الكاتب / عبد الرزاق الباشا

اليمن..مرحلةٌ وفصلٌ جديدٌ ‏من فصول الحرب والسياسة.. وسناريوهات متعددة … ترافق المبعوث الأممي الثالث (مارتن غرفيث) إلى اليمن ،.

 من تحت سماء اليمن.. نكتب لكم عن أيام الوجع ،التي لا تُعد ولا تُحصى، مع غياب وانشغال متعمد من كل القوى المتصارعة،. التي ترى نفسها الأحق بالسلطة،أوالولاية والحق الآلهي،.
وما يزالوا في طغيانهم يعمهون، ويعيشون حتى هذة اللحظات،. في تيهان البوصلات والإتجاهات المتعددة..حتى أصبح جزءاً من واقعهم السياسي،.غير ملتفتين إلى ماوراء ظهورهم، وما يعيشه المجتمع الإنساني اليمني ،…وأن اليمن دخلت عامها الرابع من الحرب،. يرافقها أسوء الضروف المعيشية،. التي تهدد مجتمع بأكمله،..بكارثة إنسانية لم تعرفها البشرية على الكرة الأرضية، حسب التقارير الدولية،..
ومن هنا نقف على اعتاب مرحلةٍ جديدةٍ،وفصلٍ جديدٍ من فصولِ الحربِ والسياسةِ في اليمن،. مع تعيين المبعوث الأممي الثالث إلى اليمن السيد (مارتن غرفيث).. الذي لخص المشهد اليمني في اسبوع..من هذا التيهان، والتقلبات السياسية،والحرب الجديدة على أرض المعركة،. مع إنطلاق العام الرابع،ووصول صلة من الصواريخ البالستية،. التي أطلقتها جماعة الحوثي إلى السعودية،..تدشيناً لهذا العام الجديد2018,,
وماأن وصل المبعوث الأممي إلى صنعاء ،.سمع الجميع وشاهد تفكك الشرعية وتساقطت بعض أوراق حكومتها من الرياض،.
إبتداءاً بوزير الدولة (صلاح الصيادي) تلاه مستشار رئيس الجمهورية ووزير الخدمة المدنية بحكومة الشرعية (عبدالعزيز جباري) الذي قدم إستقالته دون تراجع أوضغوطات،. متبنياً وجهة نظر،. بأنه يجب تصحيح  علاقة التحالف مع الشرعية ،.وأن تكون علاقة ندية لا تبعية . حسب قوله،.
وعلى نفس الصعيد من وسط الرياض،. وجد جمهور المؤتمر الشعبي العام رئيس الوزراء (أحمد عبيد بن دغر) عبر حوارٍ أجرته ((صحيفة الشرق الاوسط)) دعوةً إلى تشكيل قيادة مؤتمرية مشتركة، تضم الرئيس (عبد ربه منصور هادي)، والأخ (أحمد علي عبد الله صالح)، سفير اليمن لدى الإمارات العربية المتحدة،. وكل أمناء العموم المساعدين وأعضاء اللجنة العامة،…وشدد بن دغر في هذا الحوار على رفض العقوبات لأي عضو من أعضاء الحزب، وسيتم دعوة المجتمع الدولي بإلحاح لرفع العقوبات عن (أحمد علي صالح)….مع طي صفحة الخلافات فيما بين الأعضاء، وإضفاء روح التسامح،…
 تلك الدعوة التي تقدم بها( بن دغر) لاقت حملةً مضادةً تشويهيةً،.من قبل بعض نشطاء وإعلاميين يتبعون حزب التجمع اليمني للاصلاح (الإخوان المسلمين) المنطوي تحت مظلة الشرعية في الداخل أو في الخارج ترافقها بث متزامن لبرامج وثائقية تشوه القيادات المؤتمرية ممثلة بالنظام السابق على قنوات عربية (الجزيرة- الصندوق الاسود) التي تدعم حركة جماعة الإخوان المسلمين في كل أنحاء العالم وكذا برنامج (ماوراء الستار )لقناة المسيرة التابعة لانصارالله (الحوثيون)،…
                             **************
اسبوعاً من الزمن،..قضاه مبعوث الأمم المتحدة الثالث إلى اليمن في صنعاء،. التقى فيه بجماعة الحوثي، والأحزاب المنطوية تحت إدارتهم السياسية،.كلاً على حدة ،.كما التقى بزعيم حركة انصار الله السيد عبدالملك الحوثي،. وكان لقاء من أجل الدفع بعملية السلام والوصول إلى نتائج إيجابية،. حسب تصريح الاستاذ / محمد علي الحوثي ،.رئيس اللجنة الثورية العليا لانصار الله لقناة (فرانس 24)،.
وأثناء تواجد المبعوث الأممي (مارتن) في العاصمة صنعاءيوم 26 مارس التي شهدت حشداً جماهيرياً ،.نظمته جماعة الحوثي في ميدان السبعين ،.إحتفائية بمرور ثلاثة أعوام من العدوان على اليمن والصمود الأسطوري لدى اليمنيين ودخول عامهم الرابع حسب زعمهم ،.شهدت عشية ذلك اليوم إطلاق صلة من الصواريخ البالستية،.أطلقتها جماعة الحوثي طالت مطار الرياض وبعض الأماكن الإستراتيجية الهامة ( شركة أرامكو) ومدن آخرى سعودية ،..وكانت بمثابة رسالةٍ واضحةٍ،. أن دخول العام الرابع من الحرب على اليمن ستكون غير سابقيها ،. التي لاقت تنديداً واستنكاراً من بعض الدول الأقليمية والدولية،.
