فشل مشاورات جنيف 3 قبل أن تبدأ،ومعركة الساحل الغربي تُستأنف، والحوثي يحشد لصد الهجوم وصواريخه الباليستية تصل إلى العمق السعودي،ومجلس الأمن يصدر بياناً..وغريفيث في صنعاء من جديد.

الكاتب والاعلامي – عبدالرزاق الباشا

إنطلقت مشاورات(جنيف3)في سويسرا6سبتمبر2018- حسب الموعد المحدد،الذي رسمه المبعوث الأممي الثالث إلى اليمن السيد(مارتن غريفيث) ولكن كانت إنطلاقة من طرف واحد،..حضره وفد الشرعية مبكراً دون الطرف الحوثي،..ودوّنها المجتمع الدولي في سجلات المشاورات الفاشلة قبل إنطلاقتها..
لكن من جانبه حرص المبعوث الأممي على بدأ المشاورات ولو من طرف واحد،..وأعلن في مؤتمر صحفي في حينه،.أن المشاورات ستبدأ مع وفد الحكومة الشرعية،ولن يهدر الوقت، ومدة المشاورات 3 أيام.من اجل إنهاء الحرب في اليمن والوصول لحل سياسي للأزمة”, وأن إطلاق سراح السجناء من بين أهم إجراءات بناء الثقة،وأكد(مارتن) أن رئيس الجمهورية (عبدربه منصور هادي) طلب منه التركيز على ملف إطلاق سراح المعتقلين
وأشارت بعض المصادر أن الرئيس هادي،.وضع أحد شروط المفاوضات- إطلاق جثمان الشهيد (علي عبدالله صالح)وإطلاق سراح أسرته بالكامل من معتقلات الحوثي،..
هكذا كان موقف الشرعية من مشاورات جنيف3 بالحضور والانصياع والترتيب لحضور المشاورات التي فشلت قبل بدأها،.وحمل الوفد الحكومي التابع للشرعية جماعة الحوثي مسئولية عرقلة الإنعقاد .

* ومن الجانب الحوثي من تلك المشاورات،. للمشاركة في جنيف 3 التي ترعاها الأمم المتحدة،.قال محمد عبدالسلام- الناطق الرسمي لانصار الله يوم الأحد المنصرم،.إن وفد جماعته الذي كان من المقرر له أن يشارك في مشاورات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، رفض السفر على متن طائرة للأمم المتحدة.،..لأن «الأمم المتحدة عاجزة عن حماية رحلاتها أمام إستهتار النظام السعودي بإعتراضه مسار طائراتها وإنزالها في مطاراته«، وغير قادرة على تقديم أي ضمانات للذهاب والعودة من صنعاء إلى جنيف.
*****************
**وهكذا بدأت المشاورات بين الأطراف اليمنية وسُجلت في سجل الأمم بالفشل قبل إنعقادها،..لحق ذلك الفشل مباشرة فجر الجمعة14/9/2018 إستأناف معركة النصر الذهبي في الساحل الغربي،. بين القوات المشتركة ( الوية العمالقة- حراس الجمهورية- المقاومة التهامية) بقيادة العميد طارق عفاش بدعم من التحالف العربي من جهة وبين القوات الحوثية من جهة آخرى الذي حشدت مقاتليها من كل الجبهات إلى الساحل الغربي،.وجبهة صعدة والتكثيف من إطلاق صورايخ باليستية إلى العمق السعودي بين الفينة والآخرى حتى اللحظة.

**وبعد فشل مشاورات جنيف3،. وطلب من بريطانيا لعقد مجلس الأمن جلسة خاصة وطارئة باليمن،..طلع المجلس ببيان، عبر عن أسفه لعدم حضور وفد الحوثيين إلى جنيف رغم جهودمبعوث الأمم المتحدة،.وأن الحل السياسي هو الوحيد الذي يمكنه إنهاء الصراع و التخفيف من المعاناة الإنسانية.،وجددالمجلس مطالبته بالتنفيذ الكامل لجميع قراراته بشأن اليمن ومن بينها القرار رقم 2216،..كما أكد على التزامه القوي بوحدة وسيادة وإستقلال اليمن وسلامة أراضيه.

