الكاتب / عبد الرزاق الباشا

(اليمن بين جمعتين) .. تقرير

اليمن والمنطقة ستشهد مرحلةً جديدةً..والخروج عن السيطرة،. سيد الموقف..

13 ابريل 2018

الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن صنعاء

تحت هذا العنوان من الجمعة إلى الجمعة سنكتب لكم اعزائنا القراء،. سنرصد كل جديد على الساحة اليمنية وردود أفعال محلية وأقليمية ودولية وكتابة قراءة تحليلية لتلك الأحداث الأسبوعية،..

تدخل اليمن عامها الرابع من الحرب.. فيها وعليها، يمكن القول إن أحداً في داخل البلاد دون غيرهم لا يريد الحرب،. ولا يريد الدمار والخراب وإزهاق للأرواح اليمنية البريئة،.ولايريد العيش في مستنقع ثالوث،الفقر، والجهل، والمرض ،.الذي شهده أبائهم وأجدادهم،.أيام الكهنوت الإمامي قبل ثورة 26 من سبتمبر المجيدة عام1962…
نعم..المواطن اليمني الذي لا ناقة له ولا جمل في هذة الحرب الدامية،. التي عان منها اليمنيون ومازالوا حتى هذة اللحظة،.. ويتحملون أعباء تلك الحماقات التي ترتكبها كل الأطراف المتحاربة والباحثة عن كرسي السلطة ،المرتهنة للخارج ..

** وكالعادة.. لابد أن نرى وندقق ما يدور في أزقة ودهاليز السياسة اليمنية المترامية الأطراف ،..من الرياض إلى دولة الامارات العربية المتحدة إلى عدن إلى صنعاء،. ثم المعارك الملتهبة في كل الجبهات الذي دوماً يروح ضحيتها المغرر بهم من كلا الطرفين،.. وكذا ما يرسم له المجتمع الدولي لليمن والمنطقة،.التي تشهد حالةً من المتغيرات،..ومرحلة جديدة يلوح في الأفق،.أنها ستخرج عن السيطرة كي يصبح هذا الإنفلات سيد الموقف،..
**********
من العاصمة السعودية الرياض،..العاصمة المؤقتة لشرعية الرئيس (عبدربه منصور هادي) التي تدعمها قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات المتحدة ،.وبمساندة لوجستية عسكرية، ومخابرات امريكية،. ودعم دولي لتنفيذ المرجعيات الثلاث:
* تنفيذ مخرجات الحوار الوطني،.
* المبادرة الخليجية،.
* القرارت الأممية ذات الصلة وأهمها القرار 2216 ،
أستقبل الرئيس (هادي)هذا الأسبوع المنصرم المبعوث الأممي الثالث إلى اليمن السيد (مارتن غرفيث)..وأشار هادي في هذا اللقاء أن الشرعية تجاوبت بشكل إيجابي مع مختلف مشاورات السلام الماضية، في (بيل والكويت)، وقدمت العديد من التنازلات من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإنقلابية.. مضيفاً أن الميليشيات الحوثية الإيرانية قابلت التنازلات بالتعنت والرفض والإصرار على إستمرار الحرب،.وأكد هادي أن المليشيات الإنقلابية لا تمتلك قرارها،.بل تتلقى توجيهاتها من النظام الإيراني،.الذي يقوم بمدها بالسلاح والصواريخ التي تستهدف بها دول الجوار..حسب قوله ( هادي).
من جانبه أكد المبعوث (مارتن غرفيث)،.حرص المجتمع الدولي على إنهاء الحرب وإحلال السلام وإنقاذ الشعب اليمني من الأوضاع الصعبة التي يعيشها جراء الحرب.،وعلى موقف الأمم المتحدة الثابت من وحدة وإستقرار وسيادة اليمن،..
* وعلى نفس السياق ولكن هذة المرة من الإمارات العربية المتحدة التي تلعب دوراً مهماً مع الحراك الجنوبي،..حيث التقى المبعوث الأممي بقيادات من المجلس الإنتقالي في ابوظبي،.يوم الاثنين المنصرم 2018/4 الذين قدموا للمبعوث الأممي،..تقريراً مفصلاً للوضع الحالي في الجنوب،.وأكد( بن فريد) أحد أعضاء المجلس ،.أن السلام لن يتحقق دون حل القضية الجنوبية،. حلاً جذرياً وبما يلبي طموحات وحق الشعب الجنوبي،.مشيراً أن الإنتقالي خير من يمثل حق قضيتهم ..

