الحرب مثل القهوة

الحرب ليست نزهة كما يتصور من بيدهم السلطة والمال والقوة والسلاح والمرتزقة. ولا يكسبها الا الذين صبروا علي معاناتها وقساوة الطبيعة.وهنا أريد ان أشير الي الحرب التي تدور في أرض اليمن،جيش فقير عود نفسه علي رغيف الخبز وقليل من الجبن والماء وكثير من الشجاعة والعزيمة،وجيش آخر عود نفسه علي الراحة،منزل مكيف وسيارة مكيفة وراتب زين وخادمتين في الدار.هذا الجندي لا يريد أن يذهب الي أرض المعركة،وإذا ذهب يتمني أن يعود سريعا الي زينة الحياة الدنيا ورفاهيتها. ومن حقه أن يتمني ذلك.وأما الجندي الآخر الذي لم يترك وراءه غير حياة التقشف والمعاناة لا يخشي الموت قط..لأن الموت عنده،مثل الحياة بالضبط،وهو يؤمن بنظرية إنتقال ( الروح ) من ضفة  الي ضفة أخري،وهناك إما أن تعيش معززة مكرمة بجوار الصالحين والأولياء،وإما أن تكون في جوف جهنم تفور وتتعذب الي ما شاء الرحمن .. والحرب مثل القهوة تماما، كلما صبرت عليها أكثر تقترب أكثر من النصر.ويقول الكاتب المصري الكبير مصطفي صادق الرافعي : قضت الحياة أن يكون النصر لمن يتحمل الضربات وليس لمن يضربها.ولو كانت الدنيا تدوم لأصحاب الثروة لما تخلت عن الأمبراطور هيلي سلاسي وموبوتو وصدام حسين ومعمر القذافي الذي أهان شعبه أمام العالم حيث قال :زنقة زنقة،شبر شبر،دار دار،بيت بيت..وكان يقول أنا الأرشد والأذكي. وسقوط الأنظمة في عالمنا يكاد يكون شيئا مألوفا،وكل ما جمعوه من الدولارات والدينار والذهب يبقي .. ولا يبقي الا وجه ربك ذو الجلال والإكرام..ولا تترك الحرب وراءها الا الذكريات المزعجة،أطفال يتامي،ونساء أرامل وحضارة مشوهة ومساجد مهدمة وشباب يزحف علي الأرض مثل الزواخف،بعد أن أخذت الحرب أطرافهم،وشوارع تلعن كل من كان سببا في تغيير معالم حسنها،وبساتين جميلة حولها الإنسان الي أرض محروقة.الحرب هي كفتح باب غرفة مظلمة ولا تعرف أبدا ما الذي سيحصل عند فتحها.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” وسام طوفان الأقصى “

شرفٌ وفضلٌ وكرمٌ من أهله يغمرني فأعتز به وأفخر ، من فلسطين الحبيبة ، ومن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.