إنتهاكات حقوق الإنسان في جيبوتي

أحببتك أيها القاضي والناقد،ولكنكما عندما رأيتماني مصلوبا،قلتما : ما الطف نزف دمائه من عروقه،وما أجمل الخطوط التي ترسمها في مسيلها علي جلده الناصع. جبران خليل جبران

 

أعربت المنظمات الحقوقية عن قلقها علي حياة الأستاذ عمر علي عوادو الذي يعتبر رئيس رابطة حقوق الإنسان الجيبوتية والذي إعتقلته رجال المخابرات قبل أسبوعين،و انتهاكات حقوق في جيبوتي تسير نحو الأسوأ،فعندما يعلو صوت النشطاء السياسيين في جيبوتي لدرجة ان يصل الي مسامع منظمات حقوق الإنسان الغربية يبدأ النظام في خفض صوته قليلا،واذا ما تناست قليلا هذه الأصوات المقهورة،يرفع النظام حينها العصي ويعلو صوته ليمارس التعذيب ضد كل إنسان يريد أن يتناول قضية حقوق الإنسان في جيبوتي.والأستاذ عمر علي عوادو كان يعتبر من رواد حزب التجمع الديمقراطي للعفر والذي كان يترأسه السيد علي عارف برهان،وفي عام 1979 قبض عليه في منطقة رندا الجبلية وكان معه الأستاذ علي داحيلو والأستاذ بوهه يوسف،وبعدها قاد عمر الحركات النقابية في جيبوتي وانفق عمره في النضال لتمكين بلده في مجال حقوق الإنسان ولنفس الأسباب حكمت عليه المحكمة في السبعينات وقضي في السجن سنتين.ويشهد الناس للأستاذ عمر بالإعتدال والحفاظ علي الأواصر القديمة التي تعارف عليها الجيبوتيون،وتلك الأواصر ضعفت وبعضها قطع في عهد نظام غيلي الإستبدادي،تحت وطأة الخلافات العفرية العفرية،فإن عمر ظل متمسكا بالدفاع عن حقوق الإنسان،كما ظل متمسكا بالصداقات والعلائق والصلات التي  جمعته بأناس لا يشاركونه الرأي،ومنهم من يعتبره خصما سياسيا،هذا وقد أخذ عمر يصرح في الآونة الآخيرة بآراء لا تتفق مع توجهات الحكم في جيبوتي،وقد يتهمه النظام الي لم الشمل الممزق وتضميد الجراحات التي الحقها نظام جيبوتي بمعارضيه من العفر،وتقريب المسافات بين الآراء المتضاربة،في محاولة جريئة لإيجاد إجماع واسع،يمكن ان يصبح منطلقا للوطن للخروج من أزمته السياسية،وهناك رجال إعتادو علي الدفاع عن حقوق الإنسان،وهناك أناس إعتادوا علي ظلم الإنسان،إنه المرض القديم في جسم الحضارة،إنها النفوس المريضة التي لا تستطيع جميع الشرائع أن تهذبها وتغرس فيها زهرة وخضرة،ونقول شكرا للأستاذ عمر علي عوادو،وصوته يعلوا علي كل الأصوات رغم التعتيم والطعنات،ورغم الصمت العفري في الداخل.وهل تخلي إخواننا العفر عن عمر علي عوادو الذي سخر نفسه دفاعا عن أمته،يا تري أين هي أمته اليوم؟وأين هي كي تدافع عن حقه،كما كان يدافع هو عن حقهم؟كيف يمكن لنا أن نترك عمر علي عوادو في السجن دون أن نسأل عن وضعه وحاله كإنسان ينتمي الي هذا الوطن؟

 

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” وسام طوفان الأقصى “

شرفٌ وفضلٌ وكرمٌ من أهله يغمرني فأعتز به وأفخر ، من فلسطين الحبيبة ، ومن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.