قوارب الموت

هذا الإنسان الإفريقي في القرن الإفريقي المعروف بحروبه وفقره وجوعه وإستبداده،يتطلع الي البحر لكي يترك وراءه هذا القرن الذي يرقص علي كف عفريت،هذا الإنسان الصومالي والإرتري والإثيوبي والجيبوتي فقد أمله بقادة دولهم التعيسة،ولهذا السبب تراهم يضعون أنفسهم في داخل قوارب تشبه النعش،لكن هذه القوارب بالنسبة لهم أكبر وأوسع من هذا القرن الإفريقي الكبير بمساحاته ومآساته،ومع صغر حجمه إحتواهم بمشاكلهم القبلية والعشائرية والطائفية،يا تري ما هو سر هذه القوارب الذي إحتوت بداخلها هذا الكم الكبير من البشر،وهؤلاء البشر يتقاتلون في اليابسة،ولكنهم يلتحمون ببعضهم البعض في داخل قارب صغير.يا تري لماذا لا يقتل الصومالي أخوه الصومالي في داخل قارب صغير؟ولماذا يقتلون بعضهم البعض في الصومال الكبير؟وهل نظرتهم الي الحياة تتغير في داخل قارب صغير.وحب البقاء هو الذي جمع بين الإرتري والإثيوبي في قارب واحد،يواجهون خطر الموت معا في البحر الذي تعبث فيه الأمواج والرياح الي جانب قراصنة لا تعرف غير الدولار،وهؤلاء القراصنة يعبدون المال،بالضبط مثل قادة أفريقيا.يقتلون من أجله ويختطفون السفن في أعالي البحار.والمهاجر في داخل القارب كمن يلعب بالنار،ومن يلعب بالنار كمن دخل في معركة تدور رحاها بين فريقين متسلحين،وهكذا يغامر الإنسان بروحه،وهكذا يتحدون  البحر حفاة،واذا غضب البحر وجنوده لن تكتب لهم النجاة،واذا غضب البحر ولبت الرياح نداءه واستجاب القدر لمشيئة الله سيغرقون جميعا قبل ان تطأ قدمهم علي الأرض.استحالة الحلول في الأرض هو الذي افرز ظاهرة الهجرة بقوارب الموت،من طنجة الواقعة في شمال افريقيا،ومن ابوك الواقعة في القرن الإفريقي.والجميع هنا ينتظر قاربا ينقلهم من قرن الشيطان الي مكان آمن تتوفر فيها اسباب الحياة،اما ان تكتب لهم النجاة،واما ان ينضموا جميعا الي شهداء القوارب في عرض البحر .والدول الذي ينتمي اليها هؤلاء المهاجرين يتابعون عملية الهروب عن كثب وبرضي،هم يريدون ابتعادهم عن القرن الإفريقي،لأن الحاكم في قرننا يعتبر الشعب عالة علي كاهله،ووصولهم الي الغرب كلاجئيين غير شرعيين يعتبر ايضا مصيبة لدي قادة الغرب،مصيبة.

 

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.