أولويات إيران تتحول من سوريا إلى اليمن.

بقلم :عدنان هاشم

تظهر أولويات الاستراتيجية الإيرانية تتحول نحو اليمن والعراق، أكثر من أي وقت مضى، مع تحول الأولويات في سوريا ولبنان إلى احتمالية مواجهة مباشرة مع قوى غربية.

ويعود ذلك في الأساس إلى رغبة إيران في إحداث توتر في مضيق باب المندب، إلى جانب التأثير على دول الخليج العربي -خصوصاً مراكز التجارة- من أجل الضغط على الموقف الأمريكي بتغيير موقفه من تعليق الاتفاق النووي.

في أغسطس/آب الماضي أعلن الحوثيون استهداف مطار دبي الدولي،الذي كان مكاناً ل88 مليون مسافر العام الماضي، ورغم النفي السريع من قِبل إدارة المطار المدني إلا أن التهديد بوصول طائرة دون طيار والتأثير على الإمارة الحيوية في الخليج يشير إلى مدى البُعد الذي يمكن أن تصل إليه إيران في مواجهة دول الخليج بسبب الاتفاق النووي الإيراني.

تابع “يمن مونيتور” الصحافة الإيرانيَّة خلال الفترة التي تبعت إعلان الحوثيين استهداف المطار، ويمكن ملاحظة أن الحدث في وسائل الإعلام الفارسية اتخذ طريقاً كبيراً وحجم دعاية يفوق ما نشره الحوثيون، لأيام ظل الخبر في قائمة أولويات وسائل الإعلام..

نشرت وكالة أنباء فارس (وكالة أخبار تابعة للحرس الثوري الإيراني)، تقريراً عن استهداف الحوثيين لـ”دبي” وكتبت: ” تمثل دبي مقراً آمناً لأجهزة المخابرات الدولية، الآن أصبحت تلك الأجهزة تحت أجنحة صماد-3″؛ تضيف الوكالة: “يظهر هذا الهجوم أن دبي لم تعد آمنة”!

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نشرت صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الأعلى في إيران، عنواناً في صدر صفحتها الأولى “دبي الهدف التالي” بعد أن أعلن الحوثيون استهداف أبوظبي بصاروخ باليستي؛ تم وقف الصحيفة عن الصدور ليومين فقط.

يوم الخميس (6سبتمبر/أيلول)، وبينما كان الحوثيون يرفضون التوجه نحو جنيف للمشاركة في المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة. توعد مسؤول عسكري بارز في إيران بتدخل بلاده في حرب اليمن، إذا لم تتوقف الإمارات والسعودية عن مواجهة الحوثيين.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانيَّة عن نائب وزير الدفاع العميد قاسم تقي زاده إن إيران “تتعامل بسعة صدر في اليمن، إذا لم يتغير سلوك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن، فلن تسكت الجمهورية الإسلامية، ومصير الدولتين الفناء”.

حديث زاده جاء بعد الحديث عن الترسانة العسكرية التي تملكها إيران ونجاح تجربة للصواريخ المضادة للطائرات إلى جانب بناء أقمار صناعية جديدة.

في أغسطس/آب الماضي نشرت وكالة رويترز تقريراً عن قيام إيران بتزويد الميليشيات الشيعية في العراق بصواريخ باليستية، يمكن أن تؤثر تلك الصواريخ على منشآت النفط الخليجية دون طلقة واحدة من الضفة المقابلة للخليج (الجمهورية الإيرانيَّة). نفت إيران لاحقاً تقرير (رويترز) لكن يبدو أن ذلك ما حدث بالفعل حيث تستثمر إيران في الحشد الشعبي كما باقي الميليشيات الموالية لها في المنطقة، وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة.

تخشى إيران من حرب دولية في الأراضي السورية مع احتمال مشاركة أمريكية، لذلك ستحاول توجيه الرؤية نحو خطر حقيقي يهدد حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط ولن تجد أفضل من شبه الجزيرة العربية للتدافع نحوها، والحوثيون هم اليد الأقرب إلى تلك المنطقة.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.