إنك حي وإنهم ميتون يا سي ” جبهة”

إذا كان هناك من يعتقدون أن المناضل الكبير محمد أحمد المعروف ب الجبهة قد ( مات ).نقول لهم إنه لم يمت بعد،وإنما ولد من جديد،وفي السابق كان الجبهة عفريا ينتمي الي العفر فقط.وأما اليوم  لم يعد عفريا فقط،وإنما أصبح الرجل أمميا ينتمي لكل الشرفاء والأحرار،حاله كحال المناضلين الكبار الذين ماتوا دفاعا عن الحق .إذن خلق الرجل من جديد ودخل التاريخ من الباب الذي دخل منه شي غيفارا،شئنا ذلك أم أبينا.وكل الناس تتساءل وتقول : من هو محمد؟ولماذا سجن؟ولماذا قبض عليه؟هل كان لصا؟وهل كان من قطاع الطرق؟وهل كان ينتمي لعصابة إجرامية تخريبية هدفها القتل؟وكل الناس تعرف ماضيه،كان الرجل ثائرا يعشق الدفاع عن المضطهدين رغم الحملات والدعايات التي كان وراءها أعداء الحرية.قام خصومه في تشويه سمعته في كل مكان،وكانو يؤلبون الناس ضده،لكن الرجل لم يكترث بأقوالهم وأفعالهم،بل بقي صامدا رغم مرضه وتعبه من قسوة الحياة في السجن.. تحداهم لحد الموت.وبعد الموت إنتشر خبر الوفاة كالنار في الهشيم،وصلت قضيته الي أبعد نقطة لا يتخيله العقل.وكان الرجل يعتبر السجن ” هدية” أو ”فضيلة” وكان يقاوم لأجل الحق والعدالة،وكان يقاوم الظلم والإستبداد،ومن هنا دخل التاريخ،وكل من يخرج عن الدنيا بهذه القسوة،يخرج منها مشرفا،ويبقي متربعا في قلوب ملايين الناس،سواء عرفوه أو لم يعرفوه.وربما بموته أيقظناالرجل من رقدة أهل الكهف.كل الناس تعرف من هو ,Martin Luther King لكن الذين يعرفون Rosa Louise Parks قليلون.إشتهرت روزا عندما قالت ( لا ) للتمييز العنصري في أمريكا،إشتهرت هذه السيدة عندما رفضت التخلي عن مقعدها في باص عمومي لشخص أبيض،وكان ذلك أهم حدث في تاريخ الأمريكان الأفارقة.وبعد أن قبضت السلطات الأمريكية علي المناضلة روزا ظهر ثائر آخر للدفاع عن قضيتها،وخرج في مقدمة الحشود للدفاع عن حقوق ذوي البشرة السوداء في أمريكا.وكانت تلك الحوادث كانت سببا وراء الإصلاحات التي أجرتها الحكومة في أمريكا التي كانت تنتهج نظاما عنصريا يفرق بين السود والبيض.وكانت روزا سببا في ظهور مارتن كثائر يتحدي بخطبه القانون الجائر..قالت باركس:-*-كنت محظوظة لأن الله منحني القوة التي إحتجت اليها في الوقت الدقيق الحرج عندما أصبحت الظروف ناضجة للتغيير أشكر الرب في كل يوم لأنه أعطاني القوة لعدم التحرك من مقعدي” ومن منا لا يفتخر بمثل هذه القامات العظيمة،الذي قاومت الظلم،لإسعاد غيرها؟ولو لم تقف روزا في وجه القانون الأمريكي الذي كرس التمييز العنصري لما تغير وضع السود هناك،وكل التغييرات لها ثمنها،يسقط ثائر،ويأتي غيره..ومن منا يريد أن تنتهك أعراضه؟ومن منا يريد أن يتعرض شعبه للظلم والسجن والنفي والإهانات والتمييز العنصري؟وشجاعة محمد الذي قضي في السجن سنوات تعيدنا الي الوراء لنتذكر مزاياه كثائر ومناضل   ومهما كانت الآراء المعادية لشخصه وقضيته..وفي النهاية لن يذكر التاريخ الا الضحية،وأما القاتل سيلعن الي يوم الدين..إنك حي وإنهم ميتون يا سي جبهة.

علي إبراهيم

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.