الأزمة السياسية في الخليج

الوضع السياسي في قطر خاصة والخليج عامة متوتر وضبابي جدا،ويمكن أن يتحول في أي لحظة الي نزاع بين الإخوة،كما هو الحال بين دول الخليج واليمن..لكن ما الذي يدفع قادة الخليج الي مثل هذا السلوك العدواني تجاه بعضهم البعض؟والذي يدفع الخليج الي هذا النحو هو إنعدام الثقة والتفاهم المتبادلين بين زعماء الخليج الذي يشك الواحد منهم في إخلاص وحسن نوايا الآخر بشك عجيب وغريب.وإذا كانت قطر ” الصغيرة ” والغنية أخطأت بحق جيرانها في الخليج مثلا، أين هو دور مجلس دول الخليج من الأزمة التي إندلعت في داخل البيت الخليجي والذي كان مترابطا في كل المجالات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والتجارية؟وإذا كانت القضية أكبر من حجم مجلس دول الخليج أين هي جامعة الدول العربية،ولماذا لا تحاول إحتواء الأزمة قبل أن يصل بهم الأمر الي مقاطعة دولة جارة وعضوة في مجلس دول الخليج؟وهل الأزمة السياسية الحالية بين دول الخليج وقطر نتيجة تأييد قطر للربيع العربي كما يقول البعض؟وإذا كانت قطر تؤيد الإرهاب طوال هذه المدة أين كانت الدول العربية حكاما وشعوبا وإعلاميين؟ولماذا لم نسمع صوتا عربيا موحدا يقول لقطر: لا يا قطر؟وهل قطر فعلا تؤيد الإرهاب،أم أن جيرانها غير مرتاحين لقيادة قطر الصغيرة لزمام دول الخليج؟وإذا كان هذا هو السبب الرئيسي تقع المسؤولية علي ”الأخ الكبير” الذي فشل في تربية أخيه الصغير.. ولماذا كشف العرب وإعلامهم إنحراف دولة قطر وتأييدها للإرهاب فجأة،وبدون إنذار؟وقد يؤدي موقف دول الخليج المتصلب لكلا الطرفين الي توسيع رقعة الخلاف بين دول الخليج وشعوبها،وغياب الثقة في سلوك أطراف النزاع هو ما أدي الي فشل مساعي دولة الكويت..وسيناريو العنف والمقاطعة وإنعدام الأمن قد يؤدي الي مزيد من الأزمات بين دول الخليج.الم يتعلم العرب بعد،من سقوط بغداد سابقا؟وهل كان سقوطها لصالحهم أم كان لصالح أعدائهم في المنطقة؟وما الذي سيستفيده حكام الخليج عن الحصار المفروض علي قطر؟وهل هذا عقاب للأسرة الحاكمة،أم أنه عقاب لشعب قطر الشقيق؟وكان علي الأخ الكبير أن يتصرف بمسؤولية بعيدا عن أسلوب ” التأديب” الغير مفيد في المدي القريب. ولماذا سبق “الكرت الأحمر علي الكرت الأصفر يا حكام الخليج”؟أين هي النخوة العربية؟وأين أنتم من حرمة الدين والإخوة؟ويري بعض المراقبين والمحللين السياسيين أن اللجوء الي فرض الحصار وقطع العلاقات الديبلوماسية مع دولة قطر قد يضر بمصالح الجميع،بما فيه مصالح الدول الأربعة التي تريد تأديب قطر..ولا تزال قطر علي مواقفها الداعي الي الحوار للخروج من الأزمة،لكن لماذا لا تمنحوها فرصة ثانية ثالثة رابعة؟وهل الحصار يضمن  حل الأزمة السياسية مع قطر؟فيقول الخبراء السياسيون إن الأزمة السياسية الراهنة نتجت أصلا عن المنافسة بين دولة قطر والمملكة العربية التي تنظر الي القطر من خلال مساحتها الصغيرة،فكل واحدة منهما تحاول إنتزاع الضوء لصالحها.وعلي كل فإن الأوضاع السياسية التي ستؤول اليها المنطقة غير معروف لحد الساعة،يبدو أن هناك شيئا ما يتلبد في الأفق.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

تعليق واحد

  1. لو تدفع قطر لإثيوبيا عشر مليار دولار لاجتياح اريتريا ثم بعدها يتم الإعلان لاستقلال الجزء الجنوبي العفري من اريتريا ويصبح تحت الحماية الاثيوبية لضمه الي العفر الكبرى بإثيوبيا فكسبنا القضية العفرية
    – وكان السحر قد انقلب على الساحر فبسبب عودة اثيوبيا ع البحر الأحمر كانت الموازين اتقلبت لصالح قطر بين عشية وضحاها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.