كلمة رئيس التحرير:عربة السلام الإثيوبي الإرتري قبل حصانها

إن مفاوضات السلام الذي بدأها آبي أحمد مع إرتريا،قد جاءت في إطار بدء مرحلة التحول  الي السلام  وإنهاء حالة الحرب بين إثيوبيا وإرتريا.إذا كان المقصود من السلام  هو تطبيع العلاقات الإقتصادية بين إثيوبيا وإرتريا وفتح الموانئ الإرترية لمباشرة العمل التجاري؟ لن يكون هناك سلام  فعلي تستفيد منه الشعوب في المنطقة.وليس هناك مناسبة او مبررا او فائدة خاصة لشعب العفر في إرتريا.والحديث عن السلام قبل عودة اللاجئيين المقيمين في معسكرات اللاجئين في إثيوبيا يعتبر سلام شبه ميت،والحديث عن السلام قبل فتح قنوات الحوار مع المعارضة السياسية يعتبر سلامي وهمي.ولا يمكن التقدم الي الأمام إذا وضعت العربة أمام الحصان،والعربة هنا هي العلاقات الإقتصادية وفتح ميناء عصب.والحصان هو السلام العادل الذي ينتظره الشعب الإرتري قبل الشعب الإثيوبي الذي يعيش في ظل حكومة ديمقراطية منتخبة،هذا إذا كانت الشعوب كلها معنية بالسلام الإثيوبي الإرتري.وعدم مشاركة المعارضة الإرترية في عملية السلام لن يخلق افضل الظروف لنجاح  السلام الإثيوبي الإرتري.ولن يتحقق السلام طالما افورقي يتجنب الحديث عن المعارضة السياسية الموجودة في الخارج.وها هي إثيوبيا نفسها تخنق المعارضة الإرترية التي إحتضنتها سابقا في أراضيها.وكل هذا حصل بعد التقارب الإثيوبي الإرتري.ومعظم القيادات الإرترية المعارضة كانت تتفاءل خيرا بعد الشوط الذي قطعه آبي أحمد نحو أسمرة.لكن في النهاية خيب آبي آمال المعارضة الإرترية.ومعظمهم يشعر بحرقة من هذا القرار الذي يخص المعارضة الإرترية في إثيوبيا..وإذا رجعنا الي إقليم العفر مثلا فما الذي ينتظره العفر من آبي أحمد؟ونظام وياني الذي حكم طوال27 عاما عمل علي تحطيم إرادة الشخصية العفرية وجلب الي إقليمهم شخصيات تنفذ أوامر التيجراي وذلك لتنفيذ مخططاتهم في الإقليم.وهل سيجلب آبي أحمد الي الإقليم شخصيات يحركها حيثما شاء؟ننتظر من آبي أحمد أن يترك العفر ليختاروا من يحكمهم في إقليمهم،وهذا ما ينتظر منه في كل الأقاليم الإثيوبية.وفي المقابل ماذا ننتظر من العفر؟ننتظر منهم إختيار قيادة تعكس طموحات هذا الشعب وتلبي حاجاته النفسية والإجتماعية والمعرفية والسياسية.وهذا ما سيؤدي الي الإستقرار السياسي والتنمية الإقتصادية في الإقليم.ويجب علي الإدارة الفيدرالية في أديس أبابا نبذ النعف وفكرة الحروب والفساد والرشوة التي كانت منتشرة في السابق.والعفر اليوم أمام مفترق الطرق،أي أمام لحظة إختيار صعب،لذا ينبغي علي العفر أن يحددوا إختيارهم التاريخي الذي سيشكل مستقبل شعبهم وأرضهم هنا في إثيوبيا،وهناك في إرتريا.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.