هدي للناس

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)

ليس المهم عندي أن تصوم أو لا تصوم ولكن المهم هو أن نصوم كما أمرنا الله،وليس الصيام هو الإمتناع عن الماء والأكل،بل يجب الإبتعاد عن المعاصي وهي كثيرة كما نعلم،وأسوأها ( الظلم ) ظلم الإنسان للإنسان أو الحيوان. يجب أن نتيقن أن جهلنا لقواعد الصيام يجعل من صيامنا كتفاحة فاسدة،وبالتالي لا نحصل من أجر الصيام شيئ،غير العطش والجوع.ولا يستطيع الإنسان أن يربح فضيلة هذا الشهر الكريم الا بالعمل الصالح،والعمل الصالح يتطلب الكثير من الجهد والمثابرة والكفاح،كفاح النفس الآمارة بالسوء.ومن نجح علي نفسه فقد حصل علي ثروة عظيمة وأنفجرت عنه الأمواج بعد تراكمها،وأسهلت له الصعاب بعد إنصبابها،وهطلت عليه الكرامة بعد قحوطها وتحدبت عليه الرحمة بعد نفورها،وتفجرت عليه النعمة بعد نضوبها،ووبلت عليه البركة بعد رذاذها.والله سبحانه وتعالي يحب لعباده الفلاح والنجاح في الدنيا والآخر،لكن الإنسان هو من يبتعد عن ربه ويسلك طريق الشر.قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من أرضي الله بسخط الناس رضي الله عليه،ثم أرضي عليه الناس،ومن أرضي الناس بسخط الله سخط الله عليه،ثم أسخط عليه الناس.ومن رغب بالفوز علي فضائل هذا الشهر الكريم،فالينحاز الي الحق الذي هو من أسماء الله الحسني.قال الحسن البصري لعمر بن عبدالعزيز حين ولي الخلافة: يا أمير المؤمنين : الإمام العادل كالأب الحنون علي ولده يسعي لهم ويعلمهم كبارا،وكالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها،ينقاد الي الله ويقودهم،يسمع كلام الله ويسمعهم وينظر الي الله ويريهم،فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكتك اليه كعبد إئتمنه سيده وأستحفظه ماله وعياله فبدد المال وشرد العيال فأفقر أهله وفرق ماله،إعلم أن لك منزلا غير منزلك الذي أنت فيه يطول فيه رقادك ويفارقك أحباؤك فتزود له ما يصحبك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه،لا تحكم بحكم الجاهلين ولا تسلك سبيل الظالمين ولا تسلط المستكبرين علي المستضعفين..وهل نحن علي الحق ليكون صيامنا مقبولا؟والله سبحانه وتعالي يقول ( هدي للناس ) فإنه يعني رشادا للناس الي سبيل الحق وقصد المنهج..وكل عام وأنتم بخير

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.