* ومن الحراك السياسي،.إلى المعارك في الميدان،. التي دوماً ما تقع قوات التحالف في فخها أثناء ضرباتها الجوية،.واستهدافها للأماكن المدنية،.
حيث قصفت خلال هذا الأسبوع منزلا سكنيا في المنطقة الواقعة بين (مديرية الصلو ودمنة خدير) وسقط ضحية القصف أسرة بأكملها تجاوز عددهم نحو 14 فرداً بينهم رضيع في الأسبوع الأول من العمر،.ومن خلال هذا القصف العشوائي لطيران التحالف،. أستطاع الحوثي الصمود أكثر أمام كل القوى المتحالفة ضده ورفد جبهاته بالمقاتلين ،.وقد استطاع صالح الصماد أن يرسل بالعديد من الرسائل التهديدية إلى دول التحالف أثناء خطابه الذي القاه في محافظة ذمار يوم الأثنين المنصرم 2018/4/9
وشدد على أن هذا العام سيكون عاما باليستيا بإمتياز،.وسيدشن خلال الفترة القادمة إطلاق صواريخ كل يوم،ولن تسلم السعودية من الصواريخ مهما حشدوا من منظومات دفاعية،.وجائت مرحلة الرد بالمثل .حسب قوله
حتى جائت ترجمة ذلك الخطاب على أرض الواقع وتنفيذاً لما شدد عليه الصماد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله(الحوثيون) شهدت العاصمة السعودية الرياض إرتباكاً لم يسبق له مثيل أثناء إطلاق مجموعة من الصواريخ البالستية الاربعاء 2018/4/11،..صرح عنها الناطق الرسمي باسم الحوثيين (شرف لقمان) أنه تم إستهداف وزارة الدفاع السعودي في الرياض ومدينة الملك عبدالله الإقتصادية، وشركة ارامكو في جيزان،ومطار أبها في عسير،.بطائرات مسيرة مما أدى إلى تعطيل المطار حسب تصريحات الناطق الرسمي للقوات المسلحة للحوثيين،..
***
* كل تلك المتغيرات أربكت المشهد اليمني،. الذي كان الجميع يتطلع إلى حلٍ سياسيٍ مرضيٍ للجميع ،.مع وجود المبعوث الثالث إلى اليمن (مارتن غرفيث) لكن يرى بعض المراقبين أن المشهد،.سينجر إلى مربع الفوضى والخراب التي تسعى إليه الدول العظمى في المنطقة وخاصة اليمن وسوريا إلى حرب عالمية ثالثة،..ضحيتها (اليمنيون والسوريون )الأبرياء.

وهكذايرى كل متابع عن كثب للحرب اليمنية ومايدور حولها في سوريا من إبادة وتهجير جماعي ،.يرسم السيناريوه حسب ما يتوصل إليه…
** السيناريوه الاول :
يرى كاتبه أن السعودية بسبب مواجهتها للحوثيين وضعت نفسها في مأزق أحرجها أمام العالم،..من خلال تعريتها كاملة..وعجزها حسم معركة مليشات الحوثي (كما تقول)،..ودخول حربها على اليمن عامها الرابع، وعدم صد الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي تجاوزت الحدود وصولاً إلى عقر دارها،.

** السيناريوه الثاني وهو الأكثر توقعاً:
يرى بعض المراقبين أن اليمن جزء لا يتجزء من الصراع القائم في المنطقة الملتهبة على خط التماس ،.بين أمريكا حليفة السعودية وروسيا حليفة إيران،.وفي سابقة من نوعها يرى المراقب الخارجية الأمريكية تصف الحوثي بإحدى الجماعات الإرهابية على حسابها في تويتر (بأن الحوثيين وبدعم من الحرس الثوري الإيراني أطلقوا صواريخهم على الرياض.مذكرة بأن الإرهاب بكافة أشكاله يمثل تهديداً يطال العديد من الدول وأنه يجب الإتحاد لإلحاق الهزيمة به..
ولهذا يرى التفاف دولي ممثلا ببريطانيا وفرنسى وبعض دول الأوربية حول أمريكا التي تعكف في البيت الأبيض لدراسة الضربة المحتملة لسوريا قريباً،. وربما ستطال الضربة إيران وحزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وبمساندة إسرائيل التي نفذت عمليات جوية وضربة خاطفة قبل أيام على قواعد إيرانية في سوريا دون أن تحرك إيران أي ساكن،..في المقابل يرى المتابع أن القوات الروسية الموجودة في قواعد حميم وطرطوس لا تكفي لحماية المواقع السورية بل ايضاً لاتكفي لحماية القواعد الروسية نفسها حال وقوع ضربات أمريكية لتلك القواعد. فروسيا قد تتفوق في ساحاتها القتالية، لكن هناك، في سوريا التي تفصلها عن روسيا البحار والأراضي التابعة للناتو، فالهزيمة محققة..في تلك الحالة تصبح الفرصة الوحيدة لروسيا للخروج من مأزق الهزيمة هذة، استخدام السلاح النووي لترد على نفسها،.. وكذا تصريحات كبير مستشاري المرشد الأعلى في إيران(علي ولايتي) (‏إيران تدعم سوريا في الحرب ضد الولايات المتحدة)،.ولهذا يرى المراقب أن أي طرف يتراجع عن تصريحاته في هذة المرحلة يعد في مرحلة الضعف والهوان والهزيمة والإستسلام للطرف الاخر،..والحرب قائمة لا محالة

