Baakerre

يقول الفيلسوف الفرنسي Emile Durkheim الذي يعتبر مؤسس علم الإجتماع الفرنسي المعاصر : إن الأهواء البشرية لا تذعن الا لقوة أخلاقية تحترمها.فإذا فقدت كل سلطة من هذا النوع،فإن قاموس القوة هو الذي يسود،وتكون حالة الحرب،الكامنة أو الظاهرة،حالة مزمنة بالضرورة.ومنذ إستقلال جمهورية جيبوتي ظهرت في الساحة الجيبوتية قوة قبلية بلباس جديدة لتحل محل الرجل الأبيض،وكقوة مهيمنة علي الشعب ومتحكمة في مفاتيح السياسة الداخلية والخارجية،لإستخدام نفوذها علي بقية أطياف المجتمع.وأبرز مثال علي ذلك هو سياسة مماسان الذي خطط لها الرئيس السابق حسن غوليد أبتيدون،وبعد رحيله إستمر غيلي علي نهج من سبقه ليضمن لعشيرته البقاء في القمة.ولوحظ في الفترة الآخيرة نوايا النظام  ليخلط اوراق اللعبة بمهارة الساحر الذي يخضع الجمهور بعد أن يسحر العيون والقلوب في آن واحد.والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا:ما هو هدف نظام غيلي الذي يغزو مناطق عفرية في غرب جيبوتي ليزرع فيها عشائر عيسية مهاجرة من إثيوبيا؟ وما هو مدي نجاحه في إقناع سلطنة قوبعد التي يرفض شعبها التنازل عن الأرض؟ولا تزال هذه القضية عالقة ومستعصية علي الحل.وعلي الرغم من معاناة العفر علي يد نظام جيبوتي القبلي طوال 40 عاما وبقاء التوتر بين العفر وعيسي حول الأرض ما زال العفريون في مواقفهم عن النظام الفاسد،وتعتبر القضية العفرية شبه منسية ولم تأخذ حقها من الإهتمام من قبل رئيس الدولة الذي يماطل أصحاب الأرض.ويبقي التحدي إذن أمام العفر هو : كيف يربك مشروع غيلي الذي يهدف الي غزو المزيد من اراضيهم الواقعة في غرب جيبوتي؟ وهي مهمة تبدو مستحيلة أو قريبة من الإستحالة..وإن لم تحل القضية بعقلانية ستنشأ في المنطقة حركة شبابية تقاوم مشروع الإستيطان الذي تقوده إدارة غيلي علي غرار حركة (أرود ) والتي ظهرت في التسيعنات في جيبوتي..وأيا كان الأمر من حيث الصواب والخطأ،فإن الشيئ الموثوق والمتأكد منه هو أن المنطقة علي شفي حفرة من النار،إن لم تتدارك الحكومة لتعالج القضية بالتي هي أحسن،بعيدا عن القوة والإستيطان الزاحف نحو العفر.إن الحقائق لا بد أن تظهر في الإعلام،وأن الشعب لا بد أن يتكاتف دفاعا عن حقه ليعي النظام  خطورة الإستيطان.والشعوب الواعية تستطيع أن تعي الخطورة الحقيقة التي ينطوي عليها إخفاء الحقيقة،وذلك قبل أن يستفحل خطر الإستيطان،وهذه مهمة تقع علي عاتق كل إنسان يحرص علي حرمة الوطن.وكان عنوان مظاهرات Baakerre, هو الإحتجاج علي سياسة غيلي الإستيطانية،وكانت المظاهرات في الحقيقة تعبيرا عن السخط العام بسبب تزايد كنتونات الإستيطان،ورددو شعارات وهتافات معادية لسياسة غيلي العنصرية..ومع تعالي الأصوات الناقدة ضاق صدر النظام،وأعتقلت رئيس رابطة حقوق الإنسان الجيبوتية السيد عمر علي عوادو المعروف بالأوساط الدولية كرجل حقوق الإنسان.إن هذه الأزمات والمشاكل السياسية تشير بجلاء الي أن جيبوتي تواجه غليانا سياسيا وإجتماعيا واسعا في سلطنة قوبعد المعروفة تاريخيا في الدفاع عن الإنسان والأرض،مما يجعل الأسابيع المقبلة في هذا البلد الصغير حبلي بالأحداث وبالتطورات..والي متي سيتعامل غبلي مع المواطنيين كعبيد في قصر هراموس؟ مجرد سؤال..طريق الحقيقة طريق الشجعان،ويعجز عن سلوكه الجبناء،كما يقولون.

 

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.