** لم تتوقف دول التحالف العربي مكتوفة الآيدي،.من فشل مشاورات جنيف أمام المجتمع الدولي،. فقد دعت الكويت عبر مندوبها الدائم في مجلس الأمن (منصور العتيبي ) المجتمع الدولي، إلى إجبار جماعة الحوثيين المسلحة، بتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن،. المتعلقة باليمن، لتحقيق السلام في البلاد،.وأكد المندوب الكويتي في مجلس الأمن، “أن تغيب جماعة الحوثي المدعومة من إيران،. غير المبرر عن المشاركة في جولة مشاورات جنيف حول اليمن،. كان بمثابة حلقة في مسلسل إنتهاكاتهم المستمرة للقانون الدولي والقانون الإنساني،وعدم التزامهم بقرارات الشرعية الدولية المتمثلة بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”،.من جانبه كشف سفير السعودية محمد آل جابر- لدى اليمن في تغريدة له على حسابه الرسمي في تويتر عن الشروط الحقيقية التي طلبها الحوثيون للمشاركة في مشاورات جنيف3.، إن جماعة الحوثي،ترفض السلام، لافتا على إشتراطهم إخراج جرحى النظام الإيراني وحزب الله اللبناني من اليمن.

*أما موقف الامارات العربية المتحدة- الشريك الفاعل في تحرير الساحل الغربي،.من فشل تلك المشاورات، فقد سلمت مؤخراً رسالة إلى مجلس الأمن الدولي،. أكدت فيها دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن ،.تماشياً مع القرارات الأممية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.وأن تحرير الحديدة أصبح أمراً ضرورياً من أجل ضمان إنخراط الحوثيين ثانية في محادثات السلام..

*** كل ذلك الفشل الذي توّجه المبعوث الأممي( مارتن غريفيث) إلى اليمن من أول جولة مشاورات في جنيف 3 وصل يوم الاحد16/9/2018 إلى صنعاء بعد زيارته مسقط ولقاءه بوفد الحوثيين ،…مع عدم الاهتمام بالحل والتقارب السلمي بين اليمنيين،. الذي أصبح مصير كل يمني مرهوناً بالخارج تاركاً خلف ظهره ( ونقصد هنا مارتن)،.اليمن وهي تمر بأسوأ كارثة إنسانية في القرن (21)…
****************
*** هنا يستوقف الكثير من المحللين السياسيين بأرائهم المتعددة من تلك المواقف والمتغيرات على الساحة اليمنية:

* منهم من يرى بمنظار رأيه السياسي،. أنه وجب الآن وخاصة عندما تخلف الحوثي من حضور مشاورات (جنيف3) تحرير الحديدة وميناءها ،.وبذلك سيتنفس اليمنيون الصعداء،. وستنتقل الحكومة الشرعية من عدن إلى الساحل الغربي ،.من تحت وطأة المجلس الإنتقالي،.وسيسقط أقليم تهامة بكل سهولة ويسر. وستتحرر المحافظات المجاورة اب وتعز وذمار،لان بتحرير الحديدة تعتبر الفصل الآخير من فصول الحرب في اليمن ،.ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الذي كل طرف يحمل الآخر تلك المعاناة.

* بينما آخر من يرى أن التحالف العربي أستطاع أن يلعب لعبته الذكية، عندما أثار موضوع وفاة الرئيس هادي- وظهوره بعد ان فشلت مشاورات جنيف -اضافة الى تلك المظاهرات المفتعلة في عدن- والمناطق الجنوبية تندد ضد بالشرعية،-وإرتفاع الدولار،..
كل تلك العوامل جعلت من الحوثي أن يتنصل من الإتفاق المسبق مع المبعوث الأممي لحضور جنيف 3 ،.ورفع سقف مطالبه مما أحرمته مشاورات جنيف وتضييع الفرصة السانحة،.واوقعته( الحوثي) أمام المجتمع الدولي بأنه من يعرقل السلام في اليمن،.
ومن هنا أبتدا المشوار من جديد تفعيل واستئناف معركة النصر الذهبي للقوات المشتركة (الوية العمالقة- المقاومة التهامية- حراس الجمهورية) بقيادة العميد طارق عفاش وبدعم من التحالف العربي بقيادة الإمارات العربية المتحدة الشريك الأقوى والفاعل لمعركة الساحل الغربي وبتكتيم إعلامي منظم وبموافقة أممية.

* بعض المتابعين عن كثب لتحركات الحوثي وجماعته في الدفاع عن الحديدة بإستماتة وتحشيد قبلي لإبناء تهامة مستغلاً الحاظنة الشعبي والطاعة والولاء المطلق والتأييد من قبل مشائخ وأعضاء مجلس النواب محافظة الحديدة لانصار الله والدفاع عن الساحل الغربي،.يرى أن معركة الحديدة معركة مصيرية للحوثيين،.وسيدافعون عنها بكل قوة،.وقد ظهر ذلك جلياً من الإستبسال والتضحيات الذي يقدمها انصار الله في هذة المعركة يدعمها خطابات زعيم جماعة الحوثيين بين الفينة والآخرى الذي أعتبر معركة الساحل معركة كل يمني يدافع عن الأرض والعرض ضد الإحتلال والغزو على اليمن..

