وهل سيهتم أفورقي علي ما يجمعنا،لا علي ما يفرقنا؟

يدور الآن في القرن الإفريقي جدل حول “سلام أسمره وأديس أبابا”صحيح أن شعب هذا البلدين كانا يتطلعان الي سلام وأمن وإستقرار،لكنهما لم يكن يتوقع أن يأتيهم السلام بهذه السرعة الخيالية.فاجئ الدكتور آبي الجميع بفتح ملف بادمي المنطقة الحدودية،ليعلن فيما بعد الصلح بين إثيوبيا وإرتريا لتعود المياه الي مجاريها.ولا يعترض احد علي خطوة آبي نحو السلام،ما دام السلام في نطاق القوانيين الدولية التي تدعوا الي إحترام حقوق الإنسان،بل نري فيه إثراء،وفائدة ومنافع لجميع شعوب المنطقة.وقد أثارت هذه المبادرة الصريحة التي إتسمت بقدر كبير من الجرأة التي قلما تصدر علنا عن كبار رجال الدولة ردود أفعال متباينة في الأوساط الغربية والإقليمية لما تضمنته من ملفات داخلية وإقليمية ودولية.وهذا يعني أن الخلاف بين إثيوبيا وإرتريا ذهب مع نظام وياني الذي حكم البلاد طوال 27 عاما،حكموا فيها ولم يعدلوا،نهبوا خيرات البلد فغنموا بغير حق.وتركوا الشعب الإثيوبي يتضور جوعا وفقرا ومرضا،وحتي البعض منهم ركب قوارب الموت وغرق،وهذا كان أيضا نصيب الإنسان الإرتري الهارب من جحيم إرتريا.ومهما كان موقف بعض دول الجوار السلبي عن التقارب الإرتري والإثيوبي،فبالتأكيد آلمؤيدين للسلام أكثر من المؤيدين للحرب.والغرب بطبيعة الحال سينضم الي الفريق الداعم لعملية الصلح،والسبب في ذلك هو كثرت المهاجرين من هذه الدولتان الي دول الإتحاد الأوروبي،وخاصة من إرتريا.وقبل حوالي 27 سنة كان عدد العفر في دول إسكندانافيا يحسب علي الأصابع،لكن عددهم الآن في تزايد مستمر خاصة في السويد وفلندا.وهذا يقودنا الي السؤال التالي:كيف سيكون موقف هذه الدول الغربية عن اللاجئيين الوافدين من القرن الإفريقي؟وهل سيقف السلام في حدود مصالح الدولتين،أم أنه سيعم  علي شعوب المنطقة؟وهل سيقول أفورقي من أحزاب المعارضة الإرترية التي تتمركز في الخارج أهلا وسهلا في بلدكم؟وهل سيوفر لهم الحرية ليفعلوا ما يريدون؟وهل سيهتم أفورقي علي ما يجمعنا لا علي ما يفرقنا؟وهل إنتهت المقاطعة بين أسمره وأديس أبابا؟وعندما إنتهت الحرب الباردة،قال البعض إن التاريخ قد إنتهي ( إشارة الي نظرية العالم الأمريكي فوكوياما.وكل ما في الأمر أن العالم وشعوب المنطقة يترقبون ويتأملون ويتفاءلون خيرا.وهل سينجح الدكتور آبي أحمد في مساعيه الرامية الي تغيير وجه دول القرن الإفريقي ومحو ماضيه الحافل بالحروب العبثية؟وآراء آبي أحمد تجد صدي كبيرا في داخل إثيوبيا وخارجها،لأنها خلاصة مناقشات عديدة وأطروحات متعددة.وقال هيراقليطس قبل خمسة قرون من المسيح:أن روح الإنسان بلد بعيد لا يمكن الإقتراب منه أو إكتشافه”غير أن آبي أحمد لم يقف في حدود اكتشاف شخصية أفورقي،وإنما طار الي عقر داره وعانقه في مطار أسمره.وهل تتعلم بعض القيادات الإستبدادية في دول القرن الإفريقي من جرأة الدكتور آبي أحمد؟

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.