إصنعوا الحب وليس الحرب.

بين حين وآخر أذهب الي مكتبتي الذي أحتفظ فيها ببعض المقالات والتحقيقات الصحفية،وعددا كبيرا من الرسائل التي أحتفظ بها أكثر من ثلاثون عاما.ومن بين المقالات عثرت علي مقال قيم يلقي الضوء علي مصطلح الديكتاتورية وما تعانيه الشعوب العربية والأفريقية من جراء هذا النظام اللا نظامي.وصاحب المقال غني عن التعريف الا وهو الصحافي المخضرم الأستاذ عرفان نظام الدين الذي كان يكتب في صحيفة الحياة اللندنية.بديهي أن هذا المقال يسلط الضوء دون تحفظ علي الأنظمة  الديكتاتورية وشعوبها التي تعلم أطفالها علي الديكتاتورية من البيت الي المدرسة الي الشارع والمؤسسات ومن القاعدة الي القمة..ويقول الكاتب:وهناك علة ما في صدورنا لا يمكن ان نشفي منها الا عندما نعترف بوجودها أولا”! ويقدم الكاتب في مقاله مجموعة من المعلومات الواقعية المتنوعة في العالم الثالث.والي جانب ذلك تضمن المقال معلومات ذات طابع إجتماعي وسياسي وتربوي!ولا تتناول الصحف العربية هذه الأيام مثل هذه المواضيع في دولنا ومجتمعاتها،بل تضفي عليها صبغة مثالية لتقبض قليلا من الفرنكات!وصاحب المقال مطلع عن كثب علي خفايا الحياة السياسية في العالم العربي والإفريقي،ولذا فهو قادر علي الإلتفات الي نقاط خفية يمكن ان يمر بها الباحثون مرور الكرام..ونصف المثقفين عندنا يصفقون للحروب ويدفعون مجتمعاتهم الي ميادين القتال،وكذلك المعارضين عندنا لم يكونوا من ذوي الشعور الوطني،والعلماء المسؤولين عن الأخلاق والسلوك في الوطن أيضا تخلوا من زمان عن رسالة الدين،وذلك إرضاء لوجه الحاكم الذي بيده السلطة والثروة،وليس بينهم عالم واحد يدع الي السلم والديمقراطية وحقوق الإنسان!حتي حفظة القرآن الكريم يصفقون للأنظمة القمعية!نقول لهم إصنعوا الحب وليس الحرب،إفعلوا الخير،وليس الشر.والحرب التي أشعلت بين العفر وعيسي مثلا في إثيوبيا صنعها البشر!وفيهم المثقفين ورجال الدعوة،وفيهم السياسيين والعسكريين.نقول لهم للمرة الثانية والثالثة والرابعة:إصنعوا الحب وليس الحرب.وفي الختام أختم كلمتي ببعض الأسئلة التي وردت في مقال أستاذنا الكبيرعرفان نظام الدين:”هل نحن حقا نستحق الحرية؟وهل نحن نحترم حريات الآخرين وندافع عن حقهم في إبداء رأيهم بصراحة وهل نقبل الحوار مع أناس يخالفونا الرأي ونوافق علي التعايش معهم؟)ولماذا لا نري سياسيا أو عالما أو داعية في القرن الإفريقي يقول:كفي حرب وقتال؟
*المصدر:جريدة الحياة،العدد-11221

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.