الكاتب / عبد الرزاق الباشا

اليمن بين جمعتين .

اليمن على طاولة المفاوضات الدولية،.. وحراك إخواني في تعز لا يقبل بالجميع ،.وترحيب المجلس الانتقال بعودة بن دغر إلى عدن ومعارك ساخنة على أطراف صعدة،. وإستعداد لمعركة الساحل الغربي

مرحباً بكم مجدداً أعزاءنا القراء في جريدة السلام المتخصصة في شؤن القرن الأفريقي واليمن،..كما عودوناكم كل أسبوع أن نطرحكم في آخر المستجدات والأحداث والمتغيرات الأخيرة على الساحة اليمنية سياسياً في قراءة تحليلة ورصد ومتابعة عن كثب من اليمن غير السعيد..

أكثر من الف يوم ومازال اليمنيون تُنزف دمائهم، وتُهدم منازلهم على رؤوسهم، وتنهان كرامتهم،ويتفكك نسيجهم المجتمعي يوماً بعد آخر،
ويدفعون أثماناً باهضة وهم يدافعون عن سمعتهم،ويحاولون إزاحةلعنة الحرب،التي أحلت بهم وقادها مرتزقة الحرب ومرتهني الخارج..

** وكالعادة قمم عربيةٌ لاتُسمن ولاتغني من جوع،والإجتماعات كعدمها.
ففي الأحد 15 أبريل 2018 – أجتمع العرب في “الظهران”بالمملكةالعربية السعودية في قمتهم العربية العادية الـ29 ،..التي أطلقوا عليها (قمة القدس) أكدوا فيها على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء،وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين ..
وخرجوا ببيان يتكون من حزمة تأكيدات،.الذي شمل (29) إعلاناً أغلبها صبت في قضية القدس المحتلة، وأخذت اليمن نصيبها من الاعلان (9) ،(10) أكدوا فيهما.. دعمهم ومساندتهم للمملكة العربية السعودية ومطالبة المجتمع الدولي بضرورة تشديد العقوبات على إيران،.ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية ومن تزويد ميليشيات الحوثي بالصواريخ الباليستية،.التي يتم توجيهها من اليمن للمدن السعودية، والإمتثال للقرار الأممي رقم (2216) الذي يمنع توريد الأسلحة للحوثيين..
والمساندة لجهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216 عام 2015م، والترحيب بقرار دول التحالف العربي،.بفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة على البحر الاحمر لاستقبال المواد الإغاثية والانسانية.حسب بيان القمة..
**ومن طاولة القمة العربية في (الظهران) بالسعودية,.إلى طاولة مجلس الأمن الدولي،. والفارق الزمني يومان فقط لاغير 2018/4/17،.والإحاطة الأولى للمندوب الأممي الثالث إلى اليمن السيد (مارتن غريفيث ) أمام مجلس الأمن الدولي،.والتي كان أهم مافيها (التركيز على وقف الحرب في اليمن والتخلي عن الشروط المسبقة)،.وأنه عازم أن يعرض على مجلس الأمن إطار عمل،.لإجراء مفاوضات خلال شهرين من أجل إنهاء الصراع. وحذر من وجود تقارير غير مؤكدة عن “زيادة تحركات قوات باليمن” إحتمال إجراء عمليات عسكرية مكثفة حول ميناء الحديدة ربما يكون وشيكاً…

**ومن على طاولة مجلس الأمن الدولي،.وفي نفس اللحظة وإنتقال الكلمة إلى مندوبة بريطانيا السيدة ( لوكا)التي قالت إن الصواريخ الحوثية على السعودية تعطي الصراع بعداً عسكرياً آخر، مشددة أن إيران لم تلتزم بمنع توريد السلاح إلى اليمن،..وأكدت أن أعداداً كبيرةً من اطفال اليمن تعاني،.. في مناطق سيطرة الحوثيين…

في السياق ذاته،قالت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن السيدة( نيكي هيلي)، إن الفوضى في اليمن يشكل ملاذاً آمناً للتطرف،.وإن الحرب في اليمن تمر بمنعطف حاسم مع تولي جريفيث منصبه كمبعوث أممي،..وأضافت أن إيران تدعم الحوثيين في إستهداف السعودية وأن المجلس لم يخضع إيران والحوثيين للمساءلة،. وأكدت في كلمتها أنه يجب أن لا نخشى من إدانة الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين.. حسب كلمتها في الجلسة الخاصة باليمن في مجلس الدولي ..يوم الثلاثاء المنصرم.

