هل تطيح ثورة الشعب الإثيوبي بنظام غيلي في جيبوتي؟

وصل حزب تحرير شعب التيجراي المعروف ب ” TPLF ” الي السلطة عام 1992 بزعامة رئيس الوزراء الراحل ميلس زيناوي،ومنذ 27 عاما كان هذا الحزب في سدة السلطة.وفي الإنتخابات الماضية فاز حزب أورومو الديمقراطية الشعبية بقيادة الدكتور آبي أحمد الذي تم تنصيبه كبديل وحيد لا مفر عنه في الحياة السياسية الإثيوبية.وكل المحاولات التيجرواية كما رأينا باءت بالفشل،ولأول مرة حققت القومية الأورومية نصرا سياسيا كبيرا في إثيوبيا،فلم يكن بإستطاعة أي قوة الوقوف في وجه الدكتور آبي أحمد أو الحؤول دون نجاحه في الإنتخابات.وأقدم الدكتور علي تغيير سياسة التيجري بكل شجاعة ونزع من يدهم كل السلطات تقريبا بما فيه الأمن.وبالفعل قد بدأت عملية إصلاح  الهياكل المؤسساتية  والحزبية إستعدادا لإصلاح  السياسة أو علي الأصح البرنامج السياسي للحزب،وقد يقدم الحزب أفكار جديدة وآراء جديدة ترفع من معنويات الجماهير الإثيوبية بكل أطيافه، وهذا النصر الكبير الذي حققه الدكتور قد يكون سببا في تغيير بعض الأنظمة القمعية في القرن الإفريقي،بما فيه النظام الجيبوتي الحاكم في جيبوتي طوال 41 عاما.والأنظمة الإستبدادية مثل الزلازل لا تخلف وراءها غير الخراب والدمار والفساد والفقر والأمية.وأخذت شعبية الدكتور آبي أحمد ترتفع في الداخل والخارج.يعتبر الدكتور بمثابة متنفس لكل شعوب القرن الإفريقي،وبسياسته الرشيدة قضي علي الخلاف الذي كان بين إثيوبيا وإرتريا وقرر فتح المعابر البرية كما أبدي الطرفان رغبتهما في فتح المطارات إبتداء من سبتمبر المقبل.وهكذا قضي الرجل علي قضية بادمي التي سقط فيها الأبرياء من كلا الطرفان.وهذه القضية لا تقل أقل أهمية من فوز الدكتور في الإنتخابات وقد زادت من شعبيته في كل من أديس أبابا وأسمرة.وبعد إنسحاب القوات الإثيوبية من بادمي،بقي آبي أحمد وأفورقي صديقان حميمان.فتوصلا الي تنفيذ البنود الموقعة سابقا في الجزائر.وهذا يعني إنفراج السياسة الإقتصادية وفتح الموانئ الإرترية أمام البضائع الإثيوبية.وهو أهم ملف يشغل بال الدكتور آبي أحمد حاليا،وذلك ليتحرر سريعا من القيود المفروضة عليهم في ميناء دورالي الجيبوتي.وهذا الصلح بين إثيوبيا وإرتريا بات يهدد  نظام جيبوتي الذي تضرر سابقا من إنتقال جبل علي نحو ميناء عصب ومصوع.ومن ناحية قد يتحسن الوضع الإقتصادي في دولة إرتريا.ونظام جيبوتي لا يعرف الطريق الأنسب لمعالجة مشكلته مع إرتريا بعد الصلح المفاجئ بين أديس أبابا وأسمرة.هناك سؤال لا يطرحه المعنيون بالديبلوماسية الجيبوتية علي أنفسهم رغم أنه سؤال غير معقد،هذا السؤال هو : متي بدأت مشكلة جيبوتي مع إرتريا،وما هي أسبابها ودوافعها؟وهل النظام السابق في إثيوبيا هو من حرض غيلي علي أفورقي،أم أن منطقة دوميرا الحدودية كانت سببا في إندلاع الحرب بين إرتريا وجيبوتي؟وهل سيطلب غيلي من آبي أحمد التوسط بينه وبين أفورقي كما فعل رئيس الوزراء الجديد في إثيوبيا.وكيف ستتصرف الديبلوماسية الجيبوتية تجاه إرتريا في الأيام المقبلة؟وهل الديبلوماسية الجيبوتية فاشلة مثلما فشل رئيسها في إستتباب الأمن الداخلي مع المعارضة السلمية والمسلحة.ونظام غيلي القمعي يتعقب كل الرجال الشرفاء من خلال البصاصيين ورجال المخابرات،ولم يستحي غيلي من الذين لعبوا دورا في تحرير جيبوتي من الإستعمار،ولم يكتفي غيلي بتهميش العفر ومضايقتهم وقطع أرزاقهم بل كان سببا في موت بعض المعارضيين في السجون.ولكي يتعرف القارئ علي فشل نظام غيلي فالننظر كيف يتعامل غيلي مع معارضيه في الداخل،وسلوك نظام جيبوتي العدواني يرفع القناع عن سياستة الفاشلة في الداخل والخارج.وهذا السلوك الغير مسؤول يبرهن لنا ولغيرنا علي نحو لا يرقي الي الشك،علي أن غيلي قام بتلفيق تهم باطلة الي بعض وزراء العفر ومعارضيهم ليعطي لنفسه الحق في تحريمهم وإبعادهم من المؤسسات الحساسة في الدولة.ولا يتسع المجال هنا الي إستعراض تفاصيل أكثر حول سياسة غيلي مع معارضيه سواء كانوا عفر أو عيسي وما يستتبعه من طرق العنف لإذائهم وإذلالهم كما يفعل مع عبد الحمن المعروف ب TX وآدن محمد عبده وقاسم علي ديني ومحمد علي عبده سلطان وقاسم أحمد ديني وداف.كما لا يتسع المجال الي إستعراض خطأ سياسة الحزب الحاكم في جيبوتي والذي أسهم في تفكيك نسيج المجتمع الجيبوتي.وسياسة غيلي هي وراء هجرة العديد من الساسة والمفكرين والكتاب.أظهر غيلي سوء نيته مع العفر وعيسي،ولم يكن صادقا مع ديني عندما إستدرجه الي الصلح،خان العهد الذي كان بينه وبين USN.وإذا كان هذا هو حال نظام جيبوتي مع معارضيه،فهل يمكن أن يخرج من الورطة التي تخيم بينه وبين أسمرة من جهة،وبينه وبين إثيوبيا الجديدة من ناحية؟وهل تطيح ثورة الشعب الإثيوبي بنظام جيبوتي وذلك بعد خنقه إقتصاديا بالإتفاق مع دولة الإمارات وإرتريا؟

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.