إساياس افورقي

إفتتاحية السلام: أسلام مصالحة أم سلام إستفزاز ؟ 

أنهت عملية السلام الارترية الاثيوبية  فصلا دراماتيكيا من فصول أسوأ حرب ضربت  المنطقة حتى ان البعض وصفها من حيث النتائج والخسائر البشرية  حربا عالمية اتخذت القرن الافريقي منطلقا لها.  

مجرد اعلان المصالحة وظهور بوادر جدّيتها من خلال استجابة اساياس افورقي اعتبره المواطن العادي -المغلوب على امره -خيط أمل  يمكن التعلق به لانهاء الخوف الدئم من  اندلاع حرب اخرى في أي وقت، يحتمل أن يروح ضحيتها -مرة اخرى- عشرات الآلاف.

لكن هناك تساؤلات!!

هل هذا كل شي ؟ هل كانت تنحصر  مشكلة الشعب الإرتري بفتح المعابر ، وفتح خطوط الطيران ، وتشغيل المواني ؟ 

هل هذا العناق بين زعيمي البلدين والاحتفال الغريب بكل مقايسه هو كل ما كان ينقصنا ؟ 

 طريقة الاحتفال و الاحتفاء بالرئيس الارتري في اثيوبيا والتي حوت طقوس غير عادية ، كانت غريبة ومستفزة فى آن واحد . كانت تبدو وكأنها رسائل مبطنة تبعث لجهات بعينها. هل كان يقصد بهذا الاستفزاز الشعب الارتري المشرد، التائه في الصحاري ، والذين تلفظ الامواج والبحار جثثهم  على شواطي اروبا منذ سنين ؟ أم المُستهدف من  بهذا الاستفزاز هو شعب اقليم تجراى ؟ ام الاثنين معا ؟  في كلتا الحالتين، يحملنا الامر الى وضع علامات استفهام كثيرة ما اذا كان السلام سلام مصالحة شاملة ام علي حساب شرئح معينة ، مما يجعلنا نتوجس من مستقبل عملية السلام المنشودة برمتها. 

بعيدا عن تلك الطقوس الغريبة كان الشعب الارتري  ينتظر خطاب الزعيمين، ولكن إساياس خيب كالعادة آمالهم-وكان يُتوقع ذلك –   حيث اطلق تهديدات مبطنة الى جهات اعتبرها ضد السلام!!!.  

هل يجازف أبي احمد بهذه الخطوة ؟ ألا يرى انه يغامر بوحدة اثيوبيا بتقبله استفزاز قوى داخلية قد تكون خطرا عليه وبالتالي على عملية السلام برمته ؟  ألم يغامر الرجل الذي علقت عليه  شعوب المنطقة آمالا كبيره، بسمعته عندما انحاز الى النظام وأهمل قضايا الشعوب في ارتريا . اسياس له سوابق معروفة، لكن! هل تسجل هذه النقطة كسابقة على السيد أبي احمد ؟ فالتاريخ لا ينسي ولا يرحم . 

كل هذه التساؤلات تحملنا  الى سؤل جوهري آخري . هل هذا سلام مصالحة أم سلام إستفزاز ؟ 

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.