.

** من جانبه رد الاستاذ/ محمد علي الحوثي – رئيس اللجنة الثورية العليا لانصار الله على تلك الجلسة من صنعاء التي تحت سلطة الأمر الواقع،.. بأن بدايةالمبعوث الدولي لليمن خلال إدلائه باحاطته امام مجلس الأمن ايجابية مع تحفظناعلى نقاط منها مدة الإطار التفاوضي فهو فرصةلاستمرار الآثار المدمرة على الشعب اليمني بالحصار وقطع الرواتب وإرتكاب العدوان مجازره يوميا،عدم تطرقه لدول العدوان الذين شنواالحرب ولازالو يصعدونهاوماحمله من تهديد) حسب تغريدته في تويتر لحسابه الرسمي..

****

ومن صنعاء عاصمة اليمن،. إلى عدن العاصمة المؤقتة لحكومة الشرعية،. التي شهدت هذا الأسبوع عودةً حميدةً لرئيس الوزراء الدكتور / أحمد عبيد بن دغر -والتي غادرها بعد أحداث يناير 2018 – دارت بين قوات الشرعية،.وقوات الحزام الأمني،.سقط خلالها العديد من المعسكرات التابعة للشرعية في أيدي الأخير التابع للمجلس الإنتقالي…

*كان في إستقبال (بن دغر )تغريدات نائب رئيس المجلس الانتقالي / (هاني بن بريك) – التي تناقلتها معظم وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية ( أختلفنا مع حكومة الشرعية وتقاتلنا معاها قتال الضرورة مكرهاً أخاك لا بطل واليوم فتحنا صفحة جديدة معاها وبأسم المجلس الانتقالي وشعبنا الجنوبي نرحب بمعالي رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر في عاصمة اليمن عدن نقول لرئيس الوزراء كن قريباً من شعبك وتذكر أن كل راع مسؤل عن رعيته ..
وفي تغريده آخر قال (بن بريك) – من يظن أن أحداث عدن الأخيرة كانت لطرد بن دغر فليصحح فهمه، ماجرى من المقاومة الجنوبية كان دفاعا عن الشعب الأعزل الذي وجه له السلاح بأمر الميسري. ولم يكن الهدف إخراج بن دغر من عدن أبدا وقد بقي الميسري المتسبب ولم يخرج ! نعم مطالبة الشعب تغيير الحكومة وهذا مطلب يتحمله رئيس الجمهورية .. حسب قوله ،.

**ومن عدن إلى تعز الجريحة التي تشهد معارك طاحنة في كل إتجاه ومؤخراً مظاهرات تنديدية بعدم قبول (العميد طارق عفاش) كمقاوم ينظم إلى كوكبة المقاومين للحوثي،..
وفي أول رد رسمي على المظاهرة ، حذر (أمين أحمد محمود )محافظ محافظة تعز في بيان له حينه ، مما وصفه بالأصوات المأجورة التي تحاول الاصطياد في المياة العكرة من خلال الإساءة إلى التحالف العربي لدعم الشرعية،،…وكشف المحافظ في البيان،..عن وجود ما وصفه بالطابور الخامس الذي يعمل ضد مصالح أبناء تعز ويسعى لإشعال الحرائق والفتن، لافتا إلى “أن تحرير تعز واليمن بأكمله لن يكون بالإساءة وتوجيه الاتهامات الزائفة لحلفائنا الذين هبوا لنصرتنا ولم يبخلوا بأموالهم ودمائهم في سبيل ذلك”…

