الاستاذ عبدرالرحمن بشير

العباقرة فى جيبوتى ، ليسوا جيبوتيين .

الاستاذ عبد الرحمن بشير

كاتب ومفكر جيبوتي
…………………………………………………
النظام الجيبوتي متخصص فى التجويع ، والقتل البطيء ، ولهذا فهو يعرف من هم أعداء النظام السياسي الفاشل ؟ إنهم السياسيون المحترفون الذين لا يترددون فى المضي قدما ، والذين يسجلون يوميا حضورا دائما فى الساحة الوطنية والإقليمية والدولية .

إن العدو رقم واحد هو من لا يتردد ، وليس من هو صوته معه ، أو ضدّه فقط ، ولهذا أعلن الحرب على المناضل الكبير السيد طاهر أحمد فارح قبل أسابيع ، والسيد المناضل عبد الرحمن tx ، لأنهما يواصلان النضال من الخط الأمامي ، وبدأ يفتح النار على السيد الدكتور خصر عبدى إبراهيم ، الجامعي المناضل ، وسحب منه جواز السفر ، كما أعلن الحرب أمس القريب على الأستاذ محمد طاهر روبله ، حيث سحبت منه الجنسية الجيبوتية .

يمثل الدكتور إسماعيل جيلال ، الأستاذ الجامعي السابق ، والذى تعرض للطرد من رئيس جيبوتى شخصيا ، لأنه كتب رسالة تاريخية ، سجل فيها بأن الوطن لا يستطيع التحمل مرة أخرى لهذا الرئيس ، وذلك قبل أن يترشح للرئاسة فى المرة الرابعة ، وكم كانت نبوءته صادقة ، ومع هدا فهو الآن يعيش لاجئا الآن فى الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن قبل امر جيلة سحب جواز السفر منى شخصيا ، وما زال محبوسا فى السفارة الجيبوتية فى واشنطن .

هناك الحزب الذى يرأسه السيد محمد چداعمى ، وهو من الشخصيات النادرة ، والرافضة للدخول فى متاهات جيلة ، فهو لاجئ سياسي منذ زمن طويل ، كما أن الكاتب القدير السيد على چوبا بعيد عن وطنه ، كل هذه الأسماء الكبيرة ، تثير الخوف فى النظام السياسي ، ويجمع بينهم شيئ واحد وهو ، أنهم ليسوا قابلين بشكل سهل إحتواءهم وإستيعابهم فى هذه المرحلة الدقيقة .

لدينا مجموعة أخرى تثير الخوف ، وهم الفنانون الذى يقودهم الفنان شحم ، وهم فنانون شعبويون ، ولديهم حس سياسي بنكهة فنية ، وذوق أدبي محلي راق جدا ، ويُثيرون مخاوف جدية ضد النظام السياسي ، وآخر مشروعهم تمثل حول ( السلام بلا حليب ) .

كانت ، وما زالت الفنانة نعمة جامع تمثل خطا دفاعيا للحرية ، وتمثل السيدة التمرد والإباء فى الفن الجيبوتي ، فهي رمز من رموز الحرية والكرامة ، ومدرسة من مدارس الشجاعة والبطولة ، وهناك رجال كثر ، ومن هؤلاء السيد سعيد حسين روبله ( صدام ) ، النائب السابق فى البرلمان ، والذى تعرض للتصفية الجسدية من النظام مع الوزير السابق ، الدكتور حامد عبدى سلطان ، وهو كذلك تتعرض حياته بشكل دائم خطورة مستمرة .

يزداد النظام خوفا ، ذلك لأن مساحة المعارضة الفكرية تزداد رسوخًا ، فقد أنهى رئيس جيبوتى عضوية أحد العاملين فى السلك العسكري هو السيد ( حاشن ) ، الكاتب الذى تحدث فى مقال فيه شيء من السخرية خلو الوطن عن الحليب ، كما أن السيد عينان سجة يعتبر من الأقلام الساخرة والساحرة معا فى مواجهة النظام المستبد .

إن العباقرة فى جيبوتى ، ليسوا جيبوتيين كما يقول النظام ، ذلك لأن العقل العلمي يرفض الفكر الشعبوي ، ومن رأينا الأستاذ عبد الرحمن وابرى يسجل فى هذا الباب حضورا لمعارضته للنظام ، وهو أستاذ جامعي فى أمريكا وفرنسا ، ومن قديم سجل الدكتور عبد الرحمن جود ، والشيخ جيرى جيلة حضورهما الإستثنائي .

دخلت السجن معهما ، ولكنى أقول ، نحن لا نثأر ، ولكن لا ننسى ، ولا نيأس ، ولكننا لا ننام ، ومن هنا نرى المساحة الفكرية تزداد ، والمستقبل للعامل لأجل الحرية والديمقراطية ، والنظام يعرف أن المستقبل بالنسبة له مظلم ، فهو يعيش فى الوقت بدل الضائع ، ولهذا فهو يبحث فى هذه الأيام مخرجا من الأزمات المحلية والإقليمية والدولية ، ولكن الجميع فهموا ان لعبة جيلة ليست بريئة .

هناك جريمة منظمة ضد المواطن الجيبوتي ، ولكن النظام يحاول أن لا يتكلم أحد عن هذه الجريمة المنظمة ، بل ولديه محاولة جادة فى إسكات كل صوت حر ، وبكل الوسائل الممكنة .

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.