**السيناريوه الثالث:
يرى بعض المحللين السياسيين أن تصريحات الحوثيين لهذا العام بأنه عام بالستي بامتياز.. وأن المدن والمواقع الإستراتيجية السعودية ستكون هدفاً للصواريخ البالستية،. جائت في وقت تشهد اليمن مبعوث جديد ثالث إلى اليمن..كان من المفترض أن يلتقط الحوثي هذة الفرصة لتسوية سياسية..لكن يرى المتابع عن كثب أن تلك الصورايخ هي بتوجيهات إيرانية ينفذها الحوثي (مكره) لتخفيف الضغط على سوريا من قبل التهديدات الأمريكية وتريد إيران إشعال فتيل الحرب في المنطقة برمتها،.

** السيناريوه الرابع:
وهو خاص بترتيب البيت المؤتمري،..مستغلاً إنشغال الحراك السياسي اليمني وجبهات القتال ،.حيث يرى بعض المحللين السياسيين أن القيادات المؤتمرية تسعى في هذة الفترة إلى ترتيب البيت المؤتمري من خلال الإجتماعات واللقاءات والتصرحات لرئيس الوزراء بن دغر إلى لملمة المؤتمر وقياداته ،..فقد شهدت الإمارات العربية المتحدة..العديد من اللقاء والترتيبات لقيادات مؤتمرية التي كانت آخرها زيارة السفير اليمني لدى الامارات احمد على عبدالله صالح
فخلال هذا الاسبوع المنصرم كما تشير بعض الاخبار غير الرسمية ان مقر اقامة السفير اليمني لدى الامارات شهد زيارة
من قبل وزير الخارجية السابق (ابو بكر القربي) ووزير الخدمة (خالد الصوفي)،..وعسكريا تشير أخبار أن (طارق محمد عبدالله صالح) ،
بعد تسلمه معسكر أبو موسى الأشعري تشهد الخوخة ثكنات عسكرية متجهزة بأحدث التكنولجيا للزحف بإتجاه مدينة الحديدة
وتحريرها من أيدى الحوثيين،…
***
** وهكذا يبدو المشهد اليمني عن قرب بعد إطلاع ومتابعة لمجريات الأحداث المتغيرة بين الفينة والآخرى وظهور معطيات جديدة على الساحة اليمنية بعد وصول صلة الصوراخ الباليستية والطائرات المسيرة الحوثية إلى وزارة الدفاع السعودية بالرياض ومطار أبها..

** كل تلك التداعيات تبشر بالخروج عن السيطرة والإنفلات السلبي الذي يعد سيد الموقف،..وأن السياسة الناعمة تجاه روسيا وايران الداعمتا لسوريا واليمن أنتهت ،..وأصبحت الخيارات مفتوحة أمام القوى العظمى التي تتزعمها امريكا وترسم اللمسات الآخيرة لبنك أهدافها في المرحلة القادمة،..
* وختاماً ننهي قرائتنا التحليلة بهذا القول لمحمود درويش الذي سنتذكره بعد أن تحط الحرب رحلتها الصعبة،..
“تنْتَهِي الحَرب..
ويتصافح القَادَةُ..
وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد..
وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحَبِيبَ..
وأولئك الأطْفَالُ يَنْتَظِرُونَ وَالِدَهُمُ البَطَلَ ..
لَا أعْلَمُ مَنْ بَاعَ الوَطَنْ..
وَلَكِنَّنِي رَأيْتُ مَنْ دَفَعَ الثَمَنْ!“
*********
وحفظ الله اليمن وسوريا ،والوطن العربي، من كل مكروه،.

وحتى الملتقى في الأسبوع القادم إلى اللقاء

الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن صنعاء

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.