مشاهدٌ سياسيةٌ جديدةٌ لجنوب اليمن بعد التمرد على الشرعية بموافقة سعودية إماراتية،. وإصرار خامنئي على وحدة اليمن وإستقراره،.بينما الشرعية بلاعنوان .

تحليل / عبدالرزاق الباشا

أدى حالة الركود السياسي في اليمن إلى تمردٍ على الشرعية في عدن،.
حتى أن الجميع هرول ووصف ماحدث في جنوب اليمن (عدن) بقصد أو بدون قصد، بأنه( إنقلاب مكتمل الأركان) دون الإلتفات إلى المصطلحات والمفاهيم السياسية وعدم التفريق بين الإنقلاب والتمرد،.
وللتوضيح أكثر لما حدث ويحدث في عدن،.. علينا أولاً أن نُعرّف معنى الإنقلاب والتمرد!!!
– فالإنقلاب بطبيعة الحال،. هو حالة منظمة يصحبه إعلان دستوري يلغي كل النظام السابق ومؤسساته وأنظمته،.وإعلان دستور وموسسات وأنظمة وقوانيين جديدة،. وغيرها من الإجراءات التي تهدف إلى إستمرار النظام الجديد والحيلولة دون الفوضى.
– ونظراً للأمية السياسية،. فقد أطلق الكثير على ماحدث في عدن ومازال (بالإنقلاب) وفي حقيقة الأمر هو (تمرد) طالما وهذا التمرد مازال يعمل بالنظام والقانون والدستور ومؤسسات الدولة الشرعية المعترف بها دولياً،.. وإعترافه رسمياً بشرعية الرئيس هادي ودعمه للتحالف العربي في الحرب بقيادة السعودية والإمارات لإعادة الشرعية إلى صنعاء وسيظل تمرداً لاغير،.. لعدم إستطاعته أن يكتسب بعداً قانونياً أو إعترافاً دولياً .

– فمجلس الأمن الدولي يعتبره تمرداً على سلطة الشرعية ،. بينما سلطة صنعاء يعتبرها سلطة أمر واقع وليست إنقلاب وربما تمهيداً للإعتراف بها دولياً (سلطة صنعاء) بحكم سيطرتها على العاصمة السياسية للجمهورية اليمنية،…فالإنقلاب يؤدي بالضرورة إلى التمكن والحصول على إعترافٍ دولي.

– ولذكرنا سلطة الأمر الواقع في صنعاء التي أعلن فيها الحوثي عند إسقاطها،..بحجته الثلاث :
* إسقاط الحكومة.
* إسقاط الجرعة.
* تنفيذ مخرجات الحوار.
ثم أعلن الإعلان الدستوري في حينه ،.لكنه تلاشى بعد أن تراجع موقف أنصار الله – ودخل في شراكة سياسية مع المؤتمر الشعبي العام وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من الحليفين ( انصارالله – والمؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح) الذي تم قتله مؤخراً من قبل حليفه ( الحوثي)، مع الإبقاء على مؤسسات الدولة والنظام والقانون السابق ومجلس النواب ،الذي أتخذ منه أنصار الله غطاءً سياسياً في المحافل الدولية،. كمؤسسةٍ شرعيةٍ قائمة داخل الوطن .

– وعلى ذكر ماقلناه سلفاً من تمرد على الشرعية في (عدن) من قبل المجلس الإنتقالي المدعوم إماراتياً وبموافقة سعودية ،.نجد أن السعودية اتخذت موقفاً ،وكأنها تقول مازالنا ندعم الشرعية المتواجدة لدينا في الرياض ،..ودعت المجلس الإنتقالي إلى (حوار جدة) للتفاهم بين الشرعية والإنتقالي بعد خروج الأخير من معسكرات الشرعية والقصر الرئاسي ومؤسسات الدولة،..تحت إشراف اللجنة العسكرية التي أرسلتها الرياض إلى عدن للإشراف على الإنسحاب والتسليم للشرعية،.. حتى تلقت تلك اللجنة الكثير من السخريات عبر تغريدات قائد التمرد (هاني بن بريك) نائب رئيس المجلس الإنتقالي ليوجه صفعة للسعودية، بأن المعسكرات ستظل بيد الجنوبيين لا غير. ‬

