السفير السعودي هفوة سياسية أم رسالة تحذرية.

لم يكن حديث السفير السعودي وهو يتحدث عن مغادرة الجنرال علي محسن من باب السرد التاريخي ولا إمتداح نفسه والدور الذي قام به .

وبما أنه سفير لدولته،. فهو يدرك أن كل كلمة يقولها تعد بمثابة رسالة.
ستأخذ مداها في عقول وأقلام الكتاب والمثقفين، وهو ما يجعله يأخذ كل كلمة تصدر منه بالحذر والتأني الشديد خاصة في إنتقاء مصطلحاته السياسية وإنعكاسها على البعد الإجتماعي في اليمن .

وبغض النظر عن شخصية الجنرال محسن وحقيقة الوصف الذي عبّر عنه السفير لما كان عليه في يوم 21 الأسود وهو اليوم الذي سقطت به الفرقة الاولى مدرع وهروب الرجل القوي طيلة حكم صالح ورجل الساحة الأبرز لعام 20011 خاصة أن خروج أو هروب محسن لم ينه مطامع الحوثي ولم يجنب الآخرين ما ناله الجنرال،.

فالرئيس هادي وحكومة بحاح تعرضت لحصار ووضعت الحكومة ورئيس الجمهورية تحت الإقامة الجبرية لتنتهي بهروب الرئيس إلى عدن ،.وهو الهروب الذي فجر حرب شوارع ليجد الرئيس نفسه محاصر بالحوثيين ومهدد بسلاح الجو الذي بات يعمل لصالح الحوثي متجاهل أن هادي هو الرئيس الشرعي وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة وليس الحوثي .

ليجد الرئيس نفسه مجبراًعلى طلب النجدة من السعودية ودول التحالف لينهي التحالف إمكانية إستخدام الحوثي للطيران وملاحقة خصومهم وقصفهم .

ليبدأ بأول خطواته بتحرير عدن ولحج وأبين كخطوة أولى ويعيق إستكمال سيطرة المليشيات على مأرب .
في الحقيقية لم يعد سرد تلك المرحلة مهم بعد قتل الحوثيين صالح من ظل الكثير ينظر إليه بأنه اللاعب الحقيقي مستخدما قناع الحوثي ليفاجأ الجميع بصالح قتيل بأيديهم لتظهر بمظهر القوة وتخيف الجميع ليتبين أن الحوثي ومن معهم أستطاعو إبتلاع الدولة.

وبما أن حديث السفيرالسعودي حول هروب محسن متحدثا أن نائب الرئيس وصل إليه يطلب منه إنقاذ حياته ،.وهذا شيء طبيعي بعد فقدانه. أي مكامن قوة قد تمنع الحوثيين من قتله بعد هزيمته والسيطرة على مقره المعروف بالفرقة الاولى مدرع .
ليعود من جديد لمقاتلة الحوثي متخذاًمن مأرب منطلق له ولمواليه ممن تركو بلدانهم خوفاً من البطش بهم أو كرهن للحوثي أو ممن يبحثون عن إستعادة الدولة ،.ليعود الجنرال بمظهر قوي. ونافذاً متوعداً بهزيمتهم وسحقهم في صعدة وإستعادة صنعاء من سلطتهم ليلتف حوله مناصريه ويخوض حرب وصفت بالحرب المترهلة بسبب عدم تمكن القيادات العسكرية من تجاوز جبهة نهم وصرواح والتي كان لقوات التحالف الدور الأبرز في تحريرها لتقف أقدام المقاتلين في تلك الأماكن دون أي تقدم يذكر،. خاصة بعد مقتل الشهيد الشدادي بصرواح. .
في الواقع هناك تغيرات سياسية لدى دول التحالف حملت الكثير من المتغيرات في ظل عجز سياسي صاحب حزب الإصلاح في تحديد خياراته مع دول الخليج العربي،.متجاهلاً حجم الخلاف مع دولة قطر،. ليتحول الحزب وقيادته إلى داعم ومناصر لقطر ليجد نفسه أمام خصومة مع دولة الامارات،. لتنظر إليهم بعين الخطر الكامن والمتربص ،.وهو الخوف نفسه التي بات يساور الدولة السعودية رغم سعي بعض قيادات الاصلاح إلى نفي أي علاقة لها مع قطر ضد التحالف الخليجي المقاطع لنظامها .
وهو نفي لم يتمكن قيادات الاصلاح من ترجمته بصورة صحيحة فتحول مواقع الاصلاح غير الرسمية وقواعده إلى مناهض للأمارات ومناصر. لقطر الخصم اللدود للمملكة العربية السعودية ودول التحالف.
بسبب ممارسة قطر سياسة تخالف السياسة الخليجية لتعزل قطر عن محيطها الخليجي بسبب علاقاتها المشبوهة مع ايران ليبدأ التحالف بالبحث عن حليف قوي يمكن الوثوق به بعد إنكشاف الوجه الحقيقي لحزب الاصلاح وتحجيم نفوذه في المحافظات الجنوبية وإنهى دوره العسكري في الساحل الغربي ليجد طارق صالح طريقه ممهدة وبدعم عسكري كبير من التحالف ،.وهو الدعم العسكري الذي إستطاع تحقيق انتصارات سريعة وقاسمة للحوثيين،. بينما شق السلفيين معاركهم في صعدة مكتسحين العديد من المدن والجبال والمديريات لصالح قوات الجيش .
بينما تشهد جبهة نهم وصرواح عزوف عن أي تقدم وهو العزوف الذي أثار الكثير من التكهنات حول أسباب توقف جبهات القتال الواقعة تحت سيطرت قيادات حزب الاصلاح وهي قيادات يتهم الجنرال محسن بتنصيبهم على تلك المناطق .
وبغض النظر عن الاسباب التي تعيق تقدم جبهة مأرب وصرواح و من يعيق إقتحام صنعاء ،أو أن تلك القيادات تسعى لإطالة أمد الحرب لاستنزاف التحالف لصالح قطر كما يتهمها البعض ،.أو باسباب عجز القيادات العسكرية عن إدارة المعركة أو ضمن تفاهم مع مليشيات الحوثي في إطار تبادل المصالح بين الاصلاح عبر خطوط اتصالات بينهم وهي الخطوط التي تحمي مصالحهم وتجعل مؤسساتهم تعمل حتى الحظة دون أي تعرض يذكر من قبل الحوثي لمؤسساتهم في صنعاء وكل المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.
وهنا يجد السؤال طريقه عن حقيقة ما تحدث به السفير السعودي هل هو تهديد مبطن لمحسن تأتي من خلال اتصال وتواصل مع قطر وتركيا استطاعة قيادات الحزب من اقناع الجنرال لتوجه اليهم وهو ما جعل السعودية تكتشف نوايا الجنرال ؟.
•أو أنن محسن عجز عن تغير تلك القيادات التي باتت تتبع قيادة الحزب دون أي اهتمام بدوره ومكانته بينهم ؟
أم أن هناك رؤية لتخلص من كل تلك القيادات التي واكبت نظام صالح وضرورة التخلص منها بات هو هدف رئيسي لتسهيل الوصول الى كرسي الحكم دون منازع ينازعهم خاصة ممن يعرف بالحرس القديم والمتجسد بشخصية نائب الرئيس نفسه؟
سنترك الإجابة للأيام القادمة هي الكفيلة بالرد والإيضاح !!

الكاتب والاعلامي
غمدان أبو أصبع

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.