اليمن..عدن تحرق الشرعية،.والتحالف في خطر،..ولجان المشاورات يعدون حقائبهم ،..والمؤتمرالشعبي العام يقاطع (جنيف3)،..بينما حزب الإصلاح يشعل فتيل الحرب من جديد في تعز..

عبدالرزاق الباشا

يقول الشعب اليمني ( كلما قلنا عساها تنجلي قالت هذي مبتداها)،
كالعادة ..عند تجار الحروب،متى ما تحدد موعد إنطلاقة أي مشاورات أو مفاوضات…يعيش المجمتع اليمني على صفيح ساخن،. في كل إتجاة، ومن كل زاوية، وتحت أسوء الضروف المعيشية..
************
أعلن السيد(مارتن غريفيث) ولسان حال اليمنيين يقول ليته لم يعلن يوم 6 سبتمبر لقاء مشاورات في (جنيف3) الذي سبقه إشتداد المعارك في كل الجبهات،. كي يصل كلا المتحاربين رسالته مفادها (نحن هنا)،.

** لم يكتف المتحاربون بذلك،. بل أوصلوا الوضع الإقتصادي،والمعيشي إلى أسوء حالاته، وأكثر سوءاً متزامناً مع إرتفاع الدولار، وإنيهار الريال اليمني الذي يبشر بإنهار إقتصادي شامل للجمهورية اليمنية.

** لكن لم يقف الشعب اليمني هذة المرة مكتوفي الآيدي،.فقد بدأت شرارة ثورة الجياع من العاصمة المؤقتة عدن،التي أنطلقت يوم الأحد 2/9/2018 ومازالت قائمة حتى كتابة هذة القراءة التحليلة،مظاهرات عارمة قطع فيها المحتجون الغاضبون،عدداً من الشوارع الرئيسة، بسبب غلاء المعيشة وهبوط أسعار العملة المحلية (الريال)، بنحو حاد مقابل العملات الأجنبية،خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن وصل سعر الدولار،.إلى أكثر من (600 )ريال يمني،الأمر الذي فاقم من معاناة المجتمع.
وينذر الغضب القائم اليوم، بإزدياد الإحتقان في مدن المحافظات المختلفة، إلى قدوم ثورة الجياع الحقيقة في كل الوطن،. بعد أن ضاقت الحياة بمعظم السكان، في ظل عجز عن حل المشكلة،.بقصد أو بدون قصد، وتواطئ الرئاسة والحكومة الشرعية والتحالف العربي الذي يقود حرباً في اليمن،. باسم إعادة الأمل والشرعية،. إلى مسارها الصحيح .

**وفي تعز عسكرياً يعاود حزب الإصلاح عن طريق عناصره داخل القوات الموالية للشرعية ،.حرباً مجدداً مع اللواء (35)مدرع الذي يقودة العقيد عادل فارع الذبحاني المكنى ( ابو العباس) قائد الحبهة الشرقية بقرار جمهوري من الرئيس هادي،.والذي تراجع عن قراره بالخروج من مدينة تعز بعد أوامر من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والتحالف العربي بقيادة السعودية وقيادة المنطقة الرابعة،.بالبقاء مع أفراد قواته العسكرية،من أجل مواصلة معركة تحريرها من مسلحي جماعة الحوثيين.
– وعلى نفس السياق ومع تفاقم الأوضاع المعيشية،. أصدرت القوى السياسية والحزبية، في تعز(بياناً)تطالب بوضع برنامج تقشفي وتحذر الشرعية من تجاهل الإصلاحات الاقتصادية.
وشدد البيان على ضرورة مواجهة كل مظاهر الفساد ونهب المال العام
وتقليص العمالة في السلك الدبلوماسي اليمني وتخفيف العبء على نفقات الدولة بالعملات الأجنبية ،..ودعت القوى السياسية بتعزالتحالف العربي دعم الحكومة بما يمكنها من الإستقرار في العاصمة المؤقتة عدن.
*******************************
** وبينما الشارع اليمني يغلي ويعيش ضروفه الحالكة وتراكمات أسوء الضروف، وإحتقانات ربما يلحقها موقف لا يحمد عقباه… تتسابق كل الأطراف برفع قوائم أعضاء مشاركيها حوار (جنيف3)وتجهيز أمتعتهم وحقائب السفر وشد الرحال إلى جنيف.
تزامن ذلك مع صدور بياناً للمؤتمر الشعبي العام ( الخارج) رفضه ومقاطعته لمشاورات (جنيف3) وأكدوا فيه تمسكهم بوصايا الرئيس المؤسس الزعيم الشهيد (علي عبدالله صالح ) وعلى رآسها فك الإرتباط مع جماعة الحوثي،.
وعبرو في البيان عن إستغرابهم للتغير الذي حدث في موقف المبعوث الأممي،.وبشكل مفاجئ تغيرت قناعاته بالموافقة على ظم فريق المؤتمر، وتم العمل على محاولة إستدراجه، من خلال إعادة صياغة الدعوة التي وجهت لسلطة الحوثيين ليتم تمثيله تحت مضلتها ووصايتها..
كما عبر البيان عن رفضه المطلق مشاركة المؤتمر بوفد غير مستقل،.أو تحت أي مضلة كانت،.ورفض اَي محاولة لجر المؤتمر إلى مواقف لاتمثل قناعة المؤتمر ولاتخدم القضية الوطنية..
وقد سبق ذلك بيوم واحد فقط- تصريحاً للدكتور (عادل الشجاع)-عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام – أعلن فيه مقاطعة المؤتمر الشعبي العام مشاورات (جنيف3)..
*من جانبه صرح الناطق الرسمي للحوثيين (محمد عبدالسلام فليتة) أن سير المشاورات القادمة في (جنيف3)يجب أن تضمن حل سياسي يتمثل بالرئاسة والحكومة وبالترتيبات الأمنية كمبادئ ،وأن الحل السياسي يجب أن يضمن ترتيبات إنسانية واقتصادية لمعالجة مخلفات الحرب كالإعمار والتعويضات.