الذي جاء مخالفاً للموقف الامريكي ،.على لسان مسؤول بالخارجية الأميركية لقناة الحرة بأن الولايات المتحدة تدعم يمناً موحداً ولن تتغاضى أبداً عما فعله مايسمى بالمجلس الانتقالي بعدن.
ودعى المسؤول الأميركي الأطراف في اليمن “للتوصل إلى إتفاق ينهي ما يعتبر إلهاء عن التهديد الإستراتيجي الذي يشكله الحوثيون المدعومون من إيران ضد السعودية”.

– في المقابل ومن الطرف الآخر لشمال اليمن القابع تحت سلطة الأمر الواقع ( الحوثيون) الحليف الإستراتيجي لايران،.والتي أعترفت به الأخيرة رسمياً ،..بعد تعيين سفيراً لديها في طهران مطلع الاسبوع المنصرم،. ولقاء رئيس وفد الحوثيين للمفاوضات (محمد عبدالسلام) بالقائد الأعلى للثورة الايرانية (علي خامنئي) الذي أكد وقوفه مع اليمن قيادة وشعباً،. ودعم وحدة اليمن ضد محاولات التفتيت معتبراً اليمن دولة واحدة ، وكل قضايا الخلاف يجب أن تحل من خلال حوار يمني يمني بدون تدخل خارجي مشيداً بأصالة اليمن وعراقة تاريخه وحضارته التي لا مثيل لها .
********************
– هكذا هو المشهد السياسي الجديد في اليمن بشكل عام وفي عدن بشكل خاص التي( عدن) ليست كما كانت قبل التمرد للإنتقالي المدعوم إماراتياً وأظهر سلوكاً دوبلماسياً جديداً،. بإماطة اللثام ورفع سقف التحدي أمام الشرعية ،..من خلال بيانه الأول الذي لم يرتق إلى إعلان دستوري بعد سقوط عدن لديه ،..واهم ماجاء في بيانه:
– الدعوة لمصالحه جنوبيه عامه تستوعب الجميع.
– إدارة مؤسسات الدولة في الاراضي الجنوبيه.
– نقل المعسكرات إلى خارج عدن باستثناء (الأمن _والإسناد)
– ترتيب دخول الشماليين للجنوب ( الدخول بتصريح)
– تطهير الأراضي الجنوبيه من أي قوات شماليه مثل الوادي ومكيراس وماتبقى من شبوة.
– دعم ومساندة المقاومة الوطنية الشمالية ضد الحوثي (الوقوف بجانب طارق عفاش لتسليمه الشمال)

– وهنا ينظر آخر إلى ماحدث في عدن،. ليرى سيناريو ومشهداً جديداً وغريباً ،.بعد إعلان الإنتقالي بيانه الاول ليضع السعودية والامارات في مأزق حقيقي أمام المجتمع الدولي والشرعية التي تقاوم ضغوطهما( السعودية والامارات) لإشراك الإنتقالي والمقاومة الوطنية الخارجة من تحت غطاء الشرعية بالساحل الغربي ،..في السلطة المتحكم بزمام أمورها حزب الإصلاح تيار الإخوان في اليمن، وإضفاء غطاء قانوني على التمرد الثلاثي في عدن ( السعودية- الإمارات- الإنتقالي) أمام المجتمع الدولي ،..حين ينعقد مجلس الأمن بشأن المراجعة الدورية للحالة في اليمن.
لكن هل سينجح المبعوث (السيدغريفيث) شرعنة ماذكر سلفاً والتخبط بين الولاء للشرعية والتمرد عليها ،..وكل المعطيات واضحة على أرض الواقع !!!!!!!!!!!!

