيص،فداء للإنسان والأرض والتاريخ.والبعض منا يتساءل ويقول:هل هذه الجبهة وقيادتها مخلصة أم لا؟فالننتظر قليلا لنكتشف حقيقة إيمانها بقضية شعبها الذي يعاني من الظلم والإضطهاد في إثيوبيا.وكما أسلفنا القول،تعرضت هذه الثورة وقيادتها لضربات قوية وعنيفة من كل الجهات،لكن كما أثبت لي قائدها من خلال مكالمة هاتفية قبل أسبوع قائلا:نخرج من كل ضربة أكثر إيمانا وثباتا وإخلاصا لقضيتنا العادلة) ومهما إشتد الظلم والطغيان فرجل الثورة يحيا دفاعا عن الحق،وفي سبيله يموت،وهو قدوة للآخرين،ويجب أن يكون في مقدمة الصفوف،وفي طليعة المسيرة.وفي زمن الكفاح والنضال يسقط أناس يحسبهم البعض أقوياء،ويثبت أناس يحسبهم الآخرون ضعفاء.وهناك أمثلة عديدة في تاريخ الثورات العفرية،وفي جيبوتي لدينا جبهة ( FRUD ) وفي إثيوبيا لدينا جبهة أجوجومو التي تناضل أكثر من أربعين عاما.وعلي الجماهير العفرية أن لا تشغل نفسها بتقريع المتساقطين أو تأنيبهم أو تجريحهم،بل يجب أن تنشغل بتقوية الثابتين بمواقفهم في الدفاع عن الوطن،وشحذ الهمم للوقوف الي جانب الطرف المقاوم للظلم والتهميش.
إبراهيم علي