منذ عام 1979 الي هذه اللحظة نعيش في حالة الثورة،تخمد ثورة وتندلع ثورة أخري أكثر عنفوانا وإستعدادا للحرب.ومن غير المستغرب أن تصبح الثورات روتين بالنسبة للشعوب التي تعيش في ظل أنظمة إستبدادية تحارب المواطن في رزقه وسكنه وتعليمه ورأيه ولغته وأرضه.والثورات عادة مرتبطة بشكل مباشر بالفشل السياسي والإداري والإجتماعي التي تنتهجها سياسة بعض الدول الأفريقية التي ورثت الحكم عن الرجل الأبيض في القارة السمراء.ورغم كثرة الثورات في منطقة القرن الإفريقي الا أنها لم تحقق السلام والإستقرار في المنطقة،وكل الثورات كانت خاسرة منذ البداية،لأنها كانت تفتقر الي الجيوستراتيجي والتكتيكي،وزد علي ذلك غياب القيادة الحكيمة التي تخطط للمدي البعيد،وهذا ما جعل من الثورات،ثورات براغيث،تبحث فقط عن مصالح بعض القياديين الفاشلين.ويحيل آخرون أسباب الفشل لنظرية الطعن في الظهر كما فعلت جماعة “عجبة” للقياديين السياسيين في داخل الثورة العفرية “FRUD” في التسعينات.والبعض الآخر يقول أن فرنسا تدخلت لتحسم الحرب لصالح الدولة.ومهما كانت أسباب الفشل لم تكن هناك سياسة موحدة تربط بين القيادتين،السياسية والعسكرية،وكانت الحرب بالنسبة للقيادة السياسية حرب وجودية تحررية،بينما كانت بالنسبة لجماعة كفلي حرب المصالح لإرساء علاقة قوية مع نظام غوليد كما رأينا لاحقا.وهذه الجماعة لم تكن تمتلك لرؤية إستراتيجية سياسية عسكرية لتضمن بقاءها طويلا ضمن المؤسسة الحكومية التي ما زال يقودها حزب واحد وفرد واحد.وفي النهاية تأثر هؤلاء البراغيث بفكر الحزب الواحد الذي يعتبر سببا رئيسيا لفشل الدولة.ويقول Jean-Paul Sartre-أكره الضحايا الذين يحترمون جلادهم.وأنا أقول أكره براغيث الثورة التي تبيع شعوبها بالمال والمناصب.وهذه الظاهرة الغريبة ( العجبية ) تفرض علينا سؤالا مهما،الا وهو : كيف نتجنب في المستقبل خطر براغيث الثورة في منطقتنا؟