والحال كما كان عليه !

منذ عام 1994 تتصالح المعارضة مع النظام الحاكم في جيبوتي،لكن النظام في جيبوتي لا يعير أي إهتمام لعملية المصالحة.رجاؤنا أن تكون سياسة الحكومة نقية ونظيفة وأن يكون كلامهم أيضا،ليكن كلام ( رجال ).وهناك إتفاقيات كثيرة عقدت مع المعارضة الجيبوتية،ولكنها لم تري النور الي الآن،ومعظم الشخصيات التي إستدرجها النظام الي طاولة المفاوضات رحلوا الي رحاب رب العالمين وهم غاضبين.النظام الجيبوتي يقول للمعارضة:تعالوا نبدأ المفاوضات،وعندما تلبي المعارضة دعوتهم يقولون لها : ليس الأمر بيدكم،وإنما الحكم للرئيس،لكن الحقيقة ليست كذلك.لم يتعود نظام جيبوتي علي المفاوضات النزيهة،إنها مجرد شعار يلجئ اليها النظام عند الحاجة،يطلق شعارات براقة ليأخذ بلب المعارضة والشعب.يقول الله تعالي: ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه،وهو الد الخصام ).والمعارضة الجيبوتية كثيرا ما أغترت بالشعارت البراقة ولم تفكر ماذا يخفي النظام وراءها.إنها كلمة حق يراد بها الباطل.كل هذه المفاوضات التي رأيناها كانت كذب.كيف ذلك؟عندما أحرقت المعارضة سلاحها  عام 2001 رغبة بالصلح والسلام لم يتحقق مرادها.إذن هو مجرد شعار براق أطلق ليموها به رجال المعارضة فيكسبوا ودها لفترة،كما حصل مع المناضل الراحل أحمديني وجماعة USN الذي كان يقودها السياسي الكبير إسماعيل غيدي حريد والزعيم أحمد يوسف،كل هؤلاء رحلوا،والحال كما كان عليه سابقا.وبعد كل هذا لم يبق معنا مجال لتصديق ما يقوله النظام عن السلام والصلح والمفاوضات.وكم قتل من المواطنيين الأبرياء بعد السلام الذي عقده ديني أحمد ديني مع الرئيس غيلي؟وكم سجن وعذب وقتل بعد توقيع الإتفاقيات التي جرت بين حزب USN والحكومة؟وكيف إغتيل محمد أحمد المعروف بالجبهة؟وكيف عذب وقتل المناضل محمد علمي ريالي في سجن جبوت؟وماذا عن مجزرة بولدغوا؟نحن لا نريد حكومة بوليسية تمارس القمع ضد معارضيها ومواطنيها،ولا نريد السلام مع نظام قمعي قتل وعذب ونفي،بل نريد مساءلته ومحاكمته قبل كل شيئ.هذا إذا كنا نسعي لتحقيق العدالة للأموات والأحياء ..أما إذا كنا نبحث عن مصالحنا الشخصية فالنسلك طريق ( عجبة ) ونحن لا نريد سلام وهمي فارغ كالسلام الذي يتحدث عنه نظام الشعبية في أسمرة،إنما نريد سلام حقيقي يعم الوطن مثلما هو الحال في إثيوبيا.ونحن نريد حكومة ديمقراطية منتخبة علي الطريقة الغربية يحترم فيها الجميع.ومن منا لا يحب السلام والأمن والإستقرار يا ناس؟اللهم أجعل الموتي في سلام،وأبق الأحياء علي قيد الحياة.كما كان يقول الروائي العظيم دوستوفيسكي في الجريمة والعقاب.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.