على انغمام الامواج….. خواطر عائشة روفة

أعتقد بأن الانسان إذا وجد ضالته سيرتاح من أمور كثيرة تراوده؛ لا أدري لما يصعب البشر كل شئ علي أنفسهم مع أن المعطيات تسهل لهم سبل اختيار طرق التي ستقودهم و توجههم إلي ضالتهم فقط كل ما عليهم أن يصبروا… ولما أتعجب ذاتي في نفس المضلعة والدوامة التي اذاقتني الويلات ومنها صعب علي اخراج حالي منها ؛ بمعني أنا أنصح الناس وانسى نفسي …… ويالي من ناصح…
.علي كل حال بعيدا عن الفلسفة التي لا طائل من  ورائها .. في أحد الأيام واعدت صديقتي بأن نلتقي بعد المغرب و ذلك في تمام الساعة السادسة ،بما إني أحب البحر؛اقترحت عليها بإني سأقابلها هناك بعد ذلك سنتمشي طول الطريق من الشاطئ إلي السوق و من ثم نتعشي في أحد المطاعم المتواضعة التي ستشبع جوعنا فهي ترضي بأقل شئ حبيبتي الغالية وهذا كان اتفاقنا. كما ذكرت بأن موعدنا هو الساعة السادسة؛ فخرجت باكرا حتي يتسني لي الوقت للانفراد بالبحر لاحكي له همي و شكواي كعادتي فهو سلواي في غربتي؛ والعجيب سبحان الله االبلد هو بلدي و لكني أشعر كطائر حائر بعيد عن عشه. فمشيت لحالي بين الطرقات لا ألقي بالآ بما يدور حولي فقط أستمع الي موسيقاي و أنظر الي جوالي لأري ما الجديد في عالم الفيس بوك الذي سرق من عقولنا الكثير. أخيرا وصلت الي المكان الذي أريده فجلست علي كرسي من الحجر و واجهت البحر . إبانها البحر كان عالي قليلا عن المعتاد والجو منعش ؛ياالله علي المنظر روعة ولا أي كلمة يمكن ان تصف روعته . كنت قد غبت عن هذا الجمال الرباني مدة طويلة ، كيف ع الانسان بأن يحرم نفسه من هذا الجمال الله أكبر..فكان لقائي بالبحر حافل بالسعادة و حكيت و حكيت و حكيت الي أن نزلت دمعة من عيني وهو كأنه أجابني فإذا بي أري موج البحر يضرب الصخر فتبسمت. وانا علي هذه الحالة أجد بجانبي فتاة جميلة غاية في الجمال رقيقة الملامح وملابسها راقية . المهم أقترب منها رجل في الثلاثينات من عمره وجلس بجانبها و بدء الحوار كالأتي و الحوار عكر علي صفوي بالي. فقال الشاب للفتاة : أنتعارف؟ فقالت له: لما ؟ فقال: لهذا؟ فردت عليه بإستهزاء: لما أضيع وقتي في هذا المسمي بالتعارف ؟ فأستعجب الشاب وقال: لما لا فهو أمر عادي ؟ فلم تتمالك حالها وردت عليه بعنفوانية: إسمع ماعندي وقت لمثل هذه الأمور ؟ الأمر الذي إندهشت منه أكثر السؤال الذي ألقاه عليها : أنت لست بنت هذا البلد…. فردت عليه بتحفز : عجيب أمرك أنا بنت هذا البلد أبا عن جد.. فإسترغب أكثر و قال: عجيب إذا كنت بنت هذا البلد لن ترفضي التعارف و الخروج مع الشباب.. فضحكت وقالت: اذا ياسيدي لقد قابلت واحدة نادرة غريبة وتمشي عكس تيار هذا العالم المسمي ببلدك… و الفتاة وضعت سماعة التليفون لتستمع للموسيقي وتجاهلته تماما…فتركها الشاب لحالها بعد أن رأي بأن لا جدوي من الحديث معها. لكن عجيب في الأمر أن بعض الناس يسيئون لسمعة بنات بلدهم بهذه الدرجة؛ أنا كنت أحسب بأن الموضوع فقط كلام يرددونه الشباب لكن يبدو هذا في إعتقاد أغلب الرجال. بنات بلدي مثل كل بنات في هذا العالم يوجد فيهن الصالح و يوجد فيهن الطالح ؛ ألا يخافون الله ليحملوا ذنب فئة قليلة سيئة جموع من إناث طاهرات أصحاب السمعة الطيبة عيب عليهم والله و حسبي ربي من هذه النوعية… ((أي المسلمين أفضل؟ قال عليه الصلاة والسلام: من سلم المسلمون من لسانه ويده).. فأعدت نظري للبحر وانا ثائر مما صار أمامي؛ وصديقي كأنه فهمني رد علي بضربات بسيطة من الموج ع الصخور و لمست قطراتها وجهي فهدئت …. وانا ع هذه الحالة أتت ملهمتي نصفي الثاني صديقتي و حبيبتي؛ فعندما رأيتها قلبي انقبض وشعرت بذنب لاني تنبهت لشئ وهو ان ذلك الموقف نوعا ما أنا فيه ليس بأني اسئ الظن بالفتيات لكن بسبب رجال امثالي يساء الظن بفتيات بلدي…. فأنا أخرج معها و بدون علم أهلها ورب العالمين يدري ماذا يقال عنها فقط لانها تخرج معي اذا لم يراها أحد اليوم معي فيوما ما سيرونها وتوضع أميرتي ف موقف صعب وهذا ما لا أرضاه لأختي فكيف أرضاه لها فهي إنسانة بريئة ومحترمة جدااا… فلاحظت الحيرة ف عيوني و سألتني والقلق ع ملامحها: ما بك ياا ابراهيم ، هذه أول مرة أراك فيها ع هذه الحالة؟ فمسكت يدها و سالتها : هل تحبيني ياليلي ؟ فردت علي و ضحكت : ما بالك يارجل أنت تدري بأنك اخذت من رزانتي ولم تترك لي مجال أتنفس به بدون أن أذكر إسمك فيه ؛ فأنت ياابراهيم أصبحت أكسجين الحياة لقلب حبيبتك ليلي . خجلت من ردها فأنا أدري كم هي صريحة ولا تخبئ مشاعرها؛ احتمال هذا ما شدني إليها أول مرة تعرفت عليها ، واخرجتني من حيرتي فسألتني سؤال هزني قليلا :ابراهيم ، ماهو نوع الحب الذي تكنه لي؟ فإندهشت و قلت لها : الحب الذي أكنه لك هو الحب الذي لا تجاوز فيه يااليلي ؛ حبي اليك طاهر ، حبي اليك ليس حب عذري كما يوجد ف عالم الفيس بوك و تويتر و انستجرام و الشبكات العنكبوتية. حبي اليك هو حب العفيف الطاهر الذي يبني علي أساس عدم جرحك لا بالقول ولا بالفعل . فأنا أعتبرك ياحبيبتي عرضي مثل قيس وليلى كيف أحب بنت عمه ، كذلك عنترة وعبلة ، هؤلاء لم يسعوا إلى العشق. حبي اليك طاهر اساسه الزواج اريدها ان تنتهي بالزواج و أخذك يا حبيبتي من بيت اهلك وأمام الناس كلها معززة مكرمة.. رافعة رأسك امام من هم ف مثل عمرك عروسة تزف لعريسها الي بيتها عالمها مملكتها… احمرت وجهها خجلا و نزلت دمعة من عيناها وقالت : لم أعتقد يوما انك تفكر بهذه الطريقةة.. فامسكت يدها و ضحكت : انتي أمانة يجب ان احافظ عليها واعذريني الف مرة لاني اجعلك تخرجين معي من خلف اهلك بدون علمهم وهذا سينتهي اليوم ففزعت فلحقت الموقف وقلت : لا فقط لبعض الايام و سأتي الي بيتك واطلب يديك من والدك.. نزل علي خدودها دموع الفرحة و ضحكت في آن واحد..تلامست ايادينا وودت ان احتضنها بين ذراعي لكني لا اريد ان الطخ مابينا من علاقة واشوهها بسبب غريزة شيطانية.. قلت لها : هممم، اني جائع الست جائعة ..فتبسمت … واخذتها الي مطعم صغير داخل السوق و طلب كل منا ماا يريده وركبت معي سيارة الاجرة و انزلتها عند حارتها..
وانا داخل سيارة الاجرة بدأت سلسلة حوارات داهمت عقلي المطحون و تحدثت مع نفسي…سبحان الله موقف بسيط حصل أمامي غير مسار حياتي الي شئ لم أكن واضع خطط له؛ لكني فهمت شئ ؛ كان من الواجب أن استوعبه بنفسي لكن لا يجب أن أحزن من هذا التصرف فذلك شبيه الرجل نبهني لهفوتي وخطائي و عدم تقديري لحبيبتي… فعلا خروجي مع حبيبتي لم يكن لغرض سئ و كل مافي الامر اني احببتها وهي لانها احبتني خرجت معي… مع ان تصرفنا لم يتعدي مسك اليد فقط لكن كيف لي ان انصح الاخريين او اؤنب احدهم وانا تصرفي خاطئ… الحمدالله صار أمامي هذا الموقف… من جراءها فهمت أشياء و جعلني أحترم المرأة أكثر…ما لا أرضاه لأختي يجب الا أرضاه لحبيبتي فأنا نسيت او تناسيت بأن الدنيا دوارا… كما تدين تدان.. إذا جرحت أحد ماا او أسئت الي أحدهم فرب العالمين يقف بالمرصاد… سأنام وانا قلبي مرتاح وارسلت لها اخر رسالة كمحبين وافهمتها باني لن ارسل لها رسالة او اتصل او اراها قبل ان اعقد عليها وهذا كلها خمس ايام فقط لأني لا أقدر أن أحتمل ألا اري وجه جميلتي وابتسامتها التي تجعلني ارقص ع نغمات ضحكاتها و صوتها التي تجعل انفاسي تنقطع حبا و هياما فيهاا .. فالحلال احلي بكثيررر؛ وأن أطرق بابها و امام اعين الناس و ع النوور؛ افضل من أن أكون مثل السارق اتيها من الشباك …… وقال الله تعالي: واتقوا الله لعلكم تفلحون .
.. خواطر عائشة روفة نور

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.