الساحل الغربي اليمني..بين الإرادة المشتركة والإبتزاز الدولي، والإصلاح يمد يده للحوثي بإسم الشرعية .

عبد الرزاق الباشا

* تشهد اليمن جولةً جديدةً من الحرب الدامية في ثلاثة جبهات،.جبهة صعدة وشد الخناق على المركز الرئيسي والمقدس لانصار الله من ثلاث محاور،.
وجبهة الجوف، السهم القاتل،والمنطلق إلى حرف سفيان خاصرة الحوثيين،.
أما الجبهة الثالثة فقد أطلق عليها الخبراء العسكريون جبهة( أم المعارك) في الساحل الغربي للقوات المشتركة ( المقاومة التهامية – الوية العمالقة – حراس الجمهورية ) بقيادة العميد / طارق صالح عفاش- الذي تُعد لدى الحوثيين معركة مصير، والفصل الأخير من فصول الحرب في اليمن، بإعتبار الحديدة ومينائها،الرئة والمتنفس الإقتصادي الوحيد لأنصار الله.

* وقد وصف بعض المحللين العسكريين تلك المعارك، بأنها المعركة الخاطفة والسريعة والضربة القاسمة والموجعة لانصار الله، منذ إندلاع عاصفة الحزم حتى الآن، لما تخسره من العتاد والعدة وتساقط المنطقة تلو الآخرى ومصرع المئات من أنصارها وقياداتها، على سبيل المثال لا الحصر رئيس هيئة أركانها (محمد عبدالكريم الغماري) في معركة الساحل الغربي،بغارة جوية من قبل طيران التحالف أثناء إستهداف قيادة المنطقة الخامسة والمطلوب لديها رقم (16).،

* وهكذا كلما أشتدت وتيرة الحرب في اليمن للحسم. حمل المبعوث الأممي حقائبه وصعد سلم طائرة المتحدة، وتنقل من دولة إلى آخرى ليبحث عن مفاوضات أللا سلام ،.والكل على يقين أن الأمم المتحدة لا تتبنى سلاماً بل تبني خياماً للنازحين، وهكذا عُرفت الأمم المتحدة عند الأطراف المتنازعة في العالم ،.

* وكانت أول محطة لمارتن غريفيث (الرياض ) حيث التقى بالرئيس هادي الذي أكد على موقفه الدائم والثابت نحو السلام الذي يستحقه الشعب اليمني،.المرتكز على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفِي مقدمتها القرار (2216)
* واصل المبعوث (مارتن غريفيث) رحلته المكوكية إلى صنعاء عبر مطارها الدولي ليلقي نظرة على الأوضاع الجديدة في اليمن ،.ثم غادرها دون تحقيق نتائج إيجابية، بعد زيارة إستغرقت 5 أيام ،.التقى خلالها قياديين من أنصار الله ومسؤولين من حزب مؤتمر صنعاء الشعبي. وقبيل مغادرته العاصمة اليمنية صنعاء، حذر(غريفيث) من إهدار الوقت في عدم العودة إلى مفاوضات الحل السياسي، معرباً عن قلقه من تدهور الوضع الإنساني،.وأوضح غريفيث أنه ناقش في صنعاء رؤيته التي سيعرضها على مجلس الأمن في غضون 10 أيام القادمة، بشأن إستئناف مشاورات الحل السياسي، مؤكداً مواصلة مساعيه لإقناع الأطراف بتجنيب الحديدة القتال وإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية.

