جريدة السلام أخبار القرن الإفريقي
اعلام ترفرف في كل مكان ونجمة حمراء تزين البيوت والمباني ويكتسح اللون الأخضر ويغطي علي كل الألوان واتحدت أذواق الناس وجنود يقفون علي طول الطريق يبدو ان في المدينة شي غريب . وفي حيرة اسال عجوز بجانبي في الحافلة ماذا هناك ؟ يجيب العجوز بشي من الفخر انه عيد الاستقلال ويضيف يا ولدي انها الذكرى الأربعين للاستقلال . ويسألني العجوز من أين أنت ؟ اتحاشى الإجابة على سواله فقد حصلت على ما أريد ولا داعي للاستمرار بالحديث معه فلا يروق لي الكلام في الحافلة فالضجيج والزاحم يقف حاجزا لسرد الأفكار. تمر الحافلة ببطء والضجر يسيطر على كياني فجأة يقوم السائق بتشغيل اغنية عفرية تقول (عسى بد مانو لى بان ديراتي Qasa bad wanoh le bandiiratow ) شعرت بالحماسة حين سماع الأغنية فقلد وجدت فيها رابط يربطني بالمكان وشعرت بنشوة عيد الاستقلال . جميل ان يفرح الجميع بالاستقلال ومن حق الشعوب أن نتعم بالسعادة بعد ويلات الاستعمار اعرف وطن كانت استقلاله استمرار لمعاتنه علي عكس هذا البلد الذي يحتفل بالاستقلال وهم ينعمون بالأمان ويعيشون في ربوع وطنهم وياكلون من خيراته هنا يكون الاحتفال واجبا مقدسا ليس لأهل هذا البلد فقط بل حتي اؤلئك القادمين إليه والهاربين إليه من جحيم أوطانهم والان الجميع يحتفلون. عاشت الأوطان في سلام وأدام الله الأمان لهذا البلد . تتوقف الحافلة وينزل الجميع وهنأ تذكرت ارتريا ذلك الوطن الذي لم نعيش فيه بل نعيش احزانه ونتحسر ونتمنى لو أننا نحتفل فيه ونعيش عيده في أرضه هناك غصة في القلب تمنعني من الحديث وصرنا نتذكر أحزاننا في أفراح الآخرين ونهرب من حزننا لنعيش فرحة الآخرين اي قدر لعين أصابنا كان جل أحلامنا أن نعيش في وطننا علي غرار الآخرين نجوع يوما ونشبع أخر لا مشكلة ونتالم ونفرح يوما في السنه علي الاقل في ذكرى الاستقلال لتكون تضحيات الآباء مصدر فخر وعزة لكن لا شيء من ذلك في وطني . وكل عام والاوطان بخير عدا وطني.
