يا قادة جيبوتي،إعتبروا بأحداث إثيوبيا

إثيوبيا جديدة

أكتب هذه المقالة بعد أن حل الدكتور أبي أحمد علي مكان رئيس الوزراء الأسبق هيلي مريام ديسلين،بطريقة ديمقراطية حضارية أزاح به المجتمع الإثيوبي ديسلين بثورة سلمية.وقال آبي ” 42 عاما هذا يوم تاريخي نشهد إنتقالا سلميا للسلطة ”. ورأينا كيف عانق الرجلين بعضهم البعض في مقر الرئاسة بعد مناقشات وحورات ومناوشات أستمرت لشهور،وقوات الأمن قتلت المئات خلال أحداث العنف وجري سجن عشرات الآلاف،وأطلقت الحكومة في الفترة الماضية سراح أكثر من 6000 سجين..إثيوبيا جديدة،وسياسة جديدة مختلفة عن سياسة حزب التيجراي الذي إستمر في الحكم طوال 27 عاما.دخلت إثيوبيا في سياسة جديدة لا مكان فيه بالتأكيد لسياسة ” القبيلة ” أو الإقتصاد الموجه من طرف واحد،أو التسلط الأمني القمعي أو التفرد بقرارت الدولة والإستمساك بالرموز التي تقدم عشيرتها علي غيرها.وهذه السياسة تؤدي الي إهدار حقوق الآخرين بل تؤدي الي إبادته وإقتلاعه من جذوره بسهولة،والشعب الأورومي قاوم لإنتزاع حقوقه وها هو خرج منتصرا مزهوا بإنتصاره.وإثيوبيا هي ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان وإقتصادها كان الأسرع نموا في القارة علي مدي العقد الماضي..وهنا أريد أن أقارن بين شارع أديس أبابا وشوارع الدول العربية التي إريقت فيها الدماء وقتل فيها القادة لأجل الحفاظ بالسلطة علي حساب الشعب والوطن،وهنا أريد أن أقارن بين شارع أديس أبابا وشارع جيبوتي لنري الفرق بين قيادتهم وقيادتنا.وفي إثيوبيا المسيحية {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} بينما في الدول الإسلامية لا إعتبار في النصوص الدينية،هي فقط للقراءة كطقوس دينية في الصلاة والعبادات ليس الا.وفي إثيوبيا المسيحية يخضع الحاكم للقانون،بينما في العالم العربي والإسلامي يستمد الحاكم قوته من عشيرته التي بيدها مقاليد السلطة.وأستطيع أن أقول أن اثيوبيا المسيحية تطبق شريعة الله والقانون ومفاهيم النبوات أكثر منا.والله سبحانه وتعالي يقول:إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم)والقيادة عندنا لم تعد مستعدة لتغيير ما في نفسها من قبلية وعنصرية وحب الذات،ودولنا لن تتغير إن لم يتغير حكامها الأنانيون المستبدون،وكذلك الشعب ما زال يهرول نحو المجهول وراء الطغاة علي قاعدة النفاق والتطبيل والتزمير بما في ذلك من مخاطر مثبتة ومؤكدة علي سكان القرن الإفريقي برمته.فالينتفض الشعب الجيبوتي والإرتري ليخرج من مستنقع الخوف الموبوء بداء القبلية والآثنية،فالننطلق ونطرق باب الحرية لكسر حاجز الخوف التي أحطنا بها من كل جانب لكي نخرج من عالم النفاق الي عالم الصراحة والمواجهة.بالمواجهة وحده تتحقق آمال الشعوب المضطهدة،وخير مثال علي ذلك هو الشعب الإثيوبي المناضل.إن رصيد المواجهة السلمية في الخروج من الإستبداد هو تحدي الإستبداد والظلم والفساد،وبتحدي العنف با للاعنف أقنع الإثيوبيون دولتهم بالتغيير،وما يتحقق بالرفق قد لا يتحقق بالعنف..يا قيادة جيبوتي إعتبروا بأحداث إثيوبيا وحكمة قيادتها وشعبها التي تحرر من دون حرب وخراب.وهكذا تخرج إثيوبيا من نفق مظلم بحكمة إثيوبية عمادها المسيحية والإسلام والتفاهم والإتحاد،إتحاد الشعوب الإثيوبية تحت قيادة حكيمة تلجأ الي القانون لحفظ الأمن والإستقرار هو سر نجاحها.وهكذا إتحد الإثيوبيون من غير أن يخسر أحد شيئا ويربح الجميع.الحل في الشوري،وليس في القمع يا مسلمين.ومبروك علي الشعب الإثيوبي المناضل.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.