* وكانت مواقع إخبارية نشرت أن جماعة الحوثي وافقت على الإنسحاب من الحديدة، إلا أنها طرحت عدداً من الشروط على المبعوث الأممي السيد مارتن غريفيث ،على أن تتسلم الأمم المتحدة إدارة وتشغيل ميناء الحديدة، وعدم إعتراض البضائع المتجهة إلى مناطقها وإلزام الحكومة الشرعية بتسليم رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، وإيقاف الحرب وعدم إستهداف مناطق جديدة تحت سيطرتها، وإلزام تحالف دعم الشرعية بإيقاف الغارات، وبدء مفاوضات سلام، مع وضع ضمانات كافية بعدم خرق وقف إطلاق النار.
واشترط الحوثيون أيضا، بحسب وكالة «سبأ» التابعة لهم في صنعاء، عدم إستهداف قياداتهم بالغارات أو غيرها، وطالبوا الأمم المتحدة بإدانة مقتل رئيس ما يسمونه بالمجلس السياسي الأعلى صالح الصماد.
وجاءت تلك الشروط الحوثية رداًعلى مطالبة المبعوث الاممي بالإنسحاب من الحديدة، لبدء مفاوضات ووقف إطلاق النار. الذي وصفها البعض بالفاشلة .

** وحسب جريدة الشرق الاوسط – أن مسؤول أممي رفيع صرح أن ما يتداول عن فشل زيارة المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، غير دقيق، مبيناً أن المشاورات لا تزال جارية، وأن نتائجها ستظهر أثناء إحاطته المتوقعة في مجلس الأمن منتصف الشهر الحالي.وسوف يفصل في الكثير من القضايا،

**وتشهد هذة الإيام معارك ضارية في الثلاث الجبهات وحراكاً سياسيا
لوقف الحرب في الساحل الغربي،. وعقد تحالفاً حوثياً إخوانياً من تحت الطاولة ،.كشف ذلك التحالف تصريح القيادي في جماعة الحوثي (محمد البخيتي) الذي صرح أن هناك إتصال وحوار بين انصار الله وحزب التجمع اليمني للاصلاح . الذي رد عليه محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح بالنفي وبأن كلام القيادي الحوثي محمد البخيتي “كلام لا يستحق أن يُجاب عليه” ولكنه ذيل ذلك الرفض بالموافقة باسم الشرعية،.وأضاف “اليدومي” لصحيفة عكاظ – إذا كان هناك من حوار مع الشرعية فنحن كطرف في إطار الشرعية سنكون معها وليس خارجاً عنها.
* وهنا يتجلى موقف الشرعية رداً على تصريحات اليدومي ،.بالتأكيد
على دعم الشرعية لكل الخطوات التي تؤدي إلى تحقيق السلام الدائم، مشددا على أن الحسم العسكري هو الطريق الوحيد للسلام، في ظل تعنت جماعة الحوثي ورفضها إلقاء السلاح وتسليم مؤسسات الدولة. جاء ذلك مباشرة على لسان مستشار رئيس الجمهورية ( ياسين مكاوي)حسب تصريحه لصحيفة عكاظ .
وأوضح مكاوي أن اشتراطات جماعة الحوثي التي طالبت فيها بوقف دعم التحالف للشرعية، ووقف إطلاق النار، وصرف مرتبات لعناصرها، تهدف إلى إفشال جهود السلام وصناعة الحجج لتأخير عملية الحسم العسكري، الذي بدأت بوادره في الساحل الغربي لليمن، لافتا إلى أن هذه الإشتراطات أثبتت للعالم وللمبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيث أن الحوثيين لا يتبنون توجهات السلام، وهدفهم المماطلة لوقف الإنتصارات التي يحققها الجيش الوطني والتحالف العربي في الساحل الغربي.
وأبدى مستشار الرئيس إستنكاره من تحركات بعض الدول لتعطيل الحسم العسكري في الساحل الغربي، وقال: «كلما اقتربت قوات الشرعية والتحالف العربي من حسم الأمور، خصوصاً بعد الوصول إلى تخوم مدينة الحديدة والسيطرة على الساحل الغربي، تبرز مساع لوقف هذا النجاح الذي يتحقق على الأرض لصالح الشرعية والتحالف». لافتاً إلى أن الشرعية والتحالف العربي لا يمكن أن يقبلا بـ«حزب الله» آخر في اليمن. حسب قوله .

