تحرير_الحديدة!

للكاتب فتحي بن لزرق

الناس فرحت بإقتراب تحرير محافظة الحديدة وانا اليمني الوحيد الذي تختلجه مشاعر متضاربة مابين الفرح والحزن.
جالس أفكر افرح ولا احزن لتحرير الحديدة؟.
صوت الفرح هو انه بتحرير الحديدة سيلفظ الانقلاب الحوثي أنفاسه الأخيرة وسيتنفس الشعب اليمني الصعداء بانعتاقه من أسوأ جماعة عرفها التاريخ.
لكنني في الوقت نفسه حزين لحال مدينة عدن وأخر ماتبقى فيها من عرق حياة ينبض سيموت نهائيا بتحرير الحديدة .
بتحرير “الحديدة” وتشغيل مينائها سيفر مئات رجال الأعمال اليمنيين جنوبيين وشماليين من عدن إلى الحديدة وهم يلعنون اليوم الذي اضطرتهم الظروف للإستثمار عبر عدن ومينائها.
والسبب الممارسات القروية التي مورست ضد التجار خلال عامين من اليوم بدأ من المضايقات التي لاقها رجال الأعمال وصولا إلى نقاط الجباية التي تمتد من أول بوابة بميناء عدن إلى أخر نقطة بالضالع .
عقب 2011 وحتى وإعادة تشغيل ميناء عدن عقب الحرب الأخيرة فر مايقارب من 75 %من المستوردين من عدن إلى ميناء الحديدة والسبب بعض الاحتجاجات التي كانت تحدث هنا وهناك في عدن والطريق الواصلة إلى صنعاء وبعض المضايقات البسيطة جدا.
واليوم وفي ظل واقع القرية والابتزاز والفوضى الذي تعيشه “عدن” اجزم انه لن يبقى مستورد واحد حال تحرير الحديدة وإعادة تشغيل مينائها مجددا.
حدثني الكثير من المستوردين قبل أشهر وقالوا ان أمنيتهم الكبير هي ان تحرر الحديدة ويعاود مينائها التشغيل.
قالوا :” نقسم يافتحي لن ترون لنا وجها هنا -أي في عدن-
مالايعمله كثيرون ان إغلاق ميناء الحديدة أتاح لعدن فرصة استثمارية وتجارية واقتصادية لاتتكرر أبدا ولكنهم وبدلا من ان يقيموا دولة ويشجعوا التجار ذهبوا إلى ممارسة القروية والفوضى والنهب والسلب لكل رؤوس الأموال .
كل تاجر شمالي بعدن يدفع لعشرين قائد امني حق الحماية مالم فانهم سيغلقون مستودعاته وسيمنعون بضاعته وسيتحتجزون عماله.
بات رجل الأعمال يخاف على نفسه ان يصل عدن لأنهم سيحتجزونه وسيقولون عنه دحباشي عفاشي إصلاحي حوثي وعميل وفي الختام سيقولون له ادفع ، ادفع لنا نحن الثوار.
تبحث رؤوس الأموال عن الاستقرار والأمان وعدم الاضطهاد وحضور الدولة وكل هذه الأشياء لاحضور لها في عدن مابعد 2015.
بتحرير الحديدة سيتم إعادة تشغيل مطارها مجددا ومعه سيحول الآلاف من المسافرين وجهتهم من عدن إلى الحديدة وسينتهي مسلسل الابتذال والامتهان لكرامة الناس في نقاط الحزام الأمني وستطوى اكبر واقعة اهانة للبشرية وكرامتها ومرضاها ومعذبوها.
سيتوجه الآلاف من الإخوة الشماليين صوب الحديدة وربما يغادر الآلاف من الجنوبيين أيضا إلى هناك أيضا وستغلق عشرات الفنادق بعدن أبوابها .
سيوجه تحرير الحديدة ضربة قاصمة لميناء “عدن” ومطارها وسيشكل أول نافذة حقيقية ستمارس الحكومة الشرعية سلطتها ونفوذها عبرها من محافظة الحديدة .
والمؤلم ان “عدن” وناسها سيتركون وحيدين وجها لوجه أمام “الدولة القروية” البليدة في عدن ، دولة الميلشيات والمسلحين والفوضى ، سيتخلص الشماليون من كل هذا القرف وسنبقى وحيدين نعاني، ونلوك الشعارات ونغرق في دولة القرية الفوضوية .
وستطحن “عدن” وأهلها بلارحمة ولن ينقذها احد .
بتحرير “الحديدة” لن يكون هناك دحابشة يتم إيقافهم على الطرقات ولن تكون هناك رؤوس أموال يتم ابتزازها لن يتبقى إلا ميناء ومطار سيتم بيعهما خردة .
لا ادري هل افرح لتحرير “الحديدة” لكن الأكيد إنني سأفرح لتحريرها وفرحي مصدره فرحة مئات الآلاف من الناس الذين سيجدون منفذا إنسانيا حقيقيا يقيهم شر دولة القرية وفوضويتها ولصوصها وشعاراتها وهمجيتها.
سأفرح للآلاف من الناس الذين سيتوجهون إلى مطار الحديدة ولن يتم إيقافهم بنقاط التفتيش لكي يصعد “قروي ما” لكي يدقق في جينات دكتور في الجامعة ويتفحص مخارج الحروف من لسانه.
جأت لهم ظروف الحرب وجهود الرئيس هادي بالدولة إلى ايديهم واتيحت لهم الفرص أكثر من غيرهم وقدمت دولة الإمارات الكثير من الدعم لتأسيس الدولة في مجالها الأمني لكن بعد 3 سنوات يقف الناس أمام خرابة كبيرة اسمها “عدن” داسوا على كل شيء فيها .
ليسوا آهلين لدولة وليس لهم بها من صلة ، لديكم خرابة كبيرة اسمها عدن اجلسوا على تلها واهتفوا ” ثورة ثورة ياجنوب”.
ولعدن نقول ..
صبرا وبالله المستعان

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.