الأزمة والانهيار الإقتصادي في اليمن ..

بقلم / أنور العامري

في ظل الإنقسام الظاهر للدولة اليمنية، وللمؤسساتها الحكومية والسيادية ،والتباين الشديد في السياسات ،.مع وجود حكومتين على أرض الواقع،.. ومؤسستين لكل جهة
وفي نفس الوقت ، عملة واحدة متأثرة بإقتصاد واحد،. مما عمل على إرباك المصارف بتوجيهات تنفيذية من سلطتين نقديتين غير متفقتين.

واقولها بكل صدق مع هشاشة الحكومتين ، وسياساتهما المتباينة ، حكومة الشرعية ،أو الحكومة الآنقلابية ، وعدم قدرة أي حكومة منهما السيطرة على المؤسسات السيادية وموارد هذه المؤسسات بالكامل،.
وفي نفس الوقت وجود الإختلالات الكبيرة، وتفشي للفساد والمحسوبية ، وإستمرار التوظيف والتعيينات العبثية وغير المستحقة

كما عملت هذا الامور السلبية بالكامل على تدهور البيئة الاستثمارية ، ونزوح الرأسمال الاستثماري خارج الوطن وتدمير البنية التحتية..

واعتقد ايضا عدم وجود نية حقيقية حتى الآن لدى جميع الأطراف على إيقاف الانهيار الحاصل ، فيما يتنصل كل طرف ، لتحميل الطرف الاخر مسئولية هذا الانهيار .. والمتضرر الوحيد هو الاقتصاد اليمني والمواطن،.
وهناك عدة إجراءات من الممكن لها معالجة هذا الانهيار ، والتقليل من اضراره ، اذا وجدت نيه حقيقية:

اولاً ..
– على الشرعية ان تقوم بإعفاء الحكومة ، وإعادة تشكيل حكومة انقاذ حقيقية ، يكتفى بالوزارات السيادية والوزارات الخدمية الضرورية

– إعادة تصدير النفط والغاز ،الذي يقع تحت سيطرة الشرعية ، والتعاقد مع شركات اجنبية للعودة بالعمل في الحقول النفطية في شرق شبوه وحضرموت ومأرب ، لضمان دخول عمله اجنبية للوطن

– مسح الأسماء الوهمية في الجيش ، وإيقاف المهزلة التي تحدث في هذا الجانب ، وايقاف صرف الرواتب للاسماء الوهمية في بقية القطاعات.

– سرعة الحسم العسكري لمحافظة الحديدة والسيطرة على الميناء والمنشآت النفطية ، وإعادة تشغيل ميناء ومطار الحديدة ،.مع اعادة تشغيل بقية الموانئ والمطارات المغلقه كميناء عدن والمخاء ، ومطارات حضرموت والمهرة ، ورفع كافة القيود المفروضة من دول التحالف على المطارات والموانئ اليمنية التي تم تحريرها من جماعة الحوثي

– تفعيل البنك المركزي في الحديدة بعد تحريرها من جماعة الحوثي ، وضمان توريد كل الإيرادات ، مع تفعيل حقيقي وشامل للمؤسسات الرقابية ومكافحة الفساد.

– ايقاف صرف الرواتب بالعملة الأجنبية لمسئولي الدولة ، واعتماد الريال اليمني هو عملة الراتب
مع تقليص العدد الخيالي للجهاز الاداري والدبلوماسي في الدولة ، ولا يتم صرف الرواتب الا للمسئولين المتواجدين في مقرات عملهم بداخل البلد ، او الدبلوماسيين في الخارج ، وبحسب الاحتياج الحقيقي ، وليس لمجرد التكديس وطبع قرارات التعيين.

– على الرئاسة ووزارتي النقل والثروة السمكية ، تفعيل وإعادة إصدار تراخيص الاصطياد للشركات العالمية في المياه الإقليمية اليمنية في المناطق المحررة.

– ايقاف طبع العملة المحلية ، او يتم إلغاء العملة النقدية السابقة ، والتوقف عن التعامل بها ، مع إعطاء مهله محدده لتبديل العملة السابقة ، وبهذا ستتمكن الشرعية من السيطرة على سعر الصرف للعملة المحلية مقابل العملات الصعبة في المناطق التي تقع تحت سيطرتها وتتعامل بالعملة النقدية الجديدة ، في محاولة لفصل العملة عن مناطق سيطرة الحوثيين وبالتالي السيطرة على ثبات العملة ، وعدم ترك اي مجال لحكومة الحوثيين بالتلاعب او سحب العملة الصعبة بالعملة السابقة ، والتي يمتلكوا مئات المليارات منها بعد نهبها من البنك المركزي..
وسيعمل هذا الإجراء على إنهاء العملة النقدية التي تم نهبها من قبل الحوثيين وارسالها لصعدة ، ولن يكون لها فائدة سوى
(استخدامها للتدفئة مع دخول فصل الشتاء)

ثانياً ..
– على دول التحالف تحمل مسئوليتها تجاه الإقتصاد اليمني ، وعدم السماح بإنهيار الريال اليمني ، والوقوف بجدية امام ذلك ،. كما فعلت مع الاردن في قمة مكة قبل ثلاثة اشهر بعد الازمة والخسائر الاقتصادية التي تعرضت لها الاردن ، والتي تسببت إحتجاجاتها بإستقالة حكومة هاني الملقي في يونيو الماضي ، وتكليف عمر الرزاز بتشكيل حكومة جديدة.

– الدعوة لإقامة قمة عاجلة ، من دول التحالف ، والدول المانحة لليمن
ووضع وديعة بالبنك المركزي ، مع ضمانات للبنك الدولي،.
وتقديم دعم سنوي لميزانية الحكومة للخمس السنوات القادمة
مع تمويل صناديق التنمية للمشاريع الإنمائية،.. وتعهدات من هذه الدول لتوفير فرص عمل لليمنيين.

– إيقاف كافة الإجراءات التعسفية بحق المغتربين اليمنيين في السعودية ، مع استثنائهم مؤقتاً من الإجراءات ضد العمالة الأجنبية ، واعطاء الاولويه للعمالة اليمنية مؤقتاً (حتى انتهاء الحرب) ، كونها ستمكن المغترب من القدرة على تحويل بعض الاموال لعوائلهم التي من شأنها ان تساعدهم ، وبالتالي توفر عملة صعبة يدعم به الاقتصاد اليمني .

اما جماعة الحوثي .. فلا حلول ترجى منها ، فلا تملك سوى النهب والتدمير ، والقتل

بقلم / أنور العامري
الناطق الرسمي لشركة النفط سابقاً

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.