** وعلى نفس الصعيد والإلتفاف السياسي والموحد التي تشهده اليمن هذة الفترة حول هدف واحد،. ذكرت بعض الأخبار أن هناك فريق من المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق الشهيد (علي عبدالله صالح) غادر مطار القاهرة متجهاً إلى مطار الرياض حيث تواجد الحكومة الشرعية مؤقتاً،. وقيادات مؤتمرية من الصف الأول لحل بعض القضايا العالقة والإشكاليات بين أعضاء وقيادات المؤتمر الشعبي العام.
غادر الوفد برأسة القيادي في الحزب وعضو الوفد التفاوضي بالمشاورات، الدكتور/ أبو بكر القربي، وضم كلاً من سلطان البركاني، ويحي دويد، وحمود الصوفي، وناصر باجيل .وقد كشف الدكتور القربي عن توافق بين أعضاء الحزب على التحرك تجاه دول الإقليم والدول دائمة العضوية ،.وأضاف في تغريدة نُشرت عبر حسابه في “تويتر “أن ذلك يأتي “انطلاقاً من مسؤوليتهم نحو الشعب اليمني الذي يريد تحقيق سلام عادل وشامل ينهي معاناته من الحرب”، مؤكداً أن “المؤتمر يعمل لمصلحة اليمن وشعبه بكل مكوناته وفي شراكة وطنية لا تستثني أحداً”.

* سبقها بأيام تحركات وإتصالات واسعة أجرتها أبو ظبي في محاولة للملمة شتات الحزب حيث تم عقد لقاءات مع قيادات في الحزب في الامارات العربية المتحدة الشريك الفعال في التحالف العربي .

**ومن تلك المعارك الضارية في الميدان والتحركات لبعض القوى السياسية والتدخلات الدولية يذهب بعض المحللين السياسيين إلى إستنتاجات ما وراء تلك الاحداث،.

*فهناك من إستنتجك أن السعودية والامارات وإرادة مشتركة من الميدان ممثلةً بالقوات المتواجدة على أرض المعركة ( قواة العمالقة- المقاومة التهامية – حراس الجمهورية) بقيادة طارق عفاش مدعومة من التحالف عازمة على تحرير ميناء الحديدة لقطع خطوط إمداد الحوثيين بالسلاح من إيران ودفع جماعة الحوثي للجلوس إلى مائدة التفاوض.

* وهناك من رأى أنه تم رفع الستار كلياً وكشف الحوثي وتعامله مع ايران مستنداً إلى تصريحات إيران مؤخراً وهي تضع اليمن على طاولة المساومة على برنامجها النووي في محادثاتها مع الأوربيين،

* بينما آخر من المحللين السياسيين إستنتج أن بعض الدول العظمى تمارس عملية إبتزاز الشرعية ودول التحالف من خلال الضغط لوقف عملية الزحف تجاه ميناء الحديدة،.جاء ذلك من خلال تحريك المبعوث الأممي وتصريحات الخارجية الفرنسية مؤخراً إنه لا سبيل لإنهاء الحرب في اليمن ومنع تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد وخاصةً في مدينة الحديدة، سوى عبر الحلّ السياسي القائم على التفاوض.
ودعمها بشكل كامل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث، الذي يعمل على التوصّل إلى هذا الحلّ الذي يفترض أن تستأنف الأطراف اليمنية المفاوضات على وجه السرعة ومن دون شروط مسبقة.

* وهناك من ذهب إلى أن التهويل الإعلامي أستطاع أن يقنع بعض الدول من خطورة حسم معركة الساحل الغربي وما سيحدث فيها من كارثة إنسانية ،.ولهذا تداركت الشرعية هذا التهيول وجاء ردها على لسان وكيل وزارة خارجيتها لشؤن السياسة الدكتور منصور بجاش بأن الحكومة حريصة على أن يكون تحرير مدينة الحديدة وفق أسس عسكرية علمية تراعى المدنيين والممتلكات الخاصة والعامة.

*وهكذا مازال الشعب اليمني حتى هذة اللحظات يرزخ تحت إرداة القوى المتصارعة ينتظر الخلاص .

والله من وراء القصد
الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن – الحديدة

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.