احلام البؤساء….

نبني في الحياة بيوتنا ونرسم في خارطة طريقنا تطلعاتنا متوكلين علي الرحمن بان نجد آمالنا ونسعد بحياتنا. ولكل منا كتابه الذي يحكي قصته في الحياة . ذلك الكتاب يتكون من فصلين وفي الصفحة الأولى تكون العناوين متشابهة لدي الجميع وغالبا ما تكون مغمورة بالبراءه لأنها مرحلة الطفولة النقية التي نعيشها في رعاية الآباء وهم يختارون لنا اسمائنا ويبنون معتقداتنا وفي هذا الفصل لا شيء يذكر سوا لحظات الطفوله التي سوف تكون لنا لاحقا ذكريات جميلة. تمر الحياه ومعها نفتح صفحة أخرى من كتابنا أكثر إثارة وهنأ كل شخص يحلم بالمستقبل فهذا يحلم بأن يصبح طبيبا والآخر معلما ومهندسا وهكذا نختار في فضاء الاحلام ونحتار من كثرة الخيارات ولا ندري بأن الخيارات الكثير اليوم ستصبح قليلة ونادرة نتوقف في التفكير لكن الحياة تستمر ويعيش كلا منا قدره فهنا حروب تدمر أحلامنا وهناك ظلم ينسف آمالنا وهذا ما غاب عنا في لحظة التفكير وساعة الأماني. نواجه واقعنا بكثير من الخوف فالبعض يرحل بعيدا عن الديار وفي قلبه حسرة وألم. والبعض الآخر يواجه العاصفة بشجاعة و يأس ورغبة في الخلاص من الظلم أو الموت في معركة الشرف وهؤلاء قليلون والي الان هم في المعركة خاسرون وتنتهي صفحاتهم في الحياة مبكرا وتدفن معهم أحلامهم. ننظر إلى صفحة الهاربين أو اللاجئين : علي كثرتهم إلا أن عنوان صفحاتهم واحد وهو البؤساء عنوان يختصر الكثير من الكلام وفيه الكثير من الذل وهو عنوان لمن تركوا أوطانهم، ، من ضفة الي أخرى يرحلون بالسهول و الجبال يمرون دون بوصلة يسيرون لكنهم لا ييأسون فلا حر الصحراء يوفقهم ولا وعورة الجبال تعيقهم،، الأرض فراشهم، والسماء لحافهم في ليالي الشتاء الباردة. ورغم ذلك هم يمضون رغم حزنهم لا ينكسرون . إذا هي رحلة البقاء على قيد الحياة تخلو هذه الرحلة من الأحلام الوردية فالجميع تخلى عن آمال الطفوله واحلام المراهقة فذالك الشاب الذي كان يحلم أن يكون طبيبا لا يري في الطب شفاء ودواء ، وضاقت خيارات ذلك الذي حلم بأن يكون مهندسا فلا يري في الهندسة سوا وهم طفولة عابر. مؤلم جدا أن يتحول حلمك الي سراب ومحزن ان تكون عاجزا وانت في قمة شبابك . كل شيء تركناه في الوطن بما في ذلك أحلامنا نحن تعساء وان كنا نعتقد اننا غير ذلك ونحن تحت تأثير الصقيع في اروبا . نحن لاجئون وان كان الموطن الجديد يغرينا وينسينا حقيقتنا. نحن مجرد عالة علي الحضارات نعيق تقدم الإنسانية ونثير الشفقة. يا سادة هذه حقيقتنا المره فهل انا مخطى؟ هكذا هي حياة البؤساء لا حلم يتحقق ولا أمل يتجدد ينصهر بعض البؤساء في أوطانهم الجديدة يخلسون ثوبهم القديم ويكتبون عن روعة هذا البلد أو ذاك ويصرخون بقبح فلان ، وبشاعة علان، وفي المساء ويتحدثون عن العولمة والاحتباس الحراري وكأنهم ليسوا اؤلئك البؤساء . (آعذروني علي قسوة الكلمات لكن هذا ما في القلب وان كنت علي خطأ فقولوا لي ماهو الصواب )

عبدالرحمن عثمان

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.