– بينما يرى المتابع لكل المعطيات في عدن مفتعلة بموافقة سعودية ودعم إماراتي وتواطؤ شرعوي يكشفه إلتزام هادي وحكومته الصمت،. طوال الأربعة الأيام من التمرد على الشرعية ووقوف السعودية وقوف المتفرج،. من ثم إرسال وساطة شكلية،. لتشرف على الإنسحاب من المواقع التي تم السيطرة عليها من قبل الإنتقالي،. والذي ظهر الإنسحاب عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي،.. أما على أرض الواقع لا يوجد أي إنسحاب،.. لكنها أكتفت بالنداء إلى (حوار جدة) بين الشرعية والتمرد الإنتقالي ،..والهدف من هذا كله شرعنة المجلس الإنتقالي وإشراكة مع المقاومة الوطنية في الساحل الغربي (تيار 2ديسمبر) و مؤتمر ابوظبي والقاهرة الركيك في السلطة تحت أي مسمى ومقاسمة حزب الاصلاح (اخوان اليمن) المسيطر على الشرعية غير المتواجدة أصلاً إلا في كشوفات
المرتبات والمكافئات والإكراميات الملكية السعودية،. من خلال تشكيل حكومة وطنية جديدة ترضى عنها السعودية والامارات ،.وعودتها إلى عدن لممارسة مهامها.

– لكن يطرئ سيناريو جديد ليكون مكمل وكاشف للسناريو السابق التي تقوده السعودية وتراهن على إطالة أمد الحرب في اليمن،. بأن تظل الإوضاع والحرب قائمة كما هي،. بين التيارات اليمنية الجديدة والمتجددة والقديمة باسم إعادة الشرعية ،.خوفاً من إنتهاء الحرب وتنتقل،. رياح التغيير التي توعدت بها (كوندليزا رايس) فوضى خلاقة لشرق أوسط جديد ،ولهذا يظل الرهان قائم لا (بن سلمان) على إطالة الحرب ،.تحاشياً إنتقالها، لتهز عرش مملكته وتقسم السعودية والخليج لتكن اخر محطات شرق أوسط جديد.

وأخيراً سيناريو محتمل، ربما هو الأكثر قرباً إلى الواقع بعد فشل
التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن، وهدفه المعلن هو إستعادة شرعية هادي والحكومة اليمنية” لم يكن إلا أكثر من تقوية موقف الحوثيين في شمال اليمن، والانفصاليين في جنوب اليمن”.
لأن الشرعية أصبحت (بلا عنوان )وحرب داخل حرب في الجنوب مما،. جعل الأمم المتحدة تمنح اليمن لقب( أكبر مجاعة في العالم) بعد أربع سنوات من الحرب التي لم تُحسم بعد ،.وأكسبت الحوثيين صموداً وصلابةً أمام أقوى الترسانات العسكرية في المنطقة والرد المباغت في الإوقات المناسبة بصورايخهم البالستية وطائراتهم المسيرة التي أستهدفت مؤخراً أكبر حقل الشيبة النفطي جنوب شرق السعودية وأحتياطه مليار برميل نفطي، والقريب بكيلو مترات من الامارات المتحدة،. وبمثابة رسالة واضحة لابوظبي إننا سنطالكم إن لم تكونوا جادين في إنسحابكم من الحرب علينا ،. وهذا دليل واضح على أن سير المعارك قد تغير من خلال إكشاف الأمن القومي السعودي للحوثيين المدعومين إيرانياً ،..وأصبحت السماء ومطارات وشركات وحقول النفط السعودية مفتوحة دون غطاء،. وكذلك الأرض على الحدود دون صد، من خلال الإقتحامات المتتالية .
ليقول قائلاً الحرب على اليمن بدأت بشكل وستنتهي بشكل آخر !!!!

وحفظ الله اليمن
الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن – الساحل الغربي.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.