أين يكمن الشر؟

لماذا نكتب عن جيبوتي؟ولماذا نتحدث عن رئيسها؟ولماذا لا نصفق لنظام غيلي كما يفعل البعض؟سأحاول أن أرد علي هذه الأسئلة التي طرحتها في المقدمة.أولا أكتب عن جيبوتي،لأنني جيبوتي،والإنسان إبن بيئته،أي أن البيئة تؤثر علي سلوكه ومشاعره،بل ونظرته للحياة.إذن لا فرق بيني وبين الطاقم الذي يعمل مع سيادة الرئيس،هو لا يعرف غير التصفيق،وأنا لم أتعلم النفاق والتصفيق بعد،هنا الفرق.ورسولنا الأعظم كان يذهب الي غار حراء ليتعبد،وكان يختلي بنفسه ليعبد ربه بعيدا عن الذين يعبدون الأصنام.وبوذا كما هو مذكور ترك الحكم وفر هاربا هائما علي وجه الأرض باحثا عن الحقيقة.واما عيسي عليه السلام فكان يركب أتانه ويذهب الي جبل الزيتون بمفرده ليحاسب نفسه قبل ان يتحدث الي الآخرين.وقصة موسي مع فرعون معروفة، والإنسان الذي يبحث عن الحرية يتعب كثيرا،وأما المصفق ليس له هم غير التصفيق.المهم هو أن يعيش ويصفق،كما هو الحال  في جيبوتي.الوزير يصفق والمدير يصفق والضابط يصفق والمدرس يصفق والقاضي يصفق والمحامي يصفق.والذي لا يصفق يخرج ملعونا عن وزارته.أين يكمن الشر؟في الشخص الذي يصفق،أم في القائد الذي أدمن علي التصفيق؟طبعا يكمن الشر في المجموعة التي تصفق للفرد الواحد،أي أن الفرد لا وجود له الا ضمن وجود الأمة كما يقول احد فلاسفة المان..فالنصفق اذا كان النظام يعمل اي نظام من اجل التنمية الحقيقية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية،ومبادئ حقوق الإنسان والتضامن بين افراد المجتمع وتركيز اسس المجتمع المدني بكل انواعه واطيافه،ولا بد من دعمه وتأييده ان كان في حاجة الي الدعم.وأما النظام الذي تجاوز القيم الإنسانية ويريد ان يفرض نفسه علي المجتمع بقوة،لا يستحق غير المقاومة والعصيان،ولا بد ان يقول له الشعب لا لا،والإنسان الذي يقول ( لا ) لنظام غيلي لا يعني أنه ضد شخص غيلي،بل يختلف معه في أسلوب الحكم..والذين يصفقون لنظام غيلي لا يصفقون حبا للرئيس، بل حبا بالمال والوظائف، ولا يهمهم بعد كيف تكون الدولة،بقدر ما يهتمون بوجود مكانة لهم في الدولة،فدخلوا فيها إضطرارا لا إيمانا،إذن الشر يكمن في المدير الذي يصفق.والي متي نغض الطرف عما يحدث في الوطن

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.