حيث ذكرت وكالة رويترز االعالمية ،.أن مجلس الأمن الدولي ندد بهجمات الحوثيين الصاروخية على السعودية،،.وأن الصراع يؤثر على المدنيين و تدهور الوضع الإنساني“. ولم يذكر بيان مجلس الأمن يوم الأربعاء المنصرم  بالإسم من الذي ينتهك حظر السلاح ،.
سبق هذا الإحتفال بخمسة أيام ،.دعوة من الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام (الاستاذة فائقة السيد) الحضور يوم 21 مارس ،.إلى بيت زعيمهم الشهيد (علي عبدالله صالح) الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام بحي الكميم- صنعاء- لتنظيم إحتفائية بعيد ميلاده ووضع أكاليل الورود على أطلال بيته في حي الكميم وقراءة الفاتحة،. التي لاقت رواجاً واسعاً عند محبي زعيمهم الصالح،،.
في المقابل نجد أن هذة الدعوة قوبلت بالرفض المطلق من قبل سلطة حليفهم انصارالله،. بإغلاق المداخل المؤدية إلى مكان الدعوة وقمع المتواجدين ،. والتي أعتبرها بعض المحللين السياسيين،. بأنها كانت بمثابة الإنتفاضة الناعمة،. ضد انصار الله في صنعاء ،. فتداركوا الوضع،. وقاموا بإخمادها مبكراً،.
وعلى نفس الصعيد هاجم سفير روسيا لدى اليمن .السيد (فلاديمير ديدو شكين) ،.جماعة الحوثي، مؤكداً أن العالم يرفض الإنقلاب، كاشفاً سبب مغادرة فريقهم الدبلوماسي من العاصمة صنعاء، في ديسمبر الماضي. بعد مقتل (صالح )جاء ذلك خلال لقاءه، مع مستشار الرئيس هادي ،.(عبد العزيز جباري) ،.
***************
كل تلك التداعيات والمواقف السياسية،.. التي شهدتها اليمن منذ وصول المبعوث الأممي الثالث إلى اليمن السيد (مارتن جرفيث )لم يغير على أرض واقع المعركة أي شيء ،..فمازالت كل الجبهات تشهد حرب دامية وكر وفر ،..المنتصر فيها يعد ايضاً خاسراً،..طالما الدماء التي تنزف والأرواح التي تزهق كلها يمنية ،.
وبعد كل ذلك،. يرسم المتابع عن كثب العديد من السيناريوهات المحتملة للقضية اليمنية،..
* السيناريوه الأول:
 بعد تعيين المبعوث الأممي الثالث إلى اليمن مارتن غرفيث (البريطاني) يعني ذلك الكثير والكثير،.خاصة عند الدول العظمى وأطراف الصراع،. بأن بريطانيا تسلمت الملف اليمني ،وأن امريكا ودول التحالف عجزت عن حل القضية والحرب في اليمن،.. وستكون الفاصل لحل القضية من خلال المبعوث الأممي الجديد،. الذي زار الشرعية إلى الرياض، والتقاها كلاًعلى إنفراد، ثم غادر إلى صنعاء،. ليجتمع بكل من انصار الله وقيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام كلاً على حدة،.. متوعداً بزيارة مرتقبة إلى عدن والمكلا ليلتقي ببعض الأطراف في الجنوب ،.ويستمع اليهم كبقية الأطراف اليمنية،. ليرسم خارطة طريق- يمنية تصالحية- تؤسس لمرحلة توافقية جديدة تقودها بريطانيا ..التي تمثل ثقلاً عالمياً ودوراً راعياً في تجمع أصدقاء ‎اليمن والرباعية الدولية ،.وإطلاعاً عميقاً على تاريخ الشعوب،.. ومنها اليمني…
* السيناريوه الثاني:
يرى بعض المحللين السياسيين،.أن إطلاق صلة من الصواريخ ،.إلى السعودية،. واستهداف أماكن حساسة،. مع تواجد المبعوث الأممي في صنعاء دليل واضح ،.أن ايران- تريد إرسال رسالة إلى العالم أجمع ,.أنها لن تأبه بأي أحد كان ،.وأنها تتحدى – وقادرة أن تدمر أي منشئة حيوية سعودية في أي مكان وأي زمان هي تريد.،.
* السيناريوه الثالث:
هناك من يرى توطئ من قبل المجتمع الدولي،. ودعم حركة الحوثي وإبقائها عنصر فعال على أرض الواقع،. وعدم إجتثاثها لتبقى خنجراً في خاصرة السعودية,. مستدل على ذلك إجتماع مجلس الأمن الدولي والتنديد ببيان فقط وغير ملزم،. حيث وأن الصورايخ التي اطلقتها جماعة الحوثي صواريخ بالستية ومحرمة دولياً،. حتى البيان لم يتضمن  بالإسم من الذي ينتهك حظر السلاح ،.

