تعويذة جني تائب… قصة قصيرة

مكان غريب جدا لا يكاد النور أن يخترق جداره … نسيج العنكبوت على زجاج النوافذ…آثار الدم على اﻷرض سوداء اللون يبدو أنه مر عليها الكثير من الوقت كنت امشي بجرأة كبيرة جدا أول مرة في حياتي انزع ثياب الخوف عن جسدي… خطوات قليلة عن الباب فإذا به يغلق بقوة… نعم لقد دخلت بيت الجن… كان ذلك الصوت الذي يوشوش في آذاني يرافقني إلى كل الغرف في كل غرفة كنت أرى منظرا يرعب أكثر من قبله… لم أكن مؤمنا أن كل من يدخل هذا البيت مصيره أن يقتله الجني… دخلت وانا اتحدى نفسي أن يزول رعب هذا البيت … الغرفة الأولى معلقة فيها جثة المربية “آمنة” التي كانت تحاول انقاذ طفل صغير من أطفال المدرسة إلا أن الجني سرعان ما قتلها هي والطفل… الغرفة الثانية حرق فيها حارس المدرسة مع الكلب … الغرفة الرابعة كان فيها طفل صغير تظهر عليه آثار الحزن ثيابه بالية ملطخة بالوحل … اكملت السير في البيت وأنا لا أشعر بأي خوف في قلبي… عندما وصلت الى اللغز الذي يسكن هذا البيت بدأت ارجلي تتخبط و يداي تتقاطر عرقا… لقد وجدت كتبا عديدة وأشياء غريبة جدا كلها تدل ان صاحب البيت ساحر … فتحت أحد الكتب وجدت فيها طلاسم ورسومات لاستحضار الجن …لم أشعر سوى بيد وضعت على كتفي ..التفت فلم اجد شيء .. بدأ الكرسي يتحرك هنا وهناك وكأن أحد جالس عليه… رائحة النار في أنفي ولا يوجد حريق .. فعرفت حينها أن الجني متواجد معي في الغرفة… رفعت رأسي للنافذة وجدتها ملطخة بالدم أردت أن أقرأ شيء من القرآن لكن لساني تعلثم وكأني لم افتح المصحف في حياتي قط… فإذا بصوت غريب تتخلله نبرة الشر “ماذا تفعل في هذا البيت …؟!”. …آه إنه الجني لقد تكلم … نظرت إليه شيء غريب جدا كله سواد لا يرى منه شيء … بقيت صامتا لبرهة ثم قلت اتيت لآخذ التعويذة… ضحك مني بسخرية… قائلا :” أتظن الأمر سهل؟!” بقيت صامتا وانا انظر فيه ، كان أملي في النجاة من هذا البيت كبير متمسك بما أحفظ من القرآن ومن اسم الجلالة الذي ارتديه في عنقي …بدأ الجني يسألني عن سبب دخولي لهذا البيت وعن الجرأة التي املكها… قلت له لن اجيبك حتى تجيبني عن سبب الرعب الذي تنشره في سكان الحي وعن الأرواح التي تقتلها دون ذنب… فقال وما ذنبي أنا …جوابه بعث في نوع من الدهشة… أيعقل ان يكون لجني ذنب غير شره… أحسست بأن الأرض تتحرك من تحتي برد شديد في أطرافي … ثم اختفى الجني من أمامي… سمعت صوت آخر غير صوت الجني …هذه المرة انا في مأزق حقا … التفت إلى جانبي وجدت امرأة ترتدي جلباب عريض شفاف شعرها كثيف يغطي وجهها يداها مجعدة تبدو لي عجوز طاعنة في السن … تذكرت حينها أن أمي اخبرتني سابقا أن هذا البيت كان لعجوز تعيش لوحدها ثم اختفت فجأة فمنهم من يقول انها ماتت ومنهم من يقول وجدت محروقة في بيتها …

فتحي عثمان

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.