** كل تلك الأحداث على الساحة،.سبقها التقرير الأممي الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن، بأيام قليلة الذي وصفه رئيس وزراء حكومة الشرعية اليمنية (أحمد بن دغر) ،.غير حيادي وغيرمهني،.وأنه أعتمد على معلومات مضللة وكاذبة ومزيفة.

بينما وصف الجانب الحوثي ذلك التقرير على لسان الناطق الرسمي لانصار الله محمدعبدالسلام -ليس إلا جزءاً يسيراً من فظائع تحالف العدوان القائم أساساً على إرتكاب الجريمة كمنهجية متأصلة في سلوكه العدواني باعتباره تحالف غزو واحتلال مستعد في سبيل فرض هيمنته المتوحشة لأن يحرق الأخضر واليابس .
وطالب عبدالسلام الأمم المتحدة تحقق أكثر دقة، مع الالتزام بالمصداقية والمعلومة الموثقة والكف عن المداهنة، والتحري من إبتزاز رباعي العدوان (أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات)

************************
** ويقف هنا المتابعون عن كثب،.لما يدور في اليمن من تلك كل التداعيات والمعانات الإنسانية وتدهور الأوضاع ،.محملاً دول التحالف بقيادة السعودية المسؤلية الكاملة ،.التي أعلنت الحرب باسم إعادة الأمل،. في حينها الدولار يعادل (250 )ريال يمني مطالباً التحالف إعادة الامل والوضع على ما كان عليه قبل تدخل الأمل،.تاركين اليمنيين يواجهون مصيرهم بأنفسهم .

** وهناك من يرى أن كل تلك الأحداث يديرها المجتمع الدولي بدعم أمريكي وبكل قوة ودعمه للحوثيين،.وهي بمثابة إحدى وسائل الضغط على الشرعيه لتوقيع إتفاق سلام مع انصار الله والقبول بالأمر الواقع،. لاستنساخ (حزب الله )اخر في اليمن. يناهظ مملكة سعود لإستغلال ثروات السعودية والخليج عبر الزمن باسم الحماية والدفاع المشترك الذي يهدد الخليج من المد الايراني.

** وذهب البعض برأيه أن الوضع الراهن أصبح أخطر بكثير من أي فترة زمنية يهدد الشرعية والتحالف العربي بالمقام الأول وخاصة عندماخرجت مظاهرات تندد برحيل التحالف ،.وهو قادر ونقصد هنا( التحالف) أن يمارس سياسة الضغط على الحكومة بالاصلاح ووقف الفساد،.والتحرك سريعاً،.لإنقاذ التدهور المعيشي والاقتصاد في اليمن قبل أن تتسع دائرة التظاهرات ضده،. المستفيد منها سوى العدو المتربص،.وتنفيذها على أرض الواقع بعيداً عن التصرحات والفقاعات عبر وسائل الإعلام فقط..

** وهناك من يرى أن كل تلك الأحداث،وإطالة أمد الحرب والإنقسامات داخل الأحزاب ،.من مؤيد للشرعية،ورافض لأدائها المتقاعص،وعدم المشاركة في أي مشاورات ،.طالمالا تفضي ولا تعود إلى المرجعيات الثلاث أوتنفيذ وصايا شهداء قدموا دمائهم رخيصة لهذا الوطن ويرون الشرعية تقعد على طاولة واحدة مع أعدائهم ،.وهو الإحتمال الأكثر توقعاً أن
التحالف يريد تركيع (الرئيس عبدربه هادي) غير المرغوب به عند بعض دول التحالف والمناطق الجنوبية وحكومته المتحكم بمفاصلها تيار حزب الإصلاح وبعض الفاسدين من القوى السياسية حتى لا يستطع له التحكم بالمشهد ،..وتهيئة رئيساً جديداً لديه قاعدة حزبية وجماهيرية واسعة في الشمال والجنوب ولم تلطخ يده بدماء اليمنيين في الماضي أو الحاضر،.ويستقبله الشعب كالمنقذ من الهول والثالوث الخطير(الفقر والجهل والمرض) الذي عاشه منذ أكثر من أربع سنوات..

**وختاماً نقول : اذا لم تدرك الشرعية والتحالف ويعيان التظاهرات التي إندلع فتيلها واحرق الشرعية وتحالفها انطلاقاً من العاصمة المؤقتة عدن ومعظم المحافظات الجنوبية وتعز.
سيكتب ويقول التاريخ كلمته وسيسجل شهادته بقسوة على كل تلك الأحداث إنها ليست تظاهرات عابرة وإنما ثورة جياع في كل ربوع اليمن تراكمت منذ إندلاع عاصفة الحزم وإعادة الأمل ..
” والله من وراء القصد”

الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن- صنعاء

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.