* السيناريوه الرابع:

وهو أن اطالة أمد الحرب لمدة ثلاثة أعوام ودخولها عامها الرابع يهدف من ورائها الإنتظار لظهور طرف ثالث سياسياً وعسكرياً لتكتمل المعادلة لدى القوى السياسية اليمنية المتصارعة،..

فسياسياً : يكون معتدلاً – له قاعدته الشعبية غير المتطرفة،. وراض عنه القوى الإقليمية والدولية المتحكمة بخيوط اللعبة ،..وهذا الطرف ربما قد بدأ يعمل على أرض الواقع – متمثلاً بسفير اليمن لدى الامارات العربية المتحدة أ(حمد علي عبدالله صالح )الذي تبنى خطاباً سياسياً قبل فترة وجيزة،. تظمن العديد من المخرجات الوطنية أهمها- دور المؤتمر الشعبي العام في هذة المرحلة،،. والإصطفاف في المعركة الوطنية -والايمان بمبدأ الشراكة بين كل القوى السياسية،، ..وتصحيح العلاقة مع دول الجوار- باعتبار اليمن جزءاً لا يتجزأ من دول المنطقة …

وكذا دعوة  رئيس الوزراء (أحمد عبيدبن دغر) إلى لملمة قيادات المؤتمر الشعبي العام- في الداخل والخارج،. وفتح صفحة جديدة للقيادات الموتمرية،. ورفع الحظر والعقوبات الدولية-لأحد أعضاء المؤتمرالشعبي العام التي فرضت على السفير (احمد علي صالح)،.

