رسالة أحادية من الحوثي للسلام يرد عليها طيران السعودية، بينما حكومة الشرعية منشغلة للإستحواذ على مناصب السيادة.

عبدالرزاق الباشا

تشير بعض التقارير والدراسات،المتابعة للحرب على اليمن منذ مارس 2015 أن عدد الضربات الصاروخية للحوثين على السعودية 250 صاروخاً ،وقصف بطائرات مسيرة ب 150 طائرة تقريباً كان اخرها في (البقيق وخريص )عمق الاقتصادي السعودي ،.وعطل العمل في شركة أرامكو بنسبة 50% حسب الإعلان الرسمي لمسؤلين سعوديين.

الأمر الذي جعل من السعودية،أن تعلن حالة إستنفار عالمي، وتصريحات مباشرة،.على لسان وزير خارجيتها (عادل الجبير) بأن الإستهداف لم يكن من اليمن بل من جهة الشمال ( إشارة واضحة من جهة إيران)،.أيد هذا التصريح وزيرخارجية أمريكا
السيد (مايك بومبيو)،وأتهم ،إيران بالوقوف وراء الهجوم،
مع المسارعة إلى تزويد السعودية بالعديد من الخبراء العسكريين و مازالت أمريكا تدرس عملية الرد لإيران مع حلفاءها.

*قابل ذلك، نفي طهران لتلك المزاعم، من قبل( جبير وبومبيو)
على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أن هذه الإتهامات ووجهات النظر الباطلة وغير اللائقة تأتي في سياق دبلوماسي غير مفهوم ولا معنى له،.
وأكد موسوي أن الحل الوحيد، هو وقف الهجمات من السعودي على اليمن ، ومحاولة إيجاد حلول سياسية.

*أستغل رئيس المجلس السياسي لحركة أنصار الله (الحوثيون) مهدي المشاط يوم 21 سبتمبر الجاري ،المناسبة الخماسية لحركتهم ،..وأرسل للسعودية رسالة سلام ،من خلال إعلانه وقف العمليات الهجومية ،بالطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية والمجنحة،..مع الإنتظار لرد التحية بمثلها أو أحسن منها.

*التي رحب بتلك الرسالة الأحادية من الحوثيين ،المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث،.واعتبرها رسالة قوية حول الإرادة لإنهاء الحرب”.

*لكن كان رد التحية من الرياض لصنعاء أسرع من السلام عبر طائراتها ( الرياض) بعد ساعات فقط لتقصف مناطق في عمران وهمدان خلفت ضحايا يمنيين .

*بينما تعيش حكومة الشرعية المسيرط عليها حزب الإصلاح (جناح تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن) كما يقال ،.تعيش سياسة الإستعداء لدولة الإمارات العربية المتحدة الحليف الأساسي في التحالف، لإعادة الشرعية إلى صنعاء،.وسياسة التيهان والتخبط ،والإستحواذ على المناصب فقط لاغير،.حتى أنها كشفت عن قبحها الحقيقي في التعيينات الأخيرة لتقصي أطراف بعينها،. لتنفرد بحكومة الشرعية،.دون التفاتها إلى الدعوات للمصالحة الداخلية داخل الشرعية مع بقية الأطياف السياسية ،..ورسائل السلام والمصالحة الحوثية المنبعثة من صنعاء التي تم إبعادهم منها.
*******************

**يبدو أن تبعات الهجوم التي تعرضت له منشآتي النفط “بقيق- والخريص”السعودية بداية تحول، لسياسة وخريف جديد للمنطقة بشكل عام،.ومراجعة سعودية للملف اليمني بشكل خاص،.
ولهذا يرى الكثير، أن إستهداف( بقيق وخريص) قد غير قواعد اللبعة،..وأن دعوة (المشاط )لوقف الحرب من طرف واحد جائت من مصدر قوة وليس ضعف كما يقول البعض ،وأن من أعلن الحرب لن يستطع إيقافها،. طالما الطرف الآخر لم يعد أمامه مايخسره من بنوك أهداف ، فقد خسرها طوال الأربع السنوات الماضية ،.وبدأ بفتح ملفات بنك أهداف عدوه بعمليات الردع في عمق الرافعة الإقتصادية السعودية،..
التي ليس أمامها سوى خيارين ( السعودية) أحلاهم أمر من الآخر،إما أن تلبي دعوة (المشاط) للسلام بشروط حوثية،.كي تأمن منشئاتها الحيوية ،ضربات الطائرات المسيرة والصورايخ المجنحة، وينكشف زيف إدعاء حربها لإعادة الشرعية، ومحاربة المد الإيراني في اليمن ،. أو تواصل حربها تعنتها وكبريائها أمام شعبها والمجتمع ، على اليمن باسم إعادة الشرعية،.المسيطر عليها تيار حزب الإصلاح ( الإخوان المسلمين ) المحارب دولياً ومن دولة الإمارات العربية المتحدة ،..
تلك الشرعية التي يعلم الجميع أن من أسقطها من دماج ألى عمران وصنعاء ،..ثم أنقلب السحر على الساحر،..وها هي اليوم تعيش في كنف فنادق الرياض ،.ولاتملك من شرعيتها قطعة أرض يمنية تمارس مهام حكم مشروعيتها،… وتكون السعودية هي الخاسر في كلتا الحالتين .

**وهناك من يرى أن موقف السعودية وأمريكا مرتبكان بعد (بقيق وخريص ) وقد أعطيا الضوء الأخضر لسلطنة عمان،. من خلال تبنيها دعوة حضور إلى مسقط لوفد من حكومة هادي،.
لتفتح باب مصالحة وطنية شاملة لكل القوى السياسية اليمنية، وربما من ظمنها القوى الفعلية على الساحة الميدانية كقوى (المقاومة الوطنية) في الساحل الغربي (والمجلس الانتقالي) في الجنوب المدعومان إماراتياً،..إن أرادت مسقط نجاح مشروع مصالحة وطنية يمنية شامل دون إستثناء أحد ،.وعلى الجميع إقتناص هذة الفرصة. وخاصة مع دعوة المشاط إلى إيقاف إستهداف السعودية والدعوة إلى مصالحة وطنية .
وبهذا تكون السعودية قد خرجت من حربها على اليمن بماء الوجه وكذلك امريكا التي أظهرت للعالم انهاغير قادرة على خوض حرب ضد ايران بالوكالة خوفاً من إستهداف مصالحها في المنطقة ،..وأيضاً قدوم ترامب على انتخابات مطلع العام القادم.

**وهنا نقف عند هذا الرأي ،.لمتابع السجال والإتهامات من واشنطن إلى طهران،.لتصبح السعودية واليمن، كساعي بريد لاغير لدى إمريكا التي أعلنت العديد من ،التصريحات المتناقضة بين السعي إلى حرب إيران ثم التراجع بتصريح آخر،لتكن بمثابة إشعال فتيل الحرب في المنطقة من أجل الإبتزاز للسعودية ودول الخليج والبيع أكثر من السلاح.

وكذا اليمن لدى إيران التي أعتبرت من اليمن ورقة رابحة لتمرير ملفها النووي ومشاريعها التوسعية في المنطقة باسم مناصرة المظلومية .
ليبقى الحل اليمني بيد الشرطيين الدوليين أمريكا وإيران ،.

والله من وراء القصد
الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
الساحل الغربي – اليمن

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.