جريدة السلام أخبار القرن الإفريقي
بقلم / غمدان ابواصبع
لم تكن سجاح بتلك القصة الهزلية التي روجت لها قريش ولا فقها المذاهب بقدر ماكانت تمثله من مكانة عظيمة في قومها وهي المكانة التي قل نظيرها بين نساء العرب فبلوغ امرأة مثل سجاح القوة والحكمة التي استطاعات من خلالها تحويل قبائل تميم وتغلب المتمردة والعنيفة الى مجرد قبائل طيعة تقودها امرأة.
يجعلني اشعر بحجم شخصيتها القوية والرائدة على ابناء جيلها وفي حقبة عرفة بالعبودية المزدرية لكينونة المرأة العربية قبل الاسلام فتملك سجاح لقبائل نجد يعطي المتتبع لتاريخ سجاح جانب مشرق وعظيم يبعث حولها العديد من التساؤل عن مدى قدرتها على التاثير لتقودهم في المعارك وتسوسهم في تحالفاتها مع خصومها .
خاصة انها تسود قوم لايؤمن بالدولة ولا بالنظام الملكي لكونهم قبائل متناحرة وبدوية الطباع وهذا مايميز سجاح عن غيرها من النساء التي حكمة الامم في تاريخ ماقبل الاسلام لتتفوق بشخصيتها على بلقيس وكيلوبترى وزنوبيا في قدرتها على تطويع مالا يمكن تطويعه متجاوزة كل الفوارق الاجتماعية والثقافية والعرف العام لكل من مصر واليمن وسوريا المعروفة بطبيعتها المتمدنة بعكس نجد التي لاترتبط بمدينة ولا قرية ولاتؤمن بحدود.
في الواقع لايمكن لتاريخ ان يقصي سجاح عن ماضيها المشرق وصمودها الاسطوري بمواجهة المسلمين وارعابها مسليمة وجيش اليمامة لتنتهي بالزوج السياسي مغلبت من خلاله عامل النفوذ والسلطة اكثر من اي عامل اخر قد تندفع اليه بنات جيلها ولا تندفع اليه امرأة مثل سجاح لتتحول الى لغز محير شغلت كل من سمع عنها بغض النظر عن ما نقل من تاريخها وحجم الاجحاف وتزوير والافتقار الى المصداقية الان انه حمل لنا الكثير من التساؤلات عن شخصيتها ومكانتها لدى القيادات القبلية .
و لا ادري لماذا يغيب عند الانسان العربي البحث والانصاف لمثل هكذا شخصية جمعت مابين الانوثة والقوة وبين السياسة والحكمة .
ستظل سجاح عامل مهم في تاريخ العرب رغم كل تلك الدعاية المشوة عن شخصية عربية قل نظيرهاجمعت مالم يستطيع جمعه رجال تميم وتغلب وكل قبائل نجد لتتمكن هي متجاوزة الشعراء وقادة القبائل لتوحيد البادية وتتمكن فتات تميم من ان تفرض نفسها على التاريخ بكل اكاذيبه الى اسطورة يلفها الغموض ويكتنفها الاهزيج والاكاذيب معآ.