وعسكرياً : ظهور طرف عسكري يمني قوي- تستند إليه قوات التحالف على أرض الواقع ،.ومرغوب لدى الكثير من الضباط والأفراد الذين كانوا في الجيش اليمني السابق،. وربما قد يتمثل ذلك في شخصية القائد العسكري المعروف عند الجميع ( طارق محمد عبدالله صالح) قائد الحراسة الشخصية للرئيس السابق على عبدالله صالح ،.

*  السيناريوه الخامس:
هناك من ينظر إلى هذا السيناريوه بأبعادٍ مختلفةٍ ومن عدة زوايا مترابطة،.. إبتداءاً من تصريحات وزير خارجية بريطانيا الخطيرة لدى اليمن (مايكل ارون) التي قد تغير خارطة السياسة في اليمن -عندما قال ..حاولنا في اليمن بالعصا والآن جاء دور الجزرة،.وتوقع (مايكل)، أن المبعوث الخاص وبمساعدة المجتمع الدولي يمكن حل المشكلة هذا العام،..
– من خلال هذة التصريحات القوية للسفير البريطاني لدى اليمن -يرى المتابعون أن القضية اليمنية ستشهد موقفاً مغايراً،.طالما تصدرت بريطانيا المشهد الآخير،..وحضور المبعوث الأممي إلى صنعاء-مع سفراء الإتحاد الاوروبي،.وإعطاء فرصة أخيرة للحوثي للمقاربة،. وحل القضية من جذورها ،..
-حيث وأن حضوره إلى صنعاء كان مستمعاً( فقط ) لكل الأطراف الداخلية والخارجية،.. لبلورة القضية اليمنية في – خارطة طريق- مستقبلية يفرضها على كل الأطراف،.لحلحلة القضية من جذورها،. مستنداً- إلى المرجعيات الدولية الثلاث ،.وأن أي طرف سيحاول التنصل- بأي عذر عن الخارطة ،.سيكون هناك إجماع دولي ضده دون أي مبرر ،.
– ومن زاوية آخرى يرى البعض ،أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان- المطولة لامريكا ،..ترسم ترتيبات دولية لإيران-وحزب الله في لبنان- وانصار الله في اليمن،.. مستنداً من هذة الزاوية إلى تعيينات ترامب الجديدة داخل إدارته ،.للصقور الجارحة على رأسهم (جون بولتون) المستشار الجديد للأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية المعروف عدائه لايران،.ويرى أن المنطقة ستدخل مرحلة جديدة، وحرب خاطفة ،.طالما هناك رغبة وشغف،وبتمويل خليجي خاصة وقد شهدت السعودية عام 2018  العديد من الصواريخ البالستية ومازالت،.
أو أنها شماعة للحرب والإستنزاف لابن سعود لا غير ،.
********
كل تلك التداعيات والسيناريوهات لدى المتابعين لا تعني شيء عند المواطن اليمني البسيط،. ولسان حاله يقول،.هاهي تطئ أقدامنا عامنا الرابع، ودمائنا تنزف ،وبيوتنا تهدم على رؤوسنا، والجوع تربع على عرش بطوننا دون رحمة من أبناء جلدتنا.. الذين يتحاربون على كرسي السلطة ضحيته نحن لاغيرنا،..وهم على يقين ( المتصارعون ) أن الحرب أقليمية دولية،.. فلماذا لا ندعواإلى كلمة سواء،. أساسها حرمة الدم اليمني ،وأرضه ووحدته الجغرافية والسياسية؟؟
والله من وراء القصد
الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن – صنعاء

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.