** ومن الحراك السياسي إلى المعارك الضارية في الميدان ،.نبدئها من صعدة التي أخذت هذة الفترة نصيب الأسد من الضربات الجوية والقصف المدفعي على مدار الساعة في الاسبوع المنصرم من قبل قوات التحالف ،..
وسقوط مناطق عسكرية مهمة من صعدة بيد الجيش الوطني،. كمعسكر (الكمب) الحدودي على أطراف صعدة،.. وشد الخناق أكثر على المركز الرئيسي للحوثيين في تلك المحافظة…
كان الرد من قبل انصار الله الحوثيين ،..بإطلاق العديد من الصواريخ الباليستية إلى داخل العمق السعودي،.. واستهدافهم مطارات ومناطق إستراتيجية مهمة،..وقد وصل عدد تلك الصواريخ( 119) صاروخاً باليستياً،..حسب ما أعلنه مؤخراً في المؤتمر الصحفي (المالكي) الناطق الرسمي لقوات التحالف متوعداً ومهدداً بردٍ (موجعاً ومؤلماً) على الحوثيين في الأيام القادمة..،،
*********
تلك هي أحداث اليمن ومتغيراته في اسبوع مضى،. ويرى المراقبون من وراء تلك الأحداث توقعات وسيناريوهات مختلفة،. كل على حسب إدراكه للحدث وما ورائه.،،
* هناك من يرى أن اليمن ستدخل في المرحلة القادمة،..معاركاً طاحنةً لتحرير صعدة والساحل الغربي لامحالة،..مستنداً بذلك إلى إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن (مارتن غريفيث)،..بأنه عازم أن يعرض على إجراء مفاوضات خلال شهرين من أجل إنهاء الصراع ،.. وهذة بمثابة رسالة وفرصة أخيرة لقوات التحالف بقيادة السعودية إلى حسم المعركة،.. التي ستكون بلاشك مؤلمة لكل الأطراف يدفع ثمنها،. المواطن الذي يقبع على خط التماس ،..

* وهنا من يري بعد عودة بن دغر- إلى عدن والترحيب به من قبل المجلس الإنتقالي،.أن الفترة التي قضاها رئيس الوزراء-خارج عدن شهدت مصالحةً وطنيةً بين الحكومة الشرعية والحراك الجنوبي ممثلاً بالمجلس الإنتقالي،.الذي سيكون له دوراً فعالاً وسياسياً وممثلاً للقضية الجنوبية في المرحلة القادمة …

* والبعض يرى أن السيناريوه القادم،..سيشهد مناكفات سياسية بين حزبي المؤتمر الشعبي العام- وحزب التجمع اليمني للاصلاح ( الاخوان المسلمين ) أشعلتها وسأئل إعلام قطر- الداعمة للإخوان المسلمين ممثلة بقناة الجزيرة والمواقع الإخبارية وناشطيها على صفحات التواصل الإجتماعي،.والتي تقود هذة الحملة (توكل كرمان) من تركيا،.للتحريض على خروج مظاهرات في تعز التي مازال معظمها إلى هذة اللحظة تحت سلطة الأمر الواقع (الحوثي )،..وقد نجحت تلك الدسائس بتحريك ورقة الشارع في تعز،..وكان الهدف من تلك المظاهرة،. تشويه دعم التحالف العربي للشرعية،و(طارق عفاش) الذي أندرج تحت مظلة التحالف لمحاربة الحوثي،.وخوفاً من العميد (طارق عفاش) أن يتصدر المشهد،. ويأخذ الإنتصارات التي لم يراها التحالف منذ أربع سنوات ولن يراها.. لكن إذا ظلت تلك المناكفات قائمة التي وصفها مؤخراً محافظ تعز بالطابور الخامس،..

والذي سيجني من ورائها ( المناكفات ) حزب الاصلاح المرفوض محلياً وأقليمياً ودولياً،..سيجني الخسران المبين،.. لعدم التعقل وإنجرارهم وراء الأوهام والتغريد خارج سرب التحالف الداعم للشرعية ومن ورائه المجتمع الدولي.

***

وهكذا تتوالى على المتابعين عن كثب،..العديد من المتغيرات بين الفينة والآخرى ،..أما المواطن المغلوب على أمره ،فقد كرس جل حياته لسد رمق العيش دون الإلتفات إلى ما حوله، وماذا يدور في جبهات القتال، التي وقودها أبناء القبائل،. الذين لو فكروا قليلاً في سحب أبنائهم من تلك المعارك من كلا الطرفين،.. لشهدت اليمن إيقاف الحرب فوراً دون الرجوع إلى وسطاء من الخارج ،.

وحتى الملتقى في الاسبوع القادم ،..حفظ الله اليمن من كل مكروه ومرتزق وعميل ..

الكاتب والاعلامي

عبدالرزاق الباشا

اليمن – صنعاء

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.