* في المقابل الآخر من الآراء المتفاوتة هناك من يرى أن تحرير الحديدة وسقوط عاصمة أقليم تهامة بيد القوات المشتركة التي تدعمها الامارات بكل ثقلها،.ستساعد على إستقرار الشرعية وإنتقال الرئيس هادي وحكومته إلى مركز أقليم تهامة والإقتراب من مراكز النفوذ القبلي الشمالي الخاضع لسيطرة الحوثي وتوحيد القوات الموالية للشرعية والتحالف من مأرب إلى الساحل الغربي إلى محور تعز والبيضاء والجوف ،.وتكون تحت قيادة مركزية الدولة تدار من عاصمة إقليم تهامة الحديدة العاصمة المؤقتة للشرعية،.إضافة إلى سحب الزخم والكم الهائل من النفوذ والقوى البشرية والاقتصادي والسياسية والاعلامية من مأرب إلى الحديدة وكل ذلك يصب في صالح الشرعية.

* إلى جانب معركة الساحل الغربي هناك من يرى تعتيم وتجاهل إعلامي من كلا الطرفين (لجبهة صعدة) التي تشهد حرب إبادة وتقدمات للقوات الموالية للشرعية بإتجاه (مران) معقل زعيم جماعة الحوثي،. يقابله رداً شرساً بصواريخ باليستية بين الفينة والآخرى المتقاربة من قبل الجيش واللجان الشعبية لانصار الله إلى العمق السعودي .

* ويرجح معظم المحللين السياسيين أن سبب فشل مشاورات جنيف 3 واستأناف معركة النصر والتقدم السريع نحو المدينة يعود إلى أسباب عدة :
– منها مماطلة المبعوث الأممي،.لحزم الموقف وإعطاء فرصة وفسحة من الزمن لإطالة أمد الحرب . ويظهر ذلك جلياً بالفشل من أول جولة مشاورات وإعطاء أسبوعين للترتيب والعودة من جديد إلى مسقط ثم صنعاء مع إشتداد المعارك الضارية في الساحل الغربي .

– التفاف وتحايل من امريكا والتحالف العربي لإسقاط الحديدة والميناء بأيدي القوات المشتركة لتقريب الحوثي إلى طاولة المشاورات الدولية مع الشرعية وإحلال السلام في اليمن.
– يترجم ذلك الإلتفاف بعد إستأناف معركة الساحل الغربي مباشرة إعلان وزير الخارجية الأميركي (مايك بومبيو)أنه أبلغ الكونغرس بالتزام المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة باتخاذ إجراءات واضحة للحد من إمكانية إصابة المدنيين والبنية التحتية خلال العمليات العسكرية اللتان تقومان بها في اليمن. من أجل دحر جماعة الحوثي وإستعادة الشرعية،.وتأييد وزير الدفاع الأميركي (جيمس ماتيس) لما جاء في بيان وزير الخارجية،.
– تزامن ذلك مع زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتيةالفريق الركن/ (حمد محمد ثاني الرميثي) وحدات القوات المسلحة الإمارات المشاركة في عملية تحرير الحديدة.،.التي شهدت تقدماً ملموساً وصفها بعض المحللين العسكريين بالمعركة الخاطفة،. وأنها خضعت لدراسات عسكرية من كل الجوانب ( بشرية- طبيعة الارض – الامكانيات العسكرية) ساعدها على التقدم .

*** كل تلك الأحداث والتوقعات للمتابعين عن كثب للقضية اليمنية
تقف أمام المجتمع اليمني،.الذي ينظر من منظوره البسيط،.إلى أن الحل السياسي في اليمن يبتعد كل يوم أكثر فأكثر، وتتمدد الحرب كل يوم في حياة ومستقبل وأفق اليمنيين أكثر فأكثر،.ولا يبقى أمام اليمنيين سوى التشبث دوما بالتمني والأمل.. التمني الذي لم يعد تقدمه لهم المشاورات ولا خطوات المجتمع الدولي “الرامية” إلى إنهاء الحرب وإعادة الدولة والسلام والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والصحي والمعيشي إلى اليمن ولو الى ماقبل احداث 2011.
لكن،ماذا بوسعهم سوى الأمل الكبير..فقط لاغير،.وحفظ الله اليمن .

والله من وراء القصد
الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
الساحل الغربي